منذ اللحظة الأولى لحلوله بالدار البيضاء، قرر غاريدو تحويل مركب الوازيس لساحة «الكوريدا» المخصصة لترويض الثيران، معتقدا أنه ما يزال في فالنسيا أو اشبيلية وغير مستوعب أنه بصدد التعامل مع عقليات مختلفة تماما.
وحين كان يعجز عن إيجاد من يدخل معه في صراع، كان يلجأ لتغريداته الحمقاء الغريبة التي يتغنى فيها ومن خلالها بسجله في جنون واضح للعظمة وعكس صريح لنرجسيتة.
 قبل عام ونصف كتبت في نفس الزاوية «غاريدو كذبة صدقها الرجاويون» ولم أكتب هذا وغاريدو في موقع ضعف، بل بعد تتويجه بلقب كأس العرش بعد الولادة القيصرية الشهيرة في النهائي أمام الدفاع الجديدي.
يومها لامني رجاويون كثر ووصفوني بالمتحامل على هذا الإسباني، ومنهم من تغنى بالعثور على غوارديولا جديد سيطربهم ب «تيكي-تاكا» إسبانية معجونة بالفرجة الرجاوية المكتسبة بالفطرة.
وقلت في معرض تحليلي أن أرقام الرجل في البطولة وفشله في المواعيد الكبرى وكنت قد إستحضرت المباريات التي لم يفز فيها أمام الجيش والوداد والحسنية والفتح وغيرها من المحطات الكبيرة، ووعدت أنه حين يصل عشاق الرجاء لحقيقة هذا المدرب سأعود لتذكيرهم بمضمون العمود السابق.
 السبت المنصرم زف جمهور الرجاء الذي حل بالمجمع الأميري غاريدو من مستودع الملابس لغاية الحافلة، بمواويل من الشتم والسب وصبوا جام غضبهم عليه بعد انتحاره المقصود والمكشوف في مباراة العمر بالنسبة للرجاء أمام النجم التونسي.
وما قلته قبل عام لم يتغير فيه شيء واحد، وخلالها استغربت لصدامية الرجل مع محيطه، لعدوانيته المفرطة والمبالغ فيها مع اللاعبين ولعنطزته مع معاونيه وتحويله التداريب لثكنة عسرية.
قلت يومها أنه بصدد إنهاء مسار بنحليب بسبب تعمده إيذاءه في أكثر من مناسبة،ولكمأن تستحضروا يوم عاقبه واستبعده وطالب ببيعه قبل أن يتدخل  حكماء الرجل وفرضوا عليه مصالحة معه،وهنا لم يتوانى في استغلال مفرط لسلطة المدرب في تصوير اللاعب عبر هاتفه وهو يتقدم له باعتذار رسمي نقله لموقعه.
بنحليب الذي طالب غاريدو ببيعه لعدم حاجته إليه هو من سيتوج بلقب هداف الكاف،وليسجل ثلث أهداف الرجاء في المسابقة لوحده.
أمام الوداد الفاسي ومع الفوارق التي لا يقبل معها قياس، تعرى غاريدو بالكامل أمام الصديق حسن أوغني الذي كشف عوراته الخططية وهو يلعب بالنكرة ديندا في متوسط  الدفاع، وبهجوم كسيح بلا حربة ويطيح به في نصف النهائي.
وكثيرة هي المباريات التي بالغ فيها غاريدو في علمه الزائد، من خلال توظيفات غريبة منها اللعب داخل الدار البيضاء أمام فرق إفريقية متواضعة ب 3 لاعبي ارتكاز، دون أن يعود لتاريخ الرجاء التي كانت تلعب ب 4 ديال العشرات في وسطها ولا تعبأ بمنافس ولا تخشاه.
 ملامح التواضع ظهرت أمام زغرتا السلام وأمام الإسماعيلي وأمام كارار برازافيل هنا وأمام بركان ووجدة وامبيري وغيرها من المحطات التي بدا فيه النسر عاجزا عن التحليق، كما هو عاجز في الإخلاص لهويته الفرجوية.
 وحين تواجه فريقا إسمه نجم الساحل وتتحول لـ «دون كيشوط» يحارب طواحين الهواء، لتحارب بنحليل وترسله ليلعب مع فريق الأمل في ملعب مهجور وهو هداف الكونفدرالية، وتمارس في حقه سادية غريبة رغم حاجتك لخدماته. ومعها تنتحر وتجلس الحافيظي الذي كان يرغمه يوم كان في حاجة إليه للعب بعد التخذير بالإبر  لا لشيء سوى لأن الحافيظي المعروف بصمته وهدوئه إنفجر عليه بسبب تصرفاته الفظة والغليظة، هنا نوقن أنه إما مدرب أحمق أو منتحر أو يسعي لخراب البيت كي يجد له مبررا ليغادر.
 نرجسية غاريدو وجنون عظمته تتجلى في الرد على قرار إقالته بنشر صورة له، وهو في وسط خارطة تبرز محطاته من الأهلي لفياريال وألقابه التي تحصل عليها، ومذكرا الرجاويين بلقبين وكأن الرجاء كانت نكرة لغاية التعاقد معه.
حسن فعل الزيات بقرار إقالة مدرب هو الأغلى في تاريخ الرجاء، ولأول مرة يقدم رئيس اسه سعيد حسبان على مكافأة مدرب إحتل الصف السابع بالبطولة بزيادة راتبه من 30 لـ 40 ألف دولار والكل يتساءل «علاش زاد ليه هاد العشرة»؟؟