شدني تصريح لسعيد الناصيري رئيس العصبة الإحترافية وهو يؤكد مؤخرا أنه ضد فكرة عودة الحراس الأجانب للبطولة، لإتاحة المجال أمام ظهور حراس مغاربة مميزين.
ولئن قمنا بعملية تقييم لخطوة الجامعة السابقة التي سنت هذا القانون وقامت بحظر ومنع استيراد الحراس، وما استفادت منه الفرق الوطنية، سنصل لحقيقة صادمة وهي أنه بتعاقب السنوات وتواليها، نقترب من إندثار وانقراض لحراس بجودة عالية.
ما يتضمنه مشهد البطولة الحالية هم حراس صف ثالث ورابع أيضا، وحتى الفرق الكبيرة التي ظلت على الدوام المحتضن الأول لحارسين أو ثلاثة تعاني اليوم الأمرين، وتوجد في وضعية إعاقة وحرج كبيرين بسبب إفتقارها لقفاز يشيع الإطمئنان بالفريق.
نستحضر زمن كانت فيه البطولة تستقطب حراسا أفارقة وروس من العيار الثقيل، زمن الإيفواري غواميني والجزائريين دريد وبنعبد الله والروسي إيفان والسينغالي ديالو وغيرهم كثير.
يومها كانت إستفادة فرق البطولة أكبر، إستفادة قارية على مستوى تحصيل النتائج ومحليا بمساعدة هذه الأسماء لحراس صغار السن ليطوروا أنفسهم.
كان يتواجد داخل الوداد عزمي وعشاب وداخل الجيش احميد ولبرازي وبعدهم الجرموني وكاسي وعفيفي والشادلي.
بالرجاء تنافس الشادلي والدغاي وعتبة، والماص وحده كان مدرسة قائمة الذات بإنتاج غزير وبكفاءة عالية من فوهامي لفكروش ومرورا بكوحا وأيت بولمان والزنيتي وبورقادي.
اليوم فريق كبير من حجم الجيش يتوفر على حارسين مخضرمين لكنهما لا يفيان بالغرض، وعلى مايبدو أنهما إستهلكا بما يكفي، وحين يفتش الفريق في السوق يصطدم بواقع إفلاسها وخلوها ممن هم على قدر المسؤولية وحجم الزعيم.
ودون التقليل من قيمة الحراس الحاليين، فإن الواقع المونديالي الذي عشناه مؤخرا كان شاهدا على حالة غير مسبوقة وهي أنه للمرة الأولى عبر تاريخ مشاركات الأسود في مسابقة من هذا النوع، تواجد في مرما حارسان محترفان والثالث كان لاستكمال العدد وهو التكناوتي.
استحضرت أيضا فكرة لم يكتب لها أن تكتمل كان قد تقدم بها الحارس السابق عبد اللطيف لعلو، حين إقترح مشروعا بالمعمورة لتكوين الحراس لا يختلف عن باقي مراكز التكوين الأخرى التي تتكفل بتنشئة اللاعبين، مع إختلاف على مستوى الإختصاص هذه المرة.
لم تجد الفكرة آذانا صاغية ولاقطة، وتم التعامل معها باستهتار وللأسف أضاعت على الكرة المغربية وفرق البطولة الإستفادة من خبرات حراس سابقين أمثال لعلو والكتامي والعلوي زكرياء الذي نقل خبرته لمازيمبي الكونغولي.
وحين نعاين إستمرار حارس اسمه الكيناني لما بعد عتبة الأربعين يمارس ضمن واحد من فرق الصفوة، وينجح في إنهاء موسمه بلا أعطاب و لا كوارث، نصل للحقيقة الصادمة والمؤلمة وهي أن فرق البطولة فاشلة على مستوى صياغة الخلف لهذه الفئة.
لذلك يبدو قانون حجب و منع إستيراد الحراس غير ذي جدوى، ولم يثمر الغايات ولا الفوائد المرجوة منه، وشخصيا أعتقد أن إحياء هذا القانون من جديد قد يستنفر همم الفرق والمؤطرين والحراس الصغار على إستلهام تجارب القادمين من جنوب الصحراء.
مسألة أخرى كان لها إسهام كبير في حالة الإحتباس الحالية المرتبطة بإنتاج حراس مميزين، وهي تهميش بعض الحراس السابقين من ذوي الخبرة والتميز وتوارت مهمة مدرب الحراس داخل بعض الفرق باسم الأقدمية والصداقة وأمور أخرى، تقديرا من الرئيس ومن بعض المدربين على أنها مهمة ومنصب دون تأثير كبير ومجرد مكمل لحلقة الطاقم التقني.