وجدت مجموعة الأسود المونديالية صداها الكبير في موائد التحليل في مختلف البلاطوهات العالمية، بوجود منتخب البرازيل الذي لا يطأ موطئا في ساحات التباري إلا ولمع بنجماته الخمس العالمية، وبنجومه وأساطيره يستحوذ على هذا النقاش وحتى على التوقعات، إلا أن هذه المجموعة الثالثة تأخذ قوتها وجاذبيتها أيضا، من وجود المنتخب المغربي، الذي تصفه التحليلات بعد الأرقام والمؤشرات، بالفريق الذي سيكون من نجوم المونديال القادم، بنسخته الموسعة، والذي سينضم صيف العام المقبل بثلاث دول، والدافع لذلك معروف للجميع، ما ترسله إلى الآن من بوراق رتبته الرابعة في مونديال قطر.

هي مجموعة متكافئة ومتوازنة إلى حد بعيد، كحال كل المجموعات التي أفرزتها القرعة الموجهة، والقصد بالتكافؤ، أن المجموعة ترجح كفة المنتخبين المغربي والبرازيلي للعبور إلى دور السدس عشر، في صدارة ترتيبها ووصافتها، ولكنها لا تلغي أبدا المنتخب الأسكتلندي الذي يستعيد مكانته في نهائيات المونديال بعد 28سنة من الغياب، وقد حدث بداخله تحول كبير ببروز جيل جديد، إقتطع تذكرة العبور بفوز تاريخي على الدنمارك.

ووجه التوازن، أن منتخب هايتي الذي يجدد العهد بالمونديال بعد حضور أول يعود لنسخة 1974 بألمانيا، لن يأتي للولايات المتحدة الأمريكية مهزوما من الإحصائيات والترشيحات، لأن به رغبة كبيرة لقلب الطاولة على من يوصفون بكبار أو أسياد المجموعة.
ما أبعد صورتنا اليوم ونحن ندخل مونديال 2026، عنها عندما كنا نتحضر لدخول نسخة قطر 2022، ففي تلك كنا «أوتسايدر» أو ذاك «الشبح الأسود» الذي نجح في هدم كل التنبؤات، بأن تصدر المجموعة متقدما على كرواتيا وكانت يومها وصيفة لبطل العالم، وعلى بلجيكا وكانت وقتها متصدرة للتصنيف العالمي، وفي هذه نحن مرشحون مع البرازيل للتنافس على صدارة المجموعة، وهذا المتغير الإستراتيجي هو ما يجب أن نتعامل معه بحذر شديد وبيقظة كاملة، بأن تكون لنا الأكتاف التي تستطيع أن تحمل ضغط الترشيحات، وبأن تكون لنا القدرة على تجسيد التفوق الذي نتحصل عليه بمؤشر الأرقام على أرضية الملعب، بخاصة وأن القرعة ستضعنا في البداية في مواجهة منتخب البرازيل، وجميعنا يعلم أن البدايات هي الأصل في جمال الحكايات.
هناك متسع من الوقت، لنستوعب الصورة التي أصبح عليها فريقنا الوطني في المشهد الكروي العالمي، ولنتحضر بالشكل الذي يطابقنا مع الإنتظارات، وقبل هذا وذاك، هناك إستحقاق قاري، ستكون أعين العالم كلها مركزة على أسود الأطلس، فغاية الوصول بقوة إلى المونديال، هي أن يكون «الكان» آية في الجمال.