يبدو أننا بلغنا نهاية النفق، وأن ما كررنا السؤال عنه حتى جف الريق في حلوقنا، سيأتينا جوابا عنه، وأظنكم عرفتم أن المقصودة بالسؤال والمبحوث عن جواب بشأنها، هي البطولة الإحترافية.
تدعو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مكتبها المديري إلى اجتماع عن بعد، ظهر الثلاثاء القادم، طابعه المصيري والذي سيحسم بلا شك في مصير البطولة الإحترافية المعلقة، تدل عليه دعوة الجامعة كل فرقاء العائلة الكروية من أندية وعصب جهوية ورؤساء للعصب الإحترافية والهواة وكرة القدم النسوية وكرة القدم المتنوعة، ليكونوا طرفا في النقاش الذي ستتحدد معالمه من خلال ما ستكون الجامعة قد توصلت به من الحكومة، بشأن استراتيجية استئناف البطولة الإحترافية التي وضعتها الجامعة على طاولة رئيس الحكومة، تعبيرا منها عن إرادة فعلية لاستكمال الثلث المتبقي من البطولة، تحقيقا للعدالة الرياضية وتفاديا لما أسماه الزميل محمد مقروف بالحل السهل أو حل «الكسالى»، أي تعليق البطولة الإحترافية وإعلان موسم أبيض..
بالقطع لم تزد الجامعة شيئا على قرار الإبلاغ بعقد اجتماع على درجة كبيرة من الأهمية، ليتسنى لنا معرفة ما إذا كان فوزي لقجع رئيس الجامعة سيعلم زملاءه أعضاء المكتب المديري ورؤساء الأندية والعصب الوطنية والجهوية باستكمال الموسم الكروي المتوقف منذ شهر مارس الماضي أو بإسدال الستار بناء على ما أبلغته به الحكومة، إلا أنه بالإمكان أن نتوقع قرارا يبشر بعودة قريبة للبطولة الإحترافية الأولى والثانية بغية إتمام ثلثها الباقي، لاعتبارات رياضية واستراتيجية وسياسية قد تكون هي ما رجحت كفة العودة، وتذكرون أن «المنتخب» ألحت عليها في كل تناولاتها لهذا الإشكال الذي استهلكناه منذ أن فرضت علينا جائحة كورونا الدخول في الحجر الصحي.
كنت في طريقي لأخصص هذه الزاوية في إطار دفاعي المستميت عن عودة البطولة الإحترافية للأسباب والمعللات الموضوعية التي سأعود إليها، لما أطلعت عليه في صحيفة «ليكيب» الفرنسية في أحد اعدادها الأخيرة، حيث عرضت للحالة القهرية التي سيكون عليها نادي باريس سان جيرمان عندما سيحين موعد إجراء الأدوار النهائية لعصبة الأبطال الأوربية شهر غشت القادم، في إطار مباريات مجمعة بالبرتغال، فمع قرار السلطات الفرنسية بإنهاء البطولات الكروية، سيكون نادي باريس سان جيرمان الذي يغمره حلم المنافسة على لقب أمجد البطولات الأوروبية، مجبرا لأن يأتي للدور ربع النهائي شهر غشت القادم، وهو متوقف عن المنافسة لمدة نزيد عن خمسة أشهر وليواجه فريقا من إحدى البطولات الأربع الكبرى التي أعادت الحياة لبطولاتها، ولكم أن تتصوروا الفارق المهول بين فريق مشبع بالتنافسية وقد لعب خلال 40 يوما 12 مباراة وبين فريق في درجة تحت الصفر من التنافسية.
طبعا لم تعف صحيفة «ليكيب» أحدا من الفاعلين المباشرين من أي مسؤولية للإخفاق الباريسي المحتمل، بل إنها اعتبرت الأمر جريمة في حق حلم الفرنسيين برؤية أحد فرقهم يتوج ثانية بعصبة أبطال أوروبا بعد أولمبيك مارسيليا الذي يعود تتويجه إلى ما قبل 27 سنة.. هذا الذي أطلعت عليه منسكبا بحبر الألم والتشكي من قرار متسرع ومتهور، احالني على الفور لما نعيشه نحن في صورة تكاد تكون مستنسخة، مع فارق بسيط هو أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لم تستعجل كحال الجامعة الفرنسية إسدال الستار على البطولة، ذلك أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كانت قد اعتمدت السيناريو الثاني القاضي ببرمجة الدورين نصف النهائي والنهائي لعصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية في الأسبوع الأول من شهر شتنبر القادم، ولنا في هذه التواريخ حزمة أحلام تستوطن الذاكرة، فجميعنا يتمنى لو يكون نهائي العصبة الإفريقية مغربيا خالصا بين الغريمين الوداد والرجاء، مثلما تقضي مواجهة نهضة بركان لحسنية أكادير في نصف نهائي كأس الكاف، أن يكون أحد طرفي نهائي هذه المسابقة مغربيا كما كان الحال في النسخة الماضية.
وستكون ضربة موجعة لفرساننا الأربعة، فيما لو ذهبنا لخيار إنهاء البطولة الإحترافية قبل استكمال ثلثها الأخير، لأن ذلك سيوصل هؤلاء الفرسان الحاملين للحلم الكبير بمشاهدة سوبر إفريقي مغربي خالص لأول مرة في تاريخ المسابقتين إلى الدور نصف النهائي، وهم في عطالة عن التنافسية تزيد كثيرا عن 5 أشهر..
إن ما يجعلنا متفائلين بعودة البطولة الإحترافية لاستكمال ثلثها الأخير، ليس فقط حاجتنا لأن يصل فرساننا الأربعة إلى الرهان القاري وهم بدرجات عالية من التنافسية، ولكن أيضا ما بدأنا نتلمسه من ضوء مشع ينبئ بنهاية سيرنا في نفق الجائحة، والحكومة تزيد في رفع التدريجي للحجر الصحي وتتجه فعليا لإطلاق الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية من حجرها ولكن بالتزام حد أعلى من التدابير الإحترازية لإخلاء مسارح الإبداع الرياضي والثقافي والفني من كل ما يمكن أن يحولها لبؤر موبوءة لا قدر الله..
كما كنا بالأمس وكما نحن اليوم، مقتنعون بجدوى عودة البطولة الإحترافية، ومتفائلون من أن هذا ما أبلغ به رئيس الجامعة من قبل الحكومة، وهو ما سيتقاسمه هذا الثلاثاء مع زملائه أعضاء المكتب المديري ورؤساء الأندية والعصب الوطنية والجهوية.