قديما قال حكماؤنا ما معناه، «إذا كان المتكلم أحمقا فعلى من يستمع إليه أن يكون عاقلا، فلا يصدق كلمة واحدة مما يقول»، والحال أن من ينصبون أنفسهم أوصياء على المشهد الإعلامي ويرمون بحماقاتهم على منصات الإعلام ووسائط التواصل الإجتماعي، لا يدركون أن من يقرؤون لهم ليسوا لا بلداء ولا أغبياء، وإن كان منهم من يفعل هذا الذي يفعله من دون تأنيب ضمير بنية خلق الفتنة، أو يفعله عن جهالة وتلك مصيبة عظمى، فإن حبل تراهاتهم وأكاذيبهم قصير وسيتم فضحه على الفور.
طبعا تابعت مثل غيري ما تسرب من محيط اجتماع لجنة المسابقات التابعة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وهي تستدعى للبث في المستجد الذي طرأ مؤخرا والكامرون تسحب نفسها لاعتبارات سيادية من تنظيم الدورين نصف النهائي والنهائي لعصبة الأبطال الإفريقية، وبينما نقلت وسائل الإعلام الوطنية فحوى ومتضمنات هذا الإجتماع بالأمانة المعهودة فيها، وقد تحدثت عن مقترح تقدم به لقجع بديلا لطلب مصر باستضافة الدورين نصف النهائي والنهائي لعصبة الأبطال إعمالا لمبدإ تكافؤ الفرص وحماية لمصالح الوداد والرجاء، لأن القبول بالمقترح المصري كان سيهيج بلا شك جماهير الغريمين على رئيس الجامعة ويجر عليه غضبا ساطعا هو في غنى عنه، كانت بعض وسائل الإعلام المصرية في شرود مستفز، وهي تكتب بعنوان عريض «أبوريدة ومحمد الخطيب يفشلان مخطط لقجع».
القصد هنا ليس إثارة الفتنة ولا فتح جبهة للإقتتال الإعلامي بلا وازع مهني ولا أخلاقي، فقد كنت على الدوام مبادرا إلى إزالة كل الألغام من ممشانا الصحفي ومناصرا للحكمة في تدبير الإختلافات حتى تلك التي تخرج عن السياق فتصبح مفسدة للود، ولكن القصد هو التصدي لصحافة متسللة إلى المشهد، غايتها إقامة مستنقعات إعلامية تنتصر للرداءة والميوعة وتغطي على الجودة في بناء المضمون.
هؤلاء جعلوا من المصري هاني أبوريدة، وهو للأمانة من القيادات الرياضية العربية والإفريقية المحترمة وذي المتاع الفكري الكبير، حاضرا في الإجتماع وهو بالأساس ليس عضوا للجنة المسابقات ولا يحق له التواجد في صلب نقاشاتها، فلا هو بقي على علاقة بالإتحاد المصري لكرة القدم الذي استقال من رئاسته وباتت له هيئة خماسية مشرفة عليه، ولا هو انتدب من الزمالك أو من الأهلي ليتكلم بإسمهما معا أو بإسم أحدهما، فكيف إذا يقحم رجل في اجتماع لم يعرف عنه شيئا، وبفرض أنه منتمي للجنة التنفيذية للكاف وللجنة الطوارئ، فستكون له كما الأعضاء الأخرين ومنهم فوزي لقجع الكلمة عند مناقشة العرض الذي تقدمت به لجنة المسابقات وتبنت من خلاله مقترح فوزي لقجع الذي يقول بالعودة مجددا لنظام الذهاب والإياب، أي أن يجري ذهاب الدور نصف النهائي لعصبة الأبطال بالدار البيضاء وإيابه بالقاهرة.
إن تحين كل فرصة للتشهير بفوزي لقجع، مرده شيء واحد ووحيد هو أن الرجل بات من قيادات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الوازنة التي تصنع رأيا وتقدم حلولا وتعطي للمؤسسة قيمة مضافة، وأن هذه الحظوة التي يملكها الرجل بحكم صداه المسموع في غرف القرار، هي ما تجعل البعض يتنبأ بأنه سيكون القائد القادم للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في حال ما إذا قرر الملغاشي أحمد أحمد النزول من سدة الحكم، وفي هذا التنبؤ والإستباقية وغزل السيناريوهات من وحي الخيال ما يؤذي فوزي لقجع، لأن الرجل وقد قالها لمرات، لم يأت للجنة التنفيذية للكاف طمعا في منصب أو وجاهة، وإنما جاء ليشغل مقعدا في اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم المغرب أحق به من غيره، وليقدم بوجوده خدمة لكرة القدم الإفريقية ويضمن الحماية الكافية لمصالح كرة القدم المغربية، والحال أن الرجل سيفاجأ اليوم بعد الآخر بوجود الكثير من جيوب الفساد والكثير من المعازل السرية التي يختبئ بداخلها لصوص بسترات مختلفة.
ما قبل جائحة كورونا وما سيكون بعد جائحة كورونا، حرب شاملة على جيوب الفساد وإحلال لنظام جديد يجود الحكامة داخل الكونفدرالية الإفريقية، أما ما يسعى إليه المخربون وناشرو الفتنة، فلن ينجحوا فيه، فأبدا لن نجنح لمواجهة من أي نوع مع الإعلام الرياضي المصري الذي لنا فيها أصدقاء كثر نعتز بصداقتهم ومهنيتهم..