في الوقت الذي يتغنى به رؤساء بعض الأندية الوطنية ويهللون في جموعهم العامة وحتى الخاصة، بارتفاع موازانات فرقهم لسقف 7 و8 مليار سنيتم، نجد أندية عربية على مقربة منا تقترب من سقف 30 مليار سنتيم في الموسم الواحد كميزانية للتدبير.
وفي الوقت الذي يخرج رئيس نادي ليستعرض فتحه المبين ببيع لاعب من لاعبيه بمليار ونصف وحتى 3، نجد فريقا مثل الأهلي المصري لا يجد أدنى مشقة ولا حرج في أن يصدر أحد نجومه بـ 10 مليار وأكثر.
كثيرة هي تهاليل وتحاليل رؤساء فرق البطولة، كثيرة هي تنظيراتهم والشفوي الذي يبرعون فيه حدا كبيرا دون أن يترجموا وعودهم بهيكلة فرقهم، وبأن يصبح لها مانادجر جنرال ومسؤول تسويق على درجة عالية من الكفاءة.
درس نادي الأهلي المجاني لفرق البطولة يفرض فرضا عقد شراكة وانفتاح على هذا العملاق الأحمر، وعلى أن ينهل رؤساء الفرق الكبيرة التي تبيع لهذا النادي من تجاربه وخبراته.
فأن يقوم الأهلي بشراء إيفونا من الوداد بمليار ونصف وتقوم القيامة هنا واعتبار ما تحقق نصرا كبيرا، ويعود الأهلي في الموسم الموالي ليصدر اللاعب الغابوني للصين بـ 8 أضعاف قيمته فهذا دليل على الإحترافية وعلى قوة التأثير والماركوتينغ والعلامة القوية للنادي وحسه التسويقي الكبير جدا.
وحين يقدم الأهلي مرة أخرى على تكرار نفس التجربة مع أزارو ويقدم مهرا للجديدة بنفس قيمة شراء إيفونا، وينجح عام بعد ذلك في أن يرفع قيمة وليد لـ 10 أضعاف الشراء فهنا لا بد وأن نتوقف وأن نعقد المقارنات التي تفضح وتكشف المستور وتلزم فرق البطولة بأن تستحضر هذه التجربة الأهلاوية وتستفيد منها.
داخل الأهلي لا توجد صراعات منخرطين، ولا يوجد حياحة وطابور خامس يصفق للرئيس ويسمع صوته، هناك هيكلة وتخصص ورجال معنيون بالتسويق يطوفون العالم وينسجون علاقات كبيرة وشبكة تواصل مع فرق لها قيمتها وتوجهوا على الخصوص للسوق الصينية لعرض منتوجهم.
وحتى حين اختار مثلا لاعب أولمبيك آسفي وهو بنفس قيمة أزارو وإيفونا أن يلحق بالصين عبر محطة النرويج فقد بيع بمليار مع المشقة.
الإختلاف هنا هو في القوة التسويقية للأهلي، لأنه مؤسف أن تقام الدنيا هنا ببيع أفضل مدافعي البطولة وهو يميق من الرجاء بأقل من مليار وبالتقسيط غير المريح وينجح أهلي مصر في الظفر بغلته الوفيرة من كل صيد مغربي.
ينبغي على الوداد والرجاء والفتح والجيش وكل الفرق التي تشكل قاطرة الكرة بالبلد أن تستلهم نموذج الأهلي وتفتش تفتيشا دقيقا لتصل لسر نجاحه الإقتصادي وكيف أصبح للنادي علامته التجارية التي تلزم المتعاملين معه على أن يحترموا مطالبه المالية بل ويذعنوا لها وهم يضحكون.
أتذكر يوم بيع بدر القادوري لدينامو كييف الأوكراني بسعر ناهز مليارين من السنتيمات وكيف تم تصدير كماتشو من الكوديم لخيخون الإسباني بـ 3 ملايير سنتيم وأذكر يومها محطة «إم بي سي» كيف تفاعلت مع الصفقات وتحدثت عن المنتوج المغربي المنفرد عربيا.
كان هذا قبل 20 عاما، اليوم نسجل تراجعا مخيفا على مستوى الكم والكيف في مسألة التصدير للخارج، باستثناء الفتح، ويروج رئيس الفريق لوثيقة مبايعة مع فريق خليجي عرض مليارين من السنتيمات لشراء لاعبيه وإدراجها يوم الجامعة ضمن خانة الإنجازات الفريدة.