بتصريح مبني للمجهول وبتكراره عبارة «يشوشون علينا» 5 مرات في جملتين لا غير، رمى الحسين عموتا بالمنشفة قبل نهاية العقد وأحال الوداديين على واقع لا يريدون تصديقه، واقع التشرذم في عز الإحتفال وواقع التفرقة في قمة التوهج وواقع الضياع في ربيع النجاحات.
لم يحدد عموتا أسماء المشوشين، لم يقل لنا من هي هذه الفئة التي تستهدفه وتضع الحجر في طريقه وتسعى لإعثاره ليترك الغموض قائما وباب الجدل مفتوحا على مصراعي الفوضى.
نقدر في عموتا جرأته ونطقه وجهره بالحق دون أن يخشى في الله لومة لائم، إلا أنه بعد مباراة طنجة تحول لنجار يجيد لغة الخشب ولم يضع الأصبع على مكمن الداء وهو ما لم نعهده في ابن زمور.
لم يكد يمض عام واحد على قدومه حتى عادت ريمة وحليمة لعادتها القديمة، عادة تغيير المدربين كما يغير الصغير حفاظاته، صحيح أن عموتا لم يرحل وباق بالوداد إلى أن يثبت العكس، إلا أن ما قاله في الندوة الصحفية وقال قبلها في مرور إذاعي بتلقيه عرضا لتدريب الزمالك دون أن يحسم الشك باليقين ويعلن رفضه لهذا العرض هي أشياء من مقدمات الطلاق الوشيك والرحيل المحتوم.
قدر الوداد مهما تغير إسم رئيسه أن يظل علامة فارقة في تغيير المدربين، لأنه الفريق الذي تعاقد مع أكثر من 20 مدربا خلال آخر 7 سنوات ولم تتغير هذه العادة حتى مع قدوم الناصيري.
مع الناصيري الوداد استهل الزواج بالعملاق طوشاك فرحل طوشاك بعد إنهيار برج العرب ليحل دوسابر ثم رحل دوسابر في نفس الفترة من الموسم المنصرم ليحل عموتا وها هو عموتا اليوم يلمح لنفس المصير ولنفس القدر.
كان حري بعموتا أن يتوجه بأصبعه مباشرة ليحدد إسم المشوشين وليرفع عنهم الحجاب ويكشفهم بالإسم لا أن يرمي الكلام على عواهنه ويحمل لاعبيه ما لا طاقة لهم بهم.
جمهور الوداد الذي كان العلامة المضيئة والفارقة فيما تحصل عليها النادي خلال آخر عامين، من حقه أن يعرف ما الذي جرى بأبو ظبي وأخفاه الجميع ومن حضر بالإمارات عن الجميع.
من حقهم أن يعرفوا مقاصد عموتا حين قال أن أشياء جرت خلف ظهره بالإمارات وعلم بها بعد سقطة پاتشوكا.
من حق الجمهور الودادي الذي جال إفريقيا وصال في كلا بقاع الدنيا يتبع خطوات فريقه أن يعرف المتلاعبين بالقميص والذين لا يقدرون اللون الأحمر حق تقديره.
الكرة في معترك الناصيري لإستدعاء عموتا لوضع كلامه في الخلاط الذي سيخرج لنا عصير الحقيقة، لأن مشوار الوداد بالبطولة التي يحمل درعها بالكاد بدأ ومشواره بعصبة الإبطال للدفاع عن لقبه لم ينطلق بعد.
ما قدمه الوداد من أداء مهزوز وما وقع عليه هجهوج والحداد من أداء تحت الرتابة ودون المتوسط، وما كان عليه بقية اللاعبين من شتات أمام إتحاد طنجة هو مؤشر على وجود احتقان كبير بالفريق، وعلى أن عددا من اللاعبين أحسوا بأنهم صاروا نجوما ومن حقهم أن يتنفسوا هواء آخر خارج القلعة الحمراء.
هذا هو عيب الفرق الوطنية واللاعب المغربي والتي تفشل في إستثمار النجاحات والتفوق كما ينبغي وتعجز عن تدبير رصيد التفوق لفترة طويلة فتسقط صريعة لتلبية نزوات وأهواء فئة يضرها نجاح الآخرين.
غير معقول وغير قابل للتصديق أن يكون الوداد الذي كفن الأهلي قبل أيام قليلة هو نفسه الوداد المتلاشي هذه الأيام وغير قابل للتصديق أن يكون هذا هو عموتا الذي تغنى الجمهور بإيطاليته فأصبح اليوم في تقدير الكثيرين رمزا للفشل والتواضع. فعلا هناك من يشوش على هذه الأجواء خلف ستارة العروض الوهمية.