• نكذب على أنفسنا، عندما نتوقع للوداد البيضاوي ردة فعل هناك في قاهرة المعز، تصحح ما كان من اختلالات في الأداء وفي بنية النتيجة خلال مباراة الذهاب هنا بالدار البيضاء خلال جولة الذهاب؟
قطعا لا، فمن لا يعرف الوداد ولا يعرف كم الكبرياء الموجود في وعائه الذهني، ولا يدرك أن في عمق أعماقه صدى لأسطورة تغفو لتسكن رياح الشك، هو من سيقول بأن الأمر قضي، وأن الوداد قطع دابر الآمال في التأهل لنهائي عصبة الأبطال وهو ينكسر هنا بمعقله بهدفين نظيفين.
لو كنت أشك لحظة واحدة في أن الوداد البيضاوي ما سقط في «دونور» إلا لأنه قدم دليلا على عجز تكتيكي وذهني وتقني لا يستطيع به أن يجاري الأهلي، لقلت أن لا أمل نرجوه من هذا الوداد، ولكن من منظور ما أفرزته مباراة الذهاب، التي لم يتزحزح فيها يقيني على أن الوداد هزم نفسه بسبق إصرار على ارتكاب جنح تكتيكية لا يجوز ارتكابها في مثل هذه الأدوار الحاسمة، فإنني موقن أن الوداد إذا صحح ما اختل في الصورة، وإذا ما استعاد من اللاعبين المغيبين للإصابة عن مباراة الذهاب، ما يساعده على الظهور بتشكيل متوازن، فإنه سيأتي بردة الفعل التي ننتظرها.
قد لا يفلح الوداد في تعويض ما فرط فيه خلال مباراة الذهاب، ولكن الأكيد أنه سيترك هناك على أرضية ملعب القاهرة ما يماثل في ملح العرق وفي نبض القلب وفي نزيف الضلوع، ما تذكره أرضية هذا الملعب التاريخي والأسطوري، في كل مرة كان فيها لقاء بين المغرب ومصر إن على مستوى المنتخبات أو على مستوى الأندية، فالوداد على غرار كل فريق مغربي، لا يمكن إطلاقا أن يسترخص أي جهد إن تعلق الأمر بإنقاذ ماء الوجه أو تأديب من تطاول لسانه على فريق البطولات والتاريخ.
هل من إمكانية لكي يكون الوداد هناك بالقاهرة أفضل مما كان عليه حاله في مباراة مركب محمد الخامس بالدار البيضاء؟
بالطبع هناك إمكانية، وهي مقترنة بكل لا ينفصل، بمنظومة لعب يجب أن تخلو من كل العيوب، وبتدبير تكتيكي ذكي يحسن استثمار فترات الأفضلية التي ستمنحها المباراة للوداد بقدر ما سعى إليها، وباستغلال أنصاف فرص التهديف، فلو نجح الوداد في أن يكون هناك سباقا للتسجيل، وهو يملك القدرة على ذلك، فإنه بالتأكيد سيدخل المباراة إلى منطقة رمادية تشتعل فيها الأعصاب وتتأجج نار التباري. 
 
• كان علينا أن ننتظر من يتأهل من النهضة البركانية وحسنية أكادير للمباراة النهائية لكأس الكونفدرالية ليحمل عبء تشريف الكرة المغربية والإبقاء على هذه الكأس بالمغرب، علما بأن النهائي سيجرى الأحد القادم بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وقد نجح فارس البرتقال في كسب الرهان ليتقدم للمرة الثانية تواليا للنهائي، وليجد أمامه مجددا فريقا مصريا، فبعد أن خانته ضربات الترجيح العام الماضي أمام الزمالك في غياب نهائي العام الماضي، سيكون هذه المرة في مواجهة فريق مصري آخر، بيراميدز الذي أطل مؤخرا على المشهد الكروي المصري، ولم يحتج أبدا إلى مقدمات ليكون رقما صعبا في معادلة التنافس على الألقاب بمصر وبإفريقيا.
ولئن كنا نرثي لحال حسنية أكادير الذي لم يكفه أنه جاء لملاقاة النهضة البركانية معاقا في غياب عدد من اللاعبين المصابين بفيروس كورونا، فأجهز عليه حكم المباراة بقرارات غريبة، فإننا ننتظر من النهضة البركانية أن يأتي بقوته الضاربة ليتخلص من فريق مصري أظهره نصف النهائي أمام هورويا كوناكري الغيني بصورة الفريق القوي، ولعل مكونات النهضة تدرك أن النهايات تربح ولا تلعب، بمعنى أن العبرة فيها بالخواتيم.
حظ سعيد للوداد بالقاهرة، وإن شاء الله نفرح مع النهضة البركانية بتتويج قاري جديد..