لا اختلاف بين الإثنين كلاهما لبس القفاز، ومحور الإغتصاب حاضر في قضيتهما معا، الأول وجه لكمات تحت الحزام للجامعة والعصبة الإحترافية وتحدى أن تطاله يد أحدهما، وربح الرهان على الأقل لغاية اللحظة والثاني لبسه وتوجه للبرازيل ليسقط في خيمة وليس في حلبة..
الإغتصاب حاضر ومشترك بينهما، فلا فرق بين اغتصاب شرف فتاة وشرف لعبة وعذرية جلد مدور، ودورنا نحن أن لا ننصاع خلف ما يريدونه هم، أن ننسى ونصاب باحتباس الذاكرة ونعرض عن الأمور والحوائج بتركها.
الشرف الرفيع كما علمنا الشاعر لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم، ونحن لن نريق لا دما ولا غيره، فقط يجدر بإعلامنا الحر النزيه أن ينصب نفسه طرفا كما ينصب المجمع المدني نفسه طرفا في قضايا الإغتصاب حتى لو تنازل المغتصب بفتح الصاد عن حقه وباع شرفه.
كم مر على خرجة بودريقة منتصف إحدى الليالي وهو يهوى بمطرقته على الجامعة ويتحدى رئيسها ورئيس العصبة الإحترافية وبالواضح الصريح أن يردا عليه، فلا هو قدم البينة ولا المتهم أنكر كما تقول القرينة القانونية؟
مرت شهور والتقادم الذي خمنته ذات مرة، بدأ يجد طريقه لفصول تلك الإتهامات الثقيلة وهو ما أراده الطرفان لذلك «البوز» الدعائي الرخيص.
فلا الجامعة ووليدها بالتبني العصبة يريدان تقليب المواجع، بفتح ملف بودريقة الذي اغتصب شرف البطولة والممارسة وأدان التحكيم وتكهن بهوية الهابطين وتوفق.
ولا بودريقة يريد أن ينبش أحد في سيرة ما أدلى به من فرط الحماس تلك الليلة، لكنه حين يختلي بالمجامع يجد متعة في التباهي والإستعراض بعرض الغسيل الوسخ على أسلاك التلفزة وللعادي والبادي.
سمعنا عن طلب بودريقة للقضاء من طرف الجامعة التي مرت بمحاذاة قرار تاريخي، حين تركت بودريقة يعقد جمعه العام وبعدها يستقيل ولو كانت قد خولت لجنة أخلاقياتها الجامدة صلاحية توقيف بودريقة لعام أو أبد الدهر، لكنا قد ذكرنا لها خيرا فعلتها بدل أن تقرر بعدم الإختصاص  ترمي بالكرة لمعترك القضاء.
سمعنا عن استدعاءات لا تصل لبودريقة الذي يغادر خارج أرض الوطن كلما داهمه عون قضائي للحضور كي لا يحضر للمحكمة كون القانون لا يلزمه بالتواجد بالمحكمة ما لم يتوصل بيديه بالإستدعاء.
وبما أننا اليوم نعيش على وقع مصادرة واحتجاز سعد المجرد المدان لغاية ظهور العكس بتهمة الإغتصاب، وعدم منحه حق مغادرة التراب الفرنسي حتى تستقيم الرؤية ويظهر الأسود من الأبيض من الحقيقة الهاربة، وطالما أن سعادة ورغم كل التدخلات غير مسموح له بمغادرة البرازيل ما لم تحسم القضية لأن تشددا كبيرا في هذه البلدان إزاء ما يعرف بالإغتصاب.. فإن ما قاله بودريقة لا يختلف عن طبيعة ما قام به سعادة والمجرد أو ما هما متهمين به ..
لم تعد القضية قضية بودريقة ولا لقجع ولا حتى الناصيري، هي قضية ممارسة وشرف كرة نشتغل كلنا في إطارها وندور في فلكها وتعنينا جميعا ومن سكت على هذه الأمور فهو بكل تأكيد شيطان أصم وأخرس..