من نلوم على غياب منير الحدادي القسري عن الفريق الوطني في ودية يوم غد الجمعة أمام أسود الطيرانغا؟
«الفيفا» التي تأخرت في دراسة ملف منير الحدادي، الذي أطلق شرارة التغيير التاريخي والإستراتيجي الذي حدث على قانون اللاعبين مزدوجي أو متعددي الجنسيات، باقتراح من الجامعة ومصادقة بالإجماع من الجمعية العامة للإتحاد الدولي لكرة القدم؟ أم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في حال ما إذا تبث أنها إما راسلت الفيفا متأخرة، أو أنها لم تراسلها أصلا، ظنا منها أن الملف الذي وضعته لدى لجنة اللاعبين بالإتحاد الدولي، قبل سنتين سيكون كافيا لاستخلاص التأهيل الرسمي؟
غير اللوم والعتاب والمؤاخذة لمن فوتوا على منير الحدادي الفرصة ليظهر لأول مرة في صفوف الفريق الوطني خلال ودية السينغال، هناك حالة الإحباط التي تضرب الفتى وقد كان أسعد الناس بأن «الفيفا» إستمع لشكواه ومكنه من تصحيح خطإ تاريخي كان سيندم عليه طول العمر، وحتما كانت سعادته ستكبر وهو يقف غدا إلى جانب أسود الأطلس ليستمع إلى نشيد الوطن ينهمر في الوجدان، كشلال الماء العذب الزلال.
قبل أيام أطلعت على خبر نشرته «ماركا» و«أس» الإسبانيتين بشكل متزامن، يقول بأن منير الحدادي ما زال محسوبا على «لاروخا» الإسبانية، وأن المناداة عليه من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خرق للقانون، لطالما أن الجنسية الرياضية لمنير الحدادي لم تتغير بعد، برغم أن «الفيفا» عدلت بندا في قانون اللاعبين مزدوجي أو متعددي الجنسيات، وأن هذا التعديل ينطبق حرفيا على منير، وبرغم أنني استغربت لهذه المماحكة والمزايدة والتطاول من قبل الصحيفتين الإسبانيتين على حق بات مكتسبا، إلا أنني أدرك بما هو حاصل اليوم، أن منير الحدادي لم يتم تأهيله إلى الآن للعب مع الفريق الوطني، وأنه لغاية اللحظة ما زال محسوبا على الجامعة الإسبانية لكرة  القدم، بل وما زال متاحا لمدرب لاروخا لويس إنريكي، وفي كل هذا نحتاج من الجامعة إلى توضيح يرفع اللبس ويريح الضمائر، حتى لو وصل الأمر إلى اعتراف على النفس بارتكاب خطإ مسطري، خطأ أرجح حدوثه من قبل إدارة المنتخب الوطني، بدليل أن «الفيفا» أهلت أيمن برقوق لاعب إنتراخت فرانكفورت للعب مع الأسود، وورقة تأهيله وصلت أمس الأربعاء للجامعة مع أن ملفه ما كان ليقبل من أصله لولا مصادقة الجمعية العمومية للاتحاد الدولي على تحيين بند بات مقترنا بإسم منير الحدادي، لأنه هو من حرض عليه.
بالقطع، إن لم يلعب منير الحدادي اليوم للفريق الوطني، فإنه سيفعل ذلك غدا، عندما يحين موعد دراسة ملفه من لجنة اللاعبين التابعة للفيفا ليمنح تطبيقا للقانون الجديد الحق كاملا في تغيير المنتخب والإنتقال من «لاروخا» إلى عرين أسود الأطلس، إلا أنه لابد من التنويه، أولا بالإستجابة الفورية لمنير الحدادي، الذي لم يتردد ولو للحظة في الحضور للمغرب والإنضمام لمعسكر الأسود في زمن الجائحة، برغم أن حسرته ستكون كبيرة على أن نيل شرف حمل القميص الوطني قد يتأجل لشهر نونبر القادم، عندما سيواجه الفريق الوطني منتخب إفريقيا الوسطى ذهابا وإيابا برسم الجولتين الثالثة والرابعة لتصفيات كأس إفريقيا للأمم.
وثانيا بالمرونة التي أبدتها إدارة اشبيلية في قضية المناداة على منير الحدادي للفريق الوطني، إذ سمحت له بالرحيل صوب المغرب، ولو عرفت مسبقا أن منير لم يأته قرار التأهيل من «الفيفا» لتغيير المنتخب القومي، لأبقت على لاعبها وأعفته من سفر قد تكون له تبعات سلبية لا قدر الله.
مع انتظارنا لاستجلاء الحقيقة بخصوص هذا العطل الإداري، الذي حرم منير الحدادي من الظهور لأول مرة بقميص ظل يحلم به لست سنوات منذ أن فطن لمؤامرة «لاروخا»، فإننا نتطلع لأن تتسم إدارة المنتخبات الوطنية بكامل اليقظة في تدبير ملفات ثقيلة ومصيرية يتعلق بها مستقبل الفريق الوطني.