قديما كان الحمام الزاجل هو مرسول الحب، هو وسيط العشاق وهو الحامل لرسائل الحكام لأمراء استخلفوهم في ولايات وأمصار بعيدة قاصية غير دانية.
الحمام إستمر في أن يكون وسيط الصلح،حاملا لرسائل الغرام والخيط الأبيض بين المختلفين وبين من فرقتهم نزاعات وحتى المواقف، واستمر هكذا يتطور بتطور العصر لكن محافظا على كونه يشبه غصن الزيتون في إبراق رسائل السلام.
فشل وسطاء ومقربون من الرجلين من جر لقجع وبودريقة لصلح استحال في فترة من الفترات بعدما عمقت خرجات بودريقة الصادمة والصاعقة فجوة الخلاف بينهما، وبعد الرشاشات والمدفعية الثقيلة التي قرر ذات ليلة بودريقة توجيهها للقجع والناصيري وجمع الإثنين في خندق واحد وغار عليهما غارات ما توقعاها ولا هما حدساها.
ما فشل فيه كل مراسيل الصلح نجح فيه حمام الأحرار، ونجح فيه عزيز أخنوش وتحديدا محمد بوسعيد ونحن من اطلع على تفاصيل جلسة الصلح وتوزيع الأدوار عبر تنسيقيات المدن لحزب أحدث زلزالا على هياكله ورأى في الرجلين ما يتطابق ومشاريع المرحلة والإستحقاقات المقبلة.
ولئن كان هناك من اعتقد أنه للسياسة منطق ووفاء فهو بالفعل واهم، لأن السياسة لا تحتمل عداوة دائمة أو صداقة أدوم، وتتقلب بتقلب الحال والمصالح و من تغلب بيه تلعب بيه كما يقول مدربو الكرة ورجال الساسة الفطاحل.
لذلك رأى حزب الحمام أنه لا ضير من سحب بودريقة من معترك المصباح وعزل لقجع عن الجرار وإن لم يبد الإثنان في السابق ما يعزز انتماءاتهما، إلا أن الحملة التي قامت بها إلترات محسوبة على بودريقة لفائدة المصباح ضد الناصيري المحسوب على الجرار بالدار البيضاء، وظهور لقجع مع إلياس العوماري عراب نفس الجرار، جعل اليقين يقوم ويكبر بخصوص انتماء رئيس الجامعة ونائبه في السابق.
الآن ودع لقجع بودريقة مبدأ التقية واختارا الخروج للعلن بكشف غطائهما الحزبي باختيار صريح يكفله الدستور والقانون لكل الأفراد والمواطنين بانتماء صريح لحزب الأحرار، ولنكن أمام صورة سوريالية ساخرة وكاريكاتورية باللون الأسود الباعث على الرثاء فعلا، ونحن نرقب ونرمق انضواء من جمعتهما الجامعة ذات يوم وفرق بينهما القضاء في نفس الخندق، هذه المرة حليفين ضد الناصيري في معترك السياسة على أن لقجع سيواصل تحالفه في الرياضة مع الناصيري ضد بودريقة حتى يثبت العكس وينجلي ضباب هذه الصورة الغريبة والمثيرة فعلا للدوخة.
نجح الحمام إذن في جر لقجع وبودريقة ليهدلا بنفس الهديل سياسيا ويتعبئا من الآن لاستحقاقت قريبة يشتغل عليها حزب الأحرار وبمقاربة ذكية بجر كبار الرياضيين والمسيرين لمعتركه ولكم أن تستحضروا عداءة الحواجز نوال المتوكل وصاحب الرميات الثلاثية صلاح الدين مزوار.
ومن يدري فلربما شاهدنا مستقبلا حكومة تضم في فريقها لقجع وزيرا للمالية وبودريقة وزيرا للسكنى والتعمير، فيكمل الإثنان أوراش البناء التي فشلا سويا في إكمالها محسوبين على جهاز الجامعة، ولكم سيكون ذلك مثيرا بالفعل لأنه لا أحد يضمن للقجع خرجة وخرطوش غير متوقع من بودريقة وهو وزيرا بأن يتهم وزير المالية بتسخير الحكام ليغشوا في مواد البناء فتسقط العمارات على الرؤوس؟