أشبه ما تكون بشطحات ديك مذبوح، تلك الإرتعاشات التي تصدر عن الجزائر بين الحين والآخر، وقد وقفت مصدومة على الحقيقة الموجعة، حقيقة أن الديبلوماسية المغربية أوجعتها وأصابتها في مقتل، بل وعرت عن وجهها الحقيقي المتخفي وراء الكثير من الأقنعة بخصوص دعمها اللامشروط للكيان الوهمي، وتشكيكها في مغربية الصحراء، وهي التي ما فتئت توهم نفسها قبل الرأي العام العالمي، بأنها ليست معنية بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية وأنها تقف على حياد.
وآخر هاته الشطحات الموهونة والمترهلة، الرسالة التي كلفت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، نفسها عناء إرسالها للسيد أحمد أحمد رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في موضوع تنظيم مدينة العيون لبطولة إفريقيا للأمم لكرة القدم داخل القاعة في الفترة ما بين 28 يناير و7 فبراير 2020، رسالة ما قامت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم بصياغتها إلا لأنها خضعت لإملاءات مفضوحة من قادة الجزائر، وأعتقد أنها ستحاسب كثيرا على مضمونها المندلق والمتجاوز لأدبيات العلاقة بين اتحادية وطنية وبين مؤسسة وصية على كرة القدم الإفريقية.
الإتحادية الجزائرية لكرة القدم في رسالتها تلك، نددت بل وعارضت إقامة منافسات كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة 2020 بمدينة العيون، والحال أنها غير معنية بهذه البطولة لأنها لم تتأهل للمشاركة في نهائياتها، كما أنها لا تملك أي سلطة من أي نوع على الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لتعارض أو لتندد بقرار سيادي لـ «الكاف» حصل بشأنه الإجماع القاري.
وواصلت الاتحادية الجزائرية هذيانها المحرض عليه من قبل عسكر الجزائر، بأن هددت بعدم المشاركة في احتفالات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالذكرى ال63 يوم 8 فبراير المقبل، والتي ستنظم بالطبع على هامش اجتماع اللجنة التنفيذية للهيئة الكروية الإفريقية بالعيون المعتزة بمغربيتها والآمنة في مغربها والفخورة بأن تكون قبلة لعائلة كرة القدم الإفريقية، كما كانت فخورة بأن تستضيف العشرات من الأحداث العالمية لتبرز ما تحقق بها من تنمية شاملة منذ أن عادت لأحضان الوطن بعد مسيرة خلدها التاريخ الإنساني الحديث في مغازيها وفي مبناها.
طبعا في ثنايا هذه المعارضة المغلفة بالتنديد، حشرت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم بفتاوى وتحريضات صادرة من فوق، العديد من الإتهامات المبطنة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فعندما تورد «فاف» في رسالتها أن «الكاف» كانت تدعو على الدوام إلى «احترام القيم الإنسانية» وتذكرها بأدوارها البارزة في «التنديد بكل صور الاستعمار، بدء بمحاربة التمييز العنصري بجنوب إفريقيا»، وعندما يصل بها التطاول حدا سافرا للقول، بأن تنظيم البطولة بمدينة العيون «سيؤدي الى إحداث شرخ كبير في عائلة الكاف» بل الأكثر من هذا أنه «يدخل في إطار سياسة الأمر الواقع، وهو الأمر الذي يتنافى تماما مع القيم والمبادئ التي دافعت عنها الجزائر دوما»، فهذا خرق سافر للمواثيق التي تأسست عليها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وإقحام للهيئة الوصية على كرة القدم بالقارة في «عفن سياسي» لطالما نأت بنفسها عنه، وهو أيضا اتهام مباشر للهيئة الكروية الإفريقية بلا يصدقه أي عاقل.
أعرف أن «الكاف» ستجيب بطريقتها التي تقابل الصلافة بالصلافة، على رسالة الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، وأنها سترد بكل حكمة على ذنبها جنوب إفريقيا التي أعلنت انسحابها من البطولة، وفقا لما تنص عليه اللوائح، وأعرف أنها مع ذلك لن تزداد إلا يقينا، بشرعية تنظيم مدينة العيون للبطولة القارية، اليقين الذي تستمده «الكاف» من التشريعات الدولية التي تقول أن المغرب متحصن بالقرارات الدولية بشأن مغربية الصحراء والتي لا تقبل أي مساومة، واليقين من أن حاضرة العيون ستقدم لإفريقيا واحدة من أجمل بطولات كرة القدم داخل القاعة، وهو اليقين الذي لا يقبل بأي مزايدة ولا يشك تلقاء ذلك ولو لذرة واحدة، في ازدواجية الخطاب الجزائري بشأن أقاليمنا الجنوبية المسترجعة.
وليمت الحاقدون بغيظهم..