عبد المالك أبرون معروف أنه لا يدير لسانه في فمه 7 مرات قبل أن يتكلم، كما أنه ليس في فمه ملح، لذلك يتحدث بعفوية كثيرا ما كشفت أكثر من مستور.
أبرون قال ما لم يقله غيره، أو ما يتحفظ الكثيرون منا عن قوله وعن المجاهرة به رغم أن الحقيقة ماثلة أمام العيان وهي أننا نلعب بطولة هاوية في الشكل والمضمون تحت مسمى الإحترافية.
أبرون تساءل إن كان المغرب يعرف حالة طوارئ يعلمها أصحاب القرار ولا يطلع عليها عموم الشعب، تساءل عن الدواعي الأمنية التي تساهم في تسويق رديئ لمنتوج البطولة وتقوم بنفي المباريات وعزلها عن مكانها الطبيعي وترحيلها بعيدا وأحيانا تفرض توقيتا غريبا كي لا يحضر الجمهور؟
هل بهذه الطريقة سيتم بيع منتوج البطولة فضائيا؟ وهل بهذه القرارات سنساهم في الترويج للمنتوج المحلي ومعه الترويج لملف احتضان المونديال؟
اليوم أصبحنا أمام برمجة أسواق، تبدأ من اثنين ولاد النمة وتنتهي بسبت كزولة، وكل يوم نشهد مباراة ولم تعد حلاوة البطولة كما كانت أو كما يفترض أن تكون مرتبطة بنهاية الأسبوع وكما هو جار به العمل في كل بطولات الدنيا.
وإليكم نموذج لهذه الإختراعات العجيبة التي تبتكر بإسم الدواعي الأمنية، إذ تقرر أن يلعب الوداد اليوم أمام اتحاد طنجة وهي واحدة من المباريات الكبيرة والتي لو لعبت السبت والأحد لنافست الليغا والبريميرليغ.
اليوم هو يوم عمل وتوقيت المباراة الساعة الثالثة بعد الظهر يعني الحكم عليها بشبه الويكلو وبطريقة مهذبة، لأنه لا الطلاب متاح أمامهم متابعة المباراة ولا العاملين بالقطاعين العام والخاص سيواكبون النزال ولو عبر التلفاز فأي تسويق هذا وأي عبث الذي يدبر المواعيد الكبيرة بالبطولة؟
وغدا تقررت مباراة المغرب التطواني مع الرجاء وفي نفس التوقيت وستسري عليها باقي التوابع التي ستعيشها مباراة الوداد لتكتفي طيور اللقلاق بمتابعتها من المدرجات لا غير.
ما قاله أبرون فيه خطورة كبيرة وفيه حمل لتلميحات تفرض توضيح الواضحات، لأننا المغرب وليس مصر أو تونس اللذين فرضا كوطة حضور في ملاعبهما لدواعي أمنية خالصة.
تبرير تهجير هذه المباريات ونفيها بالدواعي الأمنية كما قال أبرون وكما أكد تلقيه مراسلات رسمية بهذا الصدد، فيه إساءة للمؤسسات الأمنية بالبلاد لأنها تقدم في صورة العاجزة عن تأمين مباراة كرة يجتمع فيها بضعة الآلاف ويشكك في قوة الجهاز الأمني المغربي الذي احتضن أمهات المؤتمرات العالمية والتظاهرات الكونية ولم يترك الشعرة تهرب من العجين.
ما قاله أبرون بشأن رفض ملعب العرائش وباقي الملاعب استقبال مباراة يحضر فيها الرجاء يستوجب توضيحات بخصوص السر خلف هذا الحضر والمنع.
لأن ما قاله رئيس المغرب التطواني يقرب الرجاء من صورة الفيروس الفتاك ومن صورة الجرثومة الضارة غير المرغوب فيها ومن صورة الفريق غير المفضل احتضانه واحتضان أنصاره.
«واش الرجاء ما شي فريق مغربي» عبارة قوية جدا لا تحمل على المبالغة وإنما هي تجسيد لواقع تأدية النادي لفاتورة الضياع وغياب المصداقية وافتقاد الهيبة كما أصبح عليه اليوم ولأداء الخضر فاتورة سوابق أنصارهم الذين عاثوا فسادا في ملاعب الرباط ومراكش وأكادير فلم يعد أحد يقبل باستضافتهم.
ينبغي الكف عن هذه الترهات والتفاهات، وينبغي وعلى السريع إنهاء حكاية الدواعي الأمنية التي أصبحت أسطوانة مكررة للعبث بالبرمجة وتسفيه البطولة وتبخيس قيمتها.
فالبلد الذي استضاف الكوب 22 ومرشح لاستضافة 42 منتخبا في مونديال 26 غير جدير به أن يتحجج بالدواعي الأمنية لتأجيل مباريات يحضرها كمشة من الجمهور في البطولة؟