أن تكون متجاوزا على مستوى الأحداث، فهذا شأن يعنيك لكنه لا يكفل لك بأي شكل من الأشكال ومن منطلق الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة أن تجيب صحفيا يسألك عن جديد تربيطات ملف المغرب المونديالي وأين وصل اللوبينغ وتكرر الإجابة ‎3 مرات «هاذ الشي ماشي شغلي.»
لسوء حظنا أن وزارة الشباب والرياضة أبتليت في آخر السنوات حتى لا نعمم، بوجوه تترك حبل لسانها على الغارب وتغرد خارج السرب، ووجوه تتحول من رفيق لمنافس مع رؤساء جامعات الكرة المتعاقبين عليها.
أقول أن ما صدر عن السيد رشيد الطالبي العلمي في أحد الأيام الدراسية التي عقدتها وزارته بجهة فاس مكناس هو غير قابل للتعميم، لأنتا لم نذكر عن بعض السلف الصالح الذين مروا قبله وإن تجرأوا على أن يقولوا في حضرة ملف بهذا الثقل «ما شي شغلي» ولنا أن نذكر مقاربة إشتغال الراحل عبد اللاطيف السملالي قيد حياته مع وجود فوارق لا تصلح معها قياسات.
كان على وزير الشباب والرياضة أن يتحلى بقليل من الجرأة ليقول مثلا أنه ما عاد يستشار في الملف وعلى أنه واو اللجنة الزائدة، ويوجد على الهامش وكان البعض سيتفهمون موقفه وكيف تحول للهامش، إلا أن يقول وهو المؤتمن يوم جرى تقديمه كثالث ثلاثة الملف أن الموضوع ما شي شغله.
ومن غريب الصدف ومكرها أيضا أن اليوم الدراسي كان مخصصا للحديث عن الحكامة الجيدة في المشهد الرياضي، فضرب الطالبي عرض الحائط هذه الحكامة برد مجاني غير محسوب ولا مقدر.
و من تجليات الصدف أن يغضب الوزراء المتعاقبون على شؤون الرياضة وعندها وتأكلهم نار الغيرة من رؤساء الجامعات، ليطلقوا العنان للسانهم يصدر القول دون بوصلة ولا لجام.
ولنا أن نتذكر وقائع مشابهة مثل التي حدثت بين الشهير أوزين وعلي الفاسي الفهري وكيف كان يشرق الأول والثاني يغرب، لغاية إنسحاب علي وغضبه الذي قاده للغياب عن مونديال الأندية الذي إحتضنه المغرب بل لم يحضر حتى مباراة النهائي التي كان الرجاء طرفا فيها بعد أن ركب أوزين على المشهد وتصدر الصورة.
نفس أوزين سيعود ليركب على مرض إيبولا ويحدث ثقبا كبيرا في ديبلوماسية كرتنا مع "الكاف"، حاول جاهدا لقجع رتقها وخياطتها دون أن يفلح في تجنيبنا المحظور لولا ألطاف "الطاس" التي نقضت الحكم الشهير.
يومها كانت كعكة كبيرة يشهد عليها من واكبوا الصراع هي من غدت إستعراض أوزين واستحواذه الذي سيغرقه في بركة مولاي عبد الله فيترجل مكرها لا بطل.
اليوم تبدو الصورة مشابهة لما حدث ولو باختلاف الشخوص، يظهر الطالبي العلمي غاضبا وهو يرمق تحركات لقجع الأوروبية ومؤتمرات مولاي حفيظ العلمي التحسيسية دون أن يكون له دور مؤثر فظهر مثل الأطرش في الزفة لذلك قاده غيضه الذي لم يكتمه إلى أن يقول أن الملف »ما شي شغلي«.
بل زاد الطالبي العلمي بالقول أنه غير ملزم بأن يتحدث أينما حضر كل مرة عن ملف المونديال وهو الذي يفترض فيه أن يمثل واحدا من أضلاع اللوبيينغ المراهن عليه لإقناع الخصوم  والمحايدين فإذا به يبث اليأس في النفوس ويسفه ملفا بحمولة وحجم الجبال.
منذ تعيينه لم ينجح الطالبي العلمي في غير الوعد والوعيد بجر جامعات للإفتحاص وأخرى للمحاسبة وثالثة للتدقيق وبين الفعل والقول بون شاسع وسلطة على المقاس.
حسنا فعلت الفيفا بأن أرغمت الحكومات وألجمتها عن التدخل في شؤون الكرة وهوائها، لأن بعضا من هذه الوجوه إما أن يأكلوا الغلة أو يفسدوا بغضبهم الغرس.