هناك من يجد لذة في تحميلنا وزر كل العوارض والجوائح التي تضرب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وهي في ضيق من التنفس وقلة حيلة، إزاء ما رمته جائحة كورونا في المشهد الكروي الأفريقي، فإن تبتت «الكاف» موعدا لدورين نصف النهائي والنهائي لعبة الأبطال وكأس الكونفدرالية العالقين، وجهت أصابع الإتهام للمغرب، وإن عادت وأجلتهما للظروف الطارئة والقاهرة التي حلت بالبشرية، انتفض الكثيرون من قمقمهم، ليقولوا أن ذلك حصل بتحريض من المغرب، وأن أحمد أحمد رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، له جسد بمسقط رأسه مدغشر، وله عقل يفكر ويقرر بالمغرب، وأنه رجل مبرمج أو تحت الوصاية..
بمجرد ما عمدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى برمجة الموجة الثانية من المؤجلات، تفعيلا لمبدإ تكافؤ الفرص بين المتنافسين على لقب البطولة، وعلى المقاعد المؤهلة للتباري إفريقيا وعربيا، وعلى البقاء في حظيرة الكبار، حتى بادر الكثيرون إلى القول بأن الجامعة ما برمجت مؤجلات للأندية المغربية الأربعة الملتزمة بالدور نصف النهائي لعصبة الأبطال وكأس الكاف في نفس التواريخ التي حجزتها الكونفدرالية للدورين نصف النهائي والنهائي للمسابقتين القارتين، إلا لأنها تستبق، بل لأنها أصلا هي المتحكمة في دواليب القرار وأن قرار التأجيل اتخذ بالفعل، وقد تنقلت بين منصات إعلامية كثيرة يؤثثها زملاء إعلاميون مصريون، تدعي على الجامعة بأنها تملك سلطة القرارات، وأن برمجة الديربي البيضاوي بين الوداد والرجاء يوم 24 شتنبر الحالي، أي قبل يوم من قمة الرجاء البيضاوي والزمالك المصري، وقبل يومين من مواجهة الوداد البيضاوي للأهلي المصري، هو إشارة ضمنية على أن الكاف ستعيد تأجيل الدور نصف النهائي، بل إن هناك من الزملاء الإعلاميين المصريين من اتهموا بشكل مباشر مواطنهم هاني أبو ريدة عضو لجنة الطاورئ للكاف والتي تصدر القرارات، بكونه باع الأهلي عندما وافق على هذا التأجيل الذي يخدم بشكل كبير مصالح الوداد البيضاوي.
والحقيقة أن المغرب وتحديدا الجامعة الملكية، وعلى رأسها فوزي لقجع العضو الوازن في تنفيذية الكاف، حملوا ما لا طاقة لهم به، بل ورموا بباطل كبير، فهناك فرق كبير بين أن تقف في صف المدافعين بقوة على تجويد حكامة تسيير المؤسسة الوصية على كرة القدم الإفريقية، وتسهم من خلال عديد الأوراش في تجميل الصورة المخدوشة وفي تجفيف جيوب الفساد بالنزاهة الرياضية والفكرية، وبين أن تكون وصيا على مؤسسة لها قائد ورئيس لا يحب أبدا أن يمشي الناس فوق جثته.
ما حدث، أمران في غاية الأهمية، لم يعرهما اهتماما كل هؤلاء الذين حملوا الجامعة وزر ما تشكوه الكاف من ارتباك في ضبط أجندة منفلتة وتوجد تحت رحمة وباء لا يرحم، وظلمونا..
أول الأمرين، أن الكونفدرالية الإفريقية في كل قراراتها التي صاغتها في زمن الجائحة، كانت تضع كل شيء في قالب المؤقت والشرطية، فلا برمجة تعتبر نهائية مادام أن البشرية لم تتخلص بعد من الوباء، الوباء الذي جعل الكامرون تنسحب من استضافة الدورين نصف النهائي والنهائي لعصبة الأبطال، وجعل تونس لا تبدي أي رغبة في التنظيم، بل وحرض الكاف في إطار الإجتهاد على العودة مجددا لنظام الذهاب والإياب بخصوص عصبة الأبطال.
وقياسا على الشرط المثبت في صيغة القرارات، فإن الكاف يمكنها مع حدوث أي مستجد أن تعدل التواريخ وحتى الصيغة مادام أننا في وضع إستثنائي، ومادام أننا نعيش تحت وطأة القوة القاهرة، وكدليل على ذلك فما بين تاريخ اتخاذ القرار ببرمجة الدور نصف النهائي لعصبة الأبطال وكأس الكاف واليوم، حدث ما يعطى الحق للكاف في عدم القول بأن البرمجة جازمة ونهائية ولا تقبل النقض، وهو أن نسب الإصابات بالوباء الخبيث عافانا الله وإياكم، تزايدت في المغرب ومصر بنسب تثير القلق.
الشيء الثاني، هو أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وهي تضع برمجة للمباريات المؤجلة، اشتغلت على التواريخ المتاحة، وفيما لو أصرت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم على تثبيت التواريخ المعلنة قبلا، فإن العصبة الإحترافية ستقوم بإعادة تأجيل مباريات الوداد والرجاء وحسنية أكادير ونهضة بركان التي تتعارض مع التواريخ المقررة للدورين نصف النهائي والنهائي لعصبة الأبطال وكأس الكاف (22 و25 و26 و27 شتنبر و2 و3 و17 أكتوبر)..
ومريضنا ما عندو باس..