ADVERTISEMENTS

كلمات/أشياء

بدرالدين الإدريسي
بدرالدين الإدريسي
ADVERTISEMENTS

ما المكاسب من المناصب؟

الثلاثاء 16 مارس 2021 - 11:17
الفخر الذي يستكثره علينا من ضاقت ذاكرتهم ورتع الحقد في قلوبهم، بوصول فوزي لقجع إلى مجلس الفيفا، كأول مرة مغربي ينال هذه الحظوة، له مرتكز وطني، فمن يملك قدرا ضئيلا من الوطنية سيفاخر بين الناس بهذا الذي تحقق لفوزي لقجع وقبله للمغرب، وله مرجعية في ذاكرة الحزن الذي تقاسمناه ذات زمن ونحن نحصي ما يطال كفاءاتنا من تهميش، وقد صدت الأبواب في وجهها لتصل بمطلق الأحقية لمراكز القرار داخل المؤسسات الدولية الراعية للرياضة وتحديدا لكرة القدم، وله بعد عاطفي لا يمكن أن نلغيه في هكذا مواقف، لأن من نهل المواطنة من منابعها الطيبة لا يمكنه إلا أن يفرح لفرح ناسه. لا يمكن قطعا أن نختصر الإنجاز التاريخي لفوزي لقجع في المشهد الإنتخابي الذي شهدته الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والطريق يخلو له تماما بمعية المحارب القديم المصري هاني أبوريدة للوصول إلى مجلس الفيفا، بعد أن فطن كل من الغيني غوستافو ندونغ والجزائري خير الدين زطشي إلى أن الأدوار حسمت والأوراق طويت واللعبة انتهت حتى قبل أن تبدأ، فالوصول إلى مجلس الفيفا هو تتويج لمسار طويل مر معه فوزي لقجع بالكثير من الإختبارات الممتحنة للكفاءة وللأهلية، وهو أيضا نتاج لمتغير كبير حدث على مستوى تدبيرنا وطنيا لترشيحاتنا لمناصب رفيعة بالمؤسسات القارية والعالمية الراعية لكرة القدم، فالمنظور إختلف نوعيا بوجود مقاربة جديدة لترشيحات الكفاءة المغربية، تقضي بأن يكون المنصب للشخص والتمثيلية للدولة ويقضي ثانيا بمأسسة المناصب، بحيث يكون لها عائد نفعي منظور، مناصب تعود مكاسبها للوطن قبل الشخص. إنزعج البعض لدرجة القهر، من أن نعظم هذا الذي أنجزه فوزي لقجع بدخوله مجلس الفيفا ليكون صوتا للكفاءة المغربية، وليكون سفيرا فوق العادة لكرة القدم الإفريقية، مع أن هذا البعض كان ينسف منظومة الإشتغال بنقد لاذع كلما حلت نائبة من نوائب التدبير الأرعن لملفات لها علاقة مباشرة بكرة القدم الوطنية، فما كنا نتفق عليه في وقت مضى أن الديبلوماسية المغربية ارتكبت أخطاء جسيمة في تنزيلها لاستراتيجية الرفع من التمثيلية المغربية في المؤسسات الرياضية، والحال أن هذا البعض يستكثر علينا وعلى نفسه أن نثمن عاليا ما حدث يوم الجمعة الأخير، وهو بكل المقاييس حدث تاريخي واستثنائي. بالطبع سيكون علينا بعد زوال حالة الإنتشاء والفرح الجماعي بما أنجزه فوزي لقجع، أن نسائل أنفسنا عن التحديات التي تنتظر رئيس الجامعة في تموقعه الجديد، وعن الإنتظارات الوطنية والإفريقية من نيل شرف التمثيلية وأيضا علن الطريقة المثلى للإستثمار على نحو جيد في مثل هذه النجاحات. وللأمانة فإن ما شاهدته بالعين المجردة في ردهات وكواليس الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالرباط، وضعني في صورة الإنتظارات التي يعلقها الأفارقة على سفرائهم المعتمدين في مجلس الفيفا وبخاصة على من يرونه الرجل الأقوى في المشهد الكروي الإفريقي، من توقعوه سيكون منافسا على رئاسة الكاف، قبل أن يختار شيئا آخر، أقصد فوزي لقجع، فالتحديات هي بثلاثة أبعاد. بعد وطني ومعه سينتظر المغاربة أن يجلب المنصب وقد «تمأسس» منفعة عينة لكرة القدم الوطنية بالدفاع عن أحلامها وطموحاتها التي لها قيمة عالمية، وفي طليعتها جلب الإستمارات والخبرة وتمهيد الطريق لتحقيق المغرب حلمه الأزلي بتنظيم كأس العالم. وهناك أيضا بعد إفريقي غايته تجويد صورة أفريقيا في المنتظم العالمي ومواجهة التيار الفاسد الذي يخنق شريانها ويضيق أحلامها، وحث الفيفا على أن تكون عملية في إلتزاماتها مع الأفارقة وعادلة في معاملتها لكل القارات، أما البعد الثالث فهو بعد دولي غايته أن يكون المنصب داخل مجلس الفيفا ممهدا لحضور أقوى للكفاءة المغربية في المؤسسات الدولية وفي مقدمتها طبعا الفيفا. لا أخال أن الحماس الذي لا ينقضي زاده، والشغف وهو بمقدار كبير ورائع عند فوزي لقجع، سيحولان دون أن يجعل رئيس الجامعة من هذا التموقع التاريخي مناسبة لطبع الذاكرة العالمية، ذاكرة الفيفا على وجه الخصوص بحقيقة جوهرية، وهي أن المغرب جميل وخلاب وساحر بطبيعته، بحور على وديان وهضاب تعانق التلال وجبال تحرس الحقول، وهو أيضا مبدع وخلاق بإنسانه، فهل ما زلتم تستكثرون علينا الإحتفال بعبقرية لقجع التي لمعت في سماء العالم؟

بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
كلمات/أشياء
بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
كلمات/أشياء
تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.