ألا يقولون المتهم بريء حتى تثبت إدانته؟
وبرأ الرجاء البيضاوي كرة القدم المغربية من كل تهم الكولسة وحكاية المؤامرات خلف الأبواب المغلقة، وما إلى ذلك من تهم ترمى علينا بالباطل منذ أن باتت كرة القدم الوطنية حاضرة بقوة في منصات التتويج وفي الأدوار النهائية لمسابقتي عصبة الأبطال وكاس الكونفدرالية.
الذين يعجزهم أن يفهموا حقيقة هذا الظهور اللافت للأندية المغربية قاريا، والذين في قلوبهم مرض، والذين يزعجهم بل ويكشف عوراتهم هذا التألق الكبير لسفراء كرة القدم المغربية إفريقيا، هم من يفترون علينا الكذب، وهم من يوهمون أنفسهم قبل الآخرين بأن ما تأتي به الأندية المغربية هو بفعل مخطط ينسج في الكواليس، والحقيقة أن أحجارا مانعة وضعت في طريق الأندية المغربية عمدا لتحول بينها وبين التتويجات، ولعلكم تذكرون جيدا ما حصل مع الوداد البيضاوي في نهائي العار لعصبة الأبطال بملعب رادس أمام الترجي، وما حصل أيضا مع حسنية أكادير عندما تم اغتياله في مباراة نصف النهائي لكأس الكونفدرالية أمام الزمالك المصري بالقاهرة.
الوداد البيضاوي الذي يصل للمرة السادسة تواليا لنصف نهائي عصبة الأبطال وينال من ذلك لقبا ويحال بينه وبين لقب آخر، والرجاء البيضاوي الذي يقبض على كأس الكونفدرالية للمرة الثانية في الأربع سنوات الأخيرة، وكرة القدم المغربية التي تحتكر مسابقة الكاف للسنوات الأربع الأخيرة والنهضة البركانية الحديث العهد بمسابقة الكاف يخسر نهائيا ويربح آخر، كل هؤلاء يظلمون إن جاء فاسق بنبأ حقير يقول أن الطريق كانت ممهدة للتتويج، ويختصر كل المعاناة التي تكبدتها هذه الأندية في جملة حقيرة، من حقارتها وسذاجتها يضحك القوم.
نحن نثق في ضخامة العمل الذي أنجز على مدار سنوات، ونثق أيضا في أن الأندية المغربية وهي تتقلد أمانة تمثيل كرة القدم قاريا وعربيا، وعت بأن ربح الرهانات الواحد بعد الآخر لا يكون إلا بالتخطيط الجيد وبالتعبئة الكاملة وبالإستعداد النفسي لقهر كل المثبطات وما أكثرها عندما يتعلق الأمر بالسفر إفريقيا، وإلى جانب كل هذا وقفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على حقيقة أن لها دورا وازنا في تأمين هذا السفر لتكون نهاياته جميلة وسعيدة، وقد لعبته على وجه أكمل عندما اختصرت على الأندية الحاملة لأمانة التمثيلية المعاناة النفسية قبل المادية، فأمنت لمن ترغب في ذلك، القدرة على التنقل للأدغال الإفريقية على متن طائرات خاصة وأيضا بإشهار الكثير من المحفزات المالية واللوجستية.
هي إذا منظومة كاملة تشتغل بشكل احترافي لكي توصل إلى النجاح، من دون أن نغفل شيئا مهما وهو أن التقدم سريعا في أوراش التحديث والهيكلة أكسبت الأندية شخصية وقدرة على التميز في المشهد الكروي القاري، والذي يفصل هذا النجاح الذي تحققه الأندية المغربية قاريا عن بيئة العمل، سينتهي به الأمر إما لإطلاق توصيفات قدحية وإما إلى الإحتكام للقدرية في بناء الأحكام الظالمة، كالقول بأن هذا الذي تسجله كرة القدم المغربية من نجاحات هو محض صدفة.
بالطبع، لا أقصد بكل هذا الذي أوردته أن كرة القدم المغربية أكملت طريق الإصلاح، وأنها أصبحت خالية من الشوائب الرياضية والبنيوية، أبدا فهذا الذي يتحقق اليوم على المستوى القاري يحفز على مواصلة العمل في كل تلك الأوراش وعلى استدامة النجاح بالحرص على استحضار كل موجباته، وأول تلك الموجبات هو التقدم حثيثا في تطوير منتوجنا الكروي عبر كل حلقات الإنتاج، وأولى تلك الحلقات هي البطولة الإحترافية المرآة العاكسة لهوية احترافنا ولنمط تفكيرنا وأيضا لمقدار السرعة التي نتقدم بها في تنزيل منظومتنا الإحترافية.
هنيئا للرجاء العالمي لقبه الإفريقي الذي ساوى به ما تم تحصيله في عصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية، هنيئا لكل مكوناته، العمل الذي أنجز للأمانة في ظروف مالية قاهرة بل ومستحيلة، وهو ما يؤكد التجذر الكبير للرجاء في وجدان وتاريخ كرة القدم الوطنية والقدرة المكتسبة على صناعة النجاح، هنيئا للاعبين ولمدربهم نجاحهم الكبير في القبض على لقب قاري بعد جحيم كبير عاشوه بعد الديربي، وحتما فإن شهية النسور الخضر ما زالت مفتوحة لاصطياد مزيد من الألقاب.
وفوق هذا وذاك، فإن هذا التتويج يزيد من ثقل المسؤولية التي ستقع على من ستقودهم ألقابهم ومراتبهم ليشاركوا الموسم القادم في النسخة الجديدة لعصبة الأبطال وكاس الكونفدرالية.
أما الحاسدون فإنهم في نار الغي والحسد يحرقون.