يئس الذين أحدثوا مستنقعا لتلويث المنافسات الإفريقية الخاصة بالنوادي، بما نشروه من إشاعات وتشكيكات، ولجنة طوارئ الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تثمن كل المقترحات التي تقدمت بها لجنة مسابقات الأندية على ضوء ما استجد بخصوص الدورين نصف النهائي والنهائي لعصبة الأبطال، والكامرون تعلن انسحابها من استضافة الدورين معا بسبب جائحة كورونا، والحقيقة أن لجنة طوارئ الكونفدرالية ما رأت في الشكل الجديد المقترح من لجنة المسابقات، ما يضرب في الصميم مبدأ تكافؤ الفرص، بل إنها رأت فيه تحققا كاملا للعدالة، وقد تقرر لعدم وجود بلد جاهز لاستضافة الدورين معا العودة لنظام الذهاب والإياب.
أذكر أن هناك من هاج بعد كل الذي تسرب عن اجتماع لجنة المسابقات التي يرأسها كونستان أوماوري ويوجد في عضويتها فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وتحدث بخلفيات مضروبة وأحيانا بأحكام جاهزة ومتعسفة، عن أن هناك لوبيا مغربيا هو الذي يقرر في مصير بطولات النوادي الإفريقية بهدف ترجيح كفة الأندية المغربية، والحال أن المقترح الذي تقدم به فوزي لقجع وحظي بقبول أعضاء لجنة المسابقات وبعدها عضدته لجنة الطوارئ، ويقضي بإجراء الدور نصف النهائي لعصبة الأبطال بنظام الذهاب والعودة هو الخيار الأمثل والعادل الذي يحرص على التحقق الكامل لمبدإ تكافؤ الفرص، فالرجاء والزمالك من جهة والوداد والأهلي من جهة ثانية سيلتقون أولا بالمغرب بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء في جولة الذهاب يومي 25 و26 شتنبر، وبعدها بسبعة أيام سيجددون اللقاء بالقاهرة في جولة الإياب، ليعطونا نهائيا سيتقرر مصيره تبعا للصورة التي سيكون عليها، فإن كان نهائيا مغربيا مصريا، فإنه سيجري في بلد محايد، وإن كان مغربيا خالصا، فإنه سيجري بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، أما إن كان نهائيا مصريا خالصا فإنه سيجرى بالشقيقة مصر.
والذين يئسوا من التأثير سلبا على قرارات الكونفدرالية الإفريقية لأخذها إلى مناطق محظورة، هم أنفسهم من حركوا ريحا خبيثة في اتجاه كأس الكونفدرالية، عندما طالبوا الكاف باعتماد نفس النظام الذي سيعمل به في عصبة الأبطال، ليتحقق بالكامل مبدأ تكافؤ الفرص، علما أن نهائي المسابقة تقرر إقامته بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط يوم 27 شتنبر، وبشكل قطعي سيكون أحد فارسيه النهضة البركانية وحسنية أكادير، إلا أن الفارق الكبير الذي لا يبقي مجالا للمقارنة ويستحيل معه أي قياس أو حتى اجتهاد، أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أخذت قرارها بإقامة نهائي كأس الكونفدرالية منذ وقت بعيد، قبل حتى أن يجرى الدور ربع النهائي الذي تأهل له فريقان مغربيان، كما أن قرار الكاف بعد جائحة كورونا، بتجميع الدور نصف النهائي بالمغرب، لا يلغي إطلاقا مبدأ تكافؤ الفرص، لطالما أن نصف النهائي الأول هو شأن مغربي خالص، كما أن المغرب لم يفعل ما فعلته الكامرون، أي أنه لم يتنصل من إلتزامه بتنظيم النهائي وقبله حتى الدور نصف النهائي، فلماذا إذا تنقض الكونفدرالية الإفريقية قرارا سياديا من دون وجود أي عارض أو مستجد يفرض ذلك؟
قلت مرة أن وجود فوزي لقجع بغرف القرار للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ليس المراد منه الدفاع بدون وجه حق عن مصالح الأندية المغربية، ولا الغرض منه القفز على القانون لجلب المنفعة، ولكن الهدف منه هو أن يؤدي المغرب بنكران ذات وبالحكمة التي يتمتع بها وعرفه الأفارقة بها، دوره كاملا في تطوير كرة القدم الإفريقية وفي تنظيف جيوب الكونفدرالية من تجار المصلحة ومن مثيري الفتن ومن السماسرة الذين أفرغوا جيوب كرة القدم الإفريقية وعطلوا نماءها..
وكلنا يدرك أن رحلة الإصلاح والتقويم على طولها، تحتاج لطول نفس ولكم هائل من الصبر ولرجال يخلصون لإفريقيتهم لا لانتماءاتهم الجغرافية الضيقة..