قريبا جدا ستصلون لحقيقة إندثار وانقراض الفرق المغربية التي يعبر من دروبها ومسالكها من يصطلح عليهم بـ «أصحاب الشكارة»، ولعلكم إذا تفحصتم واقع فرق أمسك برقبتها من جاؤوا بـ «الشكارة» ولم يحملوا معهم مشروعا مقاولاتيا كما هو حال ناد يشكل استثناء يغرد خارج سرب الميوعة المسيطرة على مشهد التسيير وهو الفتح ستصلون لهذه الحقيقة المؤلمة والمرة.
تابعوا واقع الوداد الفاسي بعد رحيل السبتي وواقع الكاك بعد رحيل دومو ولو بشكل أخف وواقع الكوديم برحيل أبو خديجة وواقع الماص برحيل بناني، وما إن يرحل صاحب الشكارة حتى تركب اللعنة الفريق ويغادر لقسم موالي وتقل البركة والدعم وتعم الفوضى والهرج.
من كان يمدح بودريقة فإن بودريقة قد مات، والقول هو قول صديق بودريقة المقرب الذي انقلب عليه باقتراب موعد الجمع العام وهو بامعروف الذي وصف فصول جمع الرجاء بالمسرحية السخيفة والتمثيلية المملة، وهو الشيء الوحيد الذي كان فيه مرشح الرئاسة صادقا فيه.
رحل بودريقة وترك خلفه الكثير والكثير من الضجيج، رحل وترك الوحل يركب الرجاء من أخمص القدمين حتى الركبة، وبأرقام هلامية ومحمولة على إثارة بلا عنوان أو كما سماها المنجرة وباقي العلماء الأفاضل بـ «الفوضى الخلاقة»، لأن هذه الفوضى في عرف بودريقة ليست فوضى وما خلصنا إليه جميعنا كونه كارثة ومصيبة تدبير فريق كبير إسمه الرجاء، هو في تقدير بودريقة غير ذلك، بل وصف الرجل من لا يجيد التقرير المالي العامر بالثقب والحفر بالبلداء.
كيف لا يثور بودريقة ويعربد والسيد البيضي منحه صك البراءة في جمع عام كان يفترض إيقافه لا أن يشنف أسماعنا ابن برشيد «الجمع العام سيد نفسه»، لأن بودريقة نال البراءة بالتصفيق والتصديق بإنزال 40 منخرطا جديدا أيام قبل الجمع العام ليباركوا لقرار التنحي ويمنحونه شهادة الجودة في التدبير.
ولست أدري لماذا تصر الجامعة كل مرة على إيفاد البيضي لجموع الرجاء والوداد وكأنه لا يوجد عضو جامعي غيره يتقلد هذا الدور ويحكم أمانة المسؤولية وضمير التقليد ليطبق القانون ويجتهد فيه أحيانا ضمانا لممارسة خلاقة ولتنظيف المشهد من العناكب المعششة به ومن الرطوبة العالقة بزواياه وأركانه.
على الجامعة أن تتحرك وأن تغير المنكر الكبير الذي إسمه قانون المنخرط الذي هو من مسببات كل كوارث الكرة المغربية في الوقت الحالي، فلا يعقل أن يحل رئيس بالوعود السوريالية الكاذبة والوهمية ويرحل بعد أن يبيع لاعب أو لاعبين ويستحوذ على البيع وبعدها يوثق دينا برقبة الفريق يمضي عليه ويعترف به منخرطون سماحة وقداسة الرئيس هو من يؤدي لهم شيك الإنخراط لهذه المهمة النبيلة والمقدسة.
رحل السبتي عن الواف وطالب بـ 500 مليون، وأبو خديجة يريد 600 مليون من الكوديم، وبناني نال 300 مليون بجانب بيع بامعمر ورحل، ورحل دومو بـ 230 مليون، وعبد المالك  أبرون سيطالب بمليارين، وبودريقة وثق دينا بمليار وشوية..
رؤساء الفرق يريدون الزبدة وثمن الزبدة، يأتون ليتعرف عليهم رئيس مجلس المدينة والعمدة والقايد وبوليس الطرقات ودرك لوطوروط وحرس الفنادق المصنفة ويؤدون لهم التحية، ليقضوا حوائجهم في أوراش أخرى موازية تهم قطاعهم الأساسي، وحين يرحلون يفعلون ذلك ومعهم شيك موثق بدين غليظ وثقيل صوت عليه وصادق السيد المنخرط والذي ليس سوى حارس حديقة الرئيس أو بواب فيلته أو مكلف بإيصال صغاره للروض والمعتني بكلبه.
حسبان ليس غبيا كي يركب المجهول ويعتلي فوهة المدفع، حسبان سياسي والساسة يحسبونها جيدا ولا يضره في شيء أن يكون رئيسا لفريق إسمه الرجاء من خلفه صوت شعب يقدر بالملايين طالما أنه لن يضع يده في جيبه ليخرج من دوامة الدين الذي يخنق أنفاسه.
حسبان وبودريقة حسبوها مزيان، بودريقة جاء بـ «تيليكومند» سيسيرها لفترة من خلال فرض منخرطين وأعضاء بمكتب حسبان سيباركون خطوات الرئيس الجديد، لكن بتسيير من الرئيس المستقيل بما فيها بيع لاعبين أو 3 لاستعادة ما صرف.
وحسبان سيستغل حضوره في موسم الإنتخابات على رأس فريق كبير بقاعدة جماهيرية عظيمة لقضاء العديد من المآرب الأخرى، وإن غرقت السفينة سيخرج ليقول لهم «بودريقة هو من ثقب سطحها».