من غيرك مراكش بإمكانها أن تسعد بحدثين كبيرين هذه الأيام، سعادة محاربة التلوث البيئي وردع الإحتباس الحراري عبر بوابة» كوب 22» تلك المفخرة التي زينت قلادة الشرف الموضوعة على صدر المغرب، وحدث محاربة الإحتباس المونديالي الهارب منذ 20 سنة الناتج عن تراكم التلوث في عرين أطلسي تناوب عليه أكثر من عطار دون أن يفلحوا في إصلاح ما أفسده البشر والدهر بريئ من هذه الطنجية
بتزامن مع «كوب 22» بمراكش بكل زخم الحضور المونديالي لضيوف الشرف المتناظرين حول البيئة والمناخ، سيكون غير بعيد عن قصر المؤتمرات، سجال كروي مونديالي كبير يهم «كوب 18» بروسيا، بقصر مؤتمرات ببساط أخضر هذه المرة، محوره أسود ستناضل وتحارب لكسر عقدة الغياب عن رحاب المونديال لأكثر من 20 سنة، وهو ما يعني ربط الوصال مع هذه المسابقة التي كان المغرب صاحب شرف وسبق عربيا وقاريا ذات زمن مجيد بأن تجرأ على الكبار ليصاقرهم ويفرض عبوره للدور الثاني.
كوب 18بروسيا وبعده كوب 22 بقطر، لأنه يستحيل تصور بون إضافي وغياب قسري آخر عن معترك موسكو مستضيفة المونديال القادم فماذا عاد بالجوف صبر يطيق التواري عن معترك الكبار، حين يلتئمون كل 4 سنوات في أرفع مسابقة كروية كونية، ولن يقبل مناصر من مناصري الأسود أن نمر هذه المرة بمحاذاة فرصة كبيرة يبدو أنها سانحة أكثر من السابق لاصطياد فيلة كوت ديفوار الذين لم يتفوقوا علينا في آخر مواجهتين حتى وهم بأفضل أجيالهم عبر التاريخ بحضور أسطورتين من حجم دروغبا وتوري وكلاهما حاز لقب الأفضل بإفريقيا في 6 مناسبات.
نعم، كوت ديفوار الحالية ليست أفضل منا وليست من طينة الفيلة التي لا تقهر ولا تهزم، وفرصة الأسود كبيرة وكبيرة جدا للإطاحة بهم وتأمين سبق معنوي وإستراتيجي كبير في مجموعة ثالثة من حديد.
كوب 18 بروسيا يغرينا كوننا نرى أنه سيكون من المحبط و من المؤسف أن لا يؤمن جيل بنعطية وبلهندة وبوصوفة والأحمدي وأمرابط ودرار زياش تواجدهم في رحاب المونديال، وقد يفوتهم القطار لإدراك هذا المراد بعدها ب 4 سنوات ولا يوجد ما يضمن لهم تدارك ما قد يضيع منهم لا قدر الله إن هم فرطوا في هذه الفرصة.
حين تعاقدت الجامعة مع رونار فلسبب أول هو التأهل لـ«كوب 18» وليس لبناء منتخب وطني لـ«كوب 22» ولعل ما تضمنه عقد الزاكي في سياق أول قبل إقالته و بعده تنصيب رونار يبرز هذه الحقيقة ويدعمها ويؤكد أن المونديال الروسي هاجس كبير ورهان ينبغي كسبه وبأي ثمن، وغلا لما ركبت الجامعة صهوة مغامرة الإطاحة بالزاكي بتلك الطريقة لتخطب ود من رأت أنه مالك مفاتيح وشفرات هذا التحدي الرائع.
في كرة القدم لا توجد عقدة أبدية ولا يوجد تفوق أزلي كما لا وجود لقاعدة إمتياز خالد، لذلك لا أرى أن كوت ديفوار عقدة الأسود كما يتصورها البعض كما لا أراه منتخبا هلاميا، فقد أكل الدهر و الزمن من نجومه المميزين ما أفقد فيلتهم بعضا من ألقهم الذي به كسبوا الكان المنصرم و الذي في إعتقادي شكل نهاية جيلهم المونديالي.
كل الأمل أن يحضر التوفيق حليفا للفريق الوطني يوم السبت، وأن تعلو همة أبناء الأطلس فوق خرطوم الفيل الإيفواري الهرم والذي شاخ وحان وقت إقتلاع أنيابه.
ثقتنا كبيرة في تشكيل الأسود ليعبر هذا الحاجز ويقربنا من «كوب 18» التي استنزفت وإستهلكت الكثير من طاقتنا، أما «كوب 22» فنجاحها متاح و مضمون.