من دون أن نلقي بالا ولا اهتماما ولا حتى اعتبارا، لما تضفيه الصحافة الجزائرية على الصراع العربي العربي لنيل المقعدين المخولين لجامعات شمال إفريقيا في اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم، من نزعات سياسية مفتقدة للديبلوماسية وغير مقدرة التقدير الحقيقي للمسافة الفاصلة بين السياسة والرياضة، ومن دون أن نكترث بما يتم التنفيس عنه من كرب وأوجاع، بعد الصفعات الديبلوماسية التي تلقتها الجزائر وقد حشرت نفسها حشرا في صراع مفتعل مع تنظيم انفصالي لا وزن ولا قوة له دوليا، فإن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ماض بثقة المسؤول المتزن والخبير، إلى أن يكون شهر مارس القادم بمشيئة الله أول مغربي يدخل الجهاز التنفيذي للفيفا.
بالطبع لا يلقي فوزي لقجع بالا لما يشن على شخصه من هجوم نيء وساذج بل ومفتقد لقيم روح التنافس، ولا يضيره أبدا أن يركب من يناصرون خير الدين زطشي رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، موجة التضليل الذي يئس منه المشهد الكروي الإفريقي والعالمي لوضاعته بل ولسذاجته الديبلوماسية، فهو مؤمن أن الترشح لعضوية اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم له طابع مؤسسي وله سند رياضي وله امتداد طبيعي في حلقات موصولة، كان فيها المغرب لسنوات المستمع بإمعان لأنين كرة القدم الإفريقية، والمتجاوب فعليا مع انتظاراتها، ولا أحتاج أن أقدم لذلك أدلة وبراهين، لأنها كثيرة لا تسعها هذه الزاوية وكثيرها محفور في ذاكرة الأشقاء الأفارقة. 
ولأن ترشح فوزي لقجع كما أسر بذلك لي ولقراء «المنتخب» في حوار حصري قبل أسابيع، هو نابع من قناعة راسخة، على أنه امتداد لمسلسل موصول ينتقل المغرب بين حلقاته بكثير من البراغماتية المحترمة لمنطق التسلسل، من دون زيادة ولا نقصان، فإن فوزي لقجع سيبحث من خلال زملائه رؤساء الإتحادات الكروية الوطنية الإفريقية، عن تجديد وصل الثقة للوصول إلى أعلى غرف القرار لكرة القدم العالمية، والأمر لا يمثل للقجع وللمغرب «بريستيجا» أو حتى تأكيدا للمكانة الرفيعة للمغرب في قلب قارته الإفريقية، بل إنه خطوة أخرى نحو صناعة الزمن الجديد لكرة القدم الإفريقية، إنه سعي لإعلاء شأن الكرة الإفريقية في الهيئة الوصية على كرة القدم كونيا وإسماع لصوتها.
بالطبع، ستكون المنافسة على مستوى منطقتنا بشمال إفريقيا تبعا للتقطيع الجغرافي، رباعية بين المغربي فوزي لقجع والمصري هاني أبو ريدة والجزائري خير الدين زطشي والغيني غوستافو ندونغ، لكسب مقعدين داخل تنفيذية الفيفا، ومن يخبر كواليس «الكاف» ويتعمق في قراءة المشهد الإنتخابي بكل أبعاده بما فيها السياسية، سيقول أن الحظوظ الأكبر لنيل شرف الإنتماء لهيئة القرار داخل «الفيفا»، هي لفوزي لقجع لما بات يمثله داخل المشهد الكروي الإفريقي من نفوذ إيجابي وللمصري هاني أبو ريدة العارف بخبايا اللعبة، والذي يجر وراءه دعما أكبر بكثير مما يجره زطشي وحتى غوستافو ندونغ.
لذلك تظهر حملة التبخيس المنطلقة من الجزائر لأهلية فوزي لقجع لربح رهان عضوية تنفيذية «الفيفا»، وهو الأجدر والأحق بها لما سبق وأن أوردته من اعتبارات، والتي توغل في فبركة الإفتراءات والأكاذيب بل وتتفنن في بناء صرح الأوهام، غير ذات جدوى في ميزان التنافس، إن لم تكن ومعها كل الحملات الممنهجة التي أطلقها خير الدين زطشي ضد الكونفدرالية الإفريقية وضمنها إيماءات موجهة لمنافسه الأول، مجرد فقاعات صابون هي أشبه بالغثاء الذي لا ينفع الناس، بل وأحزمة ناسفة قد تنفجر معها أحلام زطشي الذي كان الأولى به وهو يحبو في ردهات المسؤولية قاريا أن ينافس على مقعد داخل تنفيذية «الكاف»، حتى لا يصطدم يوم انعقاد الجمعية العمومية الانتخابية للكونفدرالية الإفريقية شهر مارس بالمغرب، بالمقولة الشهيرة عندنا.. «فاتك الغرس قبل مارس يا زطشي».