طبعا "لا نموت" لأننا نعيش من أجل الوطن..
نخفي جروحنا وندفنها عميقا في الصدور، لأننا نحيا من أجل الوطن..
لا وقت عندنا لا للبكاء ولا للتشكي، لأننا صامدون في حب الوطن..
على مدى حقب من الزمن سالت على الطرقات دماء زكيات فداء للوطن..
من هذه الدما رشفنا ماء النخوة والعزة والإباء لأجل عيون الوطن..
وهذا العرق المتصبب من الجباه، وهذه القلوب الصامدة في وجه الوباء هي تعبيرات عن حب الوطن..
مضت "المنتخب" كومضة نور في سراديب الأزمة.. واجهت حلكة المكان وشحوب الزوايا وقتامة الوضع المالي المتأزم.. وما تبرمت وما علا لها صوت في ساحات المبكى لأنها صوت من الوطن..
في سفرنا اليومي الموجوع بزلزلة الأرقام والمتألم بصرخات الأنين من رجفة الإحصائيات وهي تشير إلى الهبوط الإضطراري لأرقام المبيعات، كنا في"المنتخب" نقبض قبس الأمل والتفاؤل والتحدي ونتدحرج في السراديب، ننشد لحظة انفراجة، وما كان لنا في ذلك من وقود يحرك البطاريات سوى عشق الوطن..
غيرنا لوح بنظرية التآمر وقد احتبس عنه "الدعم"، وله الحق فيما اختار من أطروحات ومن مواويل الشكوى، أما نحن في "المنتخب" فقد أمسكنا بالألم وقضمنا بالأسنان على الصبر وغالبنا جفاف الصنابير، ولكننا لم نجوع أحدا، ولم نفصل أحدا، ولم نجرؤ حتى على اقتطاع جزء من خبز أحد، بل كنا نؤدي أجور محررينا ومستخدمينا قبل أي أحد، وقد فعلنا هذا الذي فعلناه لأننا شربنا الرحمة من نبع الوطن..
يوم اتصل بي مسؤول رفيع في قطاع الإتصال، يبشرني بأن حالة الإحتباس التي طالت لأربعة أشهر كاملة، الدعم المالي المخصص ل"المنتخب" قد زالت والسيد الوزير على حداثته بالمنصب، قرر بأن يكون أول عمل له هو رفع الحجر عن الدعم الذي اشتكت منه 5 جرائد، وجدته يقول لي من غير أن أساله، أن عددا من الشخصيات الوازنة من التي لا أعرف كثيرا منها، أو لا أعلم حتى بنيتها في طرح السؤال، قد استفسرت عن السبب في تأخير الدعم عن جريدة "المنتخب" التي تجر وراءها تاريخا عمره 34 سنة من العمل المهني الصرف الذي لا يتبع لا أجندات ولا يسجن نفسه في مشانق سياسية ولا يستنشق سوى عبير الملاعب وأريج الوطن..
بعض هؤلاء الذين استفسروا ولهم أجر السؤال البريء، خافوا أن تشتد الأزمة المالية على مؤسسة "المنتخب" فتعلي الراية البيضاء وتعلن الإنسحاب من المشهد الإعلامي الوطني، ولكن ما كنا لنفعل ذلك حتى لو جف الرصيد، لأننا أغنياء بحب الوطن..
ستمضي "المنتخب" إلى ما هو مقدر لها من سير في الساحات وفي الزمن، متأبطة ذات الخير الذي قامت عليه الخيمة قبل 34 سنة في حقول الصحافة المغربية، متسلحة بذات الإرادة التي نسفت الأشباح وأحبطت المؤامرات وقهرت النساخ المشوهين وأحبطت الشامتين، مؤمنة بالرسالة، فكلما أصبح عليها يوم أشرق في عينيها ضوء الوطن..