يقودني فضول ما يحدث اليوم داخل محيط الرجاء من هزات وما يعتري المشهد الأخضر من ضبابية للشك في أنه لهذا البيت رب يحميه، أو أنه يملك بالفعل هيأة إسمها الحكماء وقادة تسيير  كبارا ممن عركتهم السنوات قبل الممارسة، وأنهم متواجدون وأحياء يرزقون وكيف يقابلون بالصمت المريب والتواري الأغرب عن الساحة والواجهة وهم يشاهدون كل يوم بل كل ساعة حدثا يضرب قيم النادي، ويسيء لسمعته ويبعثر تاريخه بشكل ممسوخ ولا يقبل به حتى من هم في ثوب الحياد.
إضراب يعقب الإضراب وعصيان يلد أخاه، وإمتناع عن التداريب والأدهى إندلاع حرب أهلية بين لاعبين لا يجدون حرجا ما أن يجف عرقهم في التداريب في نشر أوساخ وغسيل الفريق في ندوات بطابع الجدل، لشكلها أولا ومضمونها ثانيا وسياق الطرف المراد التشهير به ثالثا والذي ليس علامة الفريق وشعاره قبل أن يكون حسبان ولا إدارة الفريق  هم المستهدفون.
غير معقول قبول هذا المنطق الغريب الذي نتابعه ونحن نواكب هذا التطاحن الدامي، وهذا التآكل السمج بين أبناء القبيلة الخضراء، فلا اللاعبون مالكون لشرعية التشهير بهكذا طريقة، لأن الرجاء قاطرة والرجاء مرجع وإن ترسخ مرجع العصيان والندوات والإضراب، وصار ثقافة للمطالبة بالحق الذي نوقن أنه يؤخذ ولا يعطى، فالصلاة والسلام على الكرة بهذا البلد الأمين لأن صغار الأندية ولاعبيها لن يجدوا مستقبلا حرجا في إقتفاء أثر لاعبي الرجاء والسير على ذات المنوال.
ولا الإدارة حكيمة في تعاطيها وهي تسرب أسرار البيت خارجا، وتعري لاعبيها وتضرب ميثاق شرف الثقة عرض الحائط، لا لشيء سوى لتدافع عن موقفها وتبرئ ذمتها مما يتم الترويج له، وإن كان هذا الفعل يجهض بل يغتال الثقة بين المتعاقدين ويضربها عرض الحائط.
في مشكل الرجاء خلل ما وكلمة سر غريبة من يملك شفرتها هم حكماء الظل الماسون بالخيوط من وراء الستار، لأنه يستحيل أن نتصور أن هذه الهيأة يرضيها ما يحدث، ويستحيل تصور أن أزوال وغلام وحتى الصويري أو عمور  لا يملكون إزاء هذا الضياع والتبعثر، وإزاء هذه الضحالة التي يغرق في مستنقعها النسور حلا ولا سبيلا.
هناك من يرضيه هذا الهوان الذي هو عليه الرجاء، هناك من ينفخ في الجمر الراقد ليغذي من حيث هو هذه الفتنة، ويشعلها أكثر وسيوقد رماده لتشتعل ليحقق غاية أو يبلغ مرادا حتى لو كان يسير على جثة عالمي إسمه الرجاء.
مخطئ من يتناحرون داخل الرجاء إن كانوا موقنين أن ما يحدث بينهم شأن داخلي يعني شعبهم الأخضر، كلا وألف كلا، فالرجاء حين أسست للفرجة ميثاقا في أدائها، فإنها من يومها ماعادت مملوكة لعشاقها وصارت ملكا لكل عشاق هذه الفرجة.
ومخطئ إن كان من يتغذون اليوم على هذا الفتات يعتقدون أن رجالا راشدون لن يدخلوا على الخط بالعصا الغليظة لفك هذا الإشتباك ويعيدوا القطار للسكة، فإستمرار هذا التطاحن جالب للفتن ليس في محيط الرجاء وحدها بل لكل الكرة المغربية، لأن الرجاء جزء من كل وناد مفرد بصيغة الجمع.
لذلك هو نداء لمن يمسك «الطيليوكومند»  عن بعد ويدير هذه المهزلة بأن يعيدها لمكانها ويضبط الشاشة على قناة الفرجة والإحتفالية ويثبت «الساتيليت» بعيدا عن أفلام الرعب الممنوعة على غير الراشدين وإلا سيكون مسؤولا عن ما سيحدث.