حتى وإن حاول فاخر أو غيره تقمص دور العطار، فإنهم قطعا وحتما لم يفلحوا في إصلاح ما أفسده الدهر بفريق الجيش.
أنتراكس مدمر وجمرة خبيثة ضربت الزعيم ويستحيل معها إستعمال المراهيم والمساحيق التجميلية لإصلاح تشوهات سرطانية ضاربة في العمق وتحتاج لإجتثاث جذري وعميق.
الجيش الملكي فقد الهوية ولم يعد هو نفسه الفريق الأستثنائي في البطولة، ما عاد اليوم اللاعبون والفرق المنافسة تعمل إعتبارا للجيش وتمنحه الأفضلية والسبق لضم اللاعبين تماما كما في السابق.
قبل فترة كان خط أحمر مشتغل وبضغطة سر ومكالمة واحدة ينفض مسؤول فريق من الفرق يده على اللاعب الفلاني ما إن يعلم بأن الجيش يريده.
اليوم تغيرت موازين القوى وتساوت المناكب والأذرع، واللاعبون المميزون لم يعد يغريهم اللعب للجيش كما كان في السابق.
في الماضي كان حمل قميص الجيش بمثابة جواز عبور رسمي للمنتخب الوطني، اللعب للجيش كان يضمن عقد عمل في سلك الدرك وتأمين المستقبل.
اليوم إختلف الوضع لاعبو الصف الثاني والثالث هم من يقبلون باللعب للجيش والنجوم الكبار يقصدون الوداد والرجاء وحتى طنجة والجديدة والحسنية.
لم يعد الفريق يقو على دفع الكثير في الميركاطو، فأصبح مثل الغراب فلا هو قلد مشية الحمامة ولا هو بقي غرابا.
قبل سنوات شغل الجيش الإعلام والصحافة والميركاطو بصفقة مدوية همت التعاقد مع مهاجم من القسم الثاني إسمه طارق مرزوق بـ 200 مليون سنتم ويومها كان هذا الرقم مثيرا لكل أنواع الغرابة والإستفهامات الممكنة، فشل مرزوق على إمتداد موسم كامل في تسجيل ولو هدف وبعده حل لاعب قنيطري آخر إسمه بلال بيات بنفس الطريقة فسار على نفس نهج الضياع ولو يقو على تبرير قيمة ما دفع لأجله.
من يومها قرر مسؤولو الجيش تبني تقشف واضح على مستوى الأرقام المالية للصفقات، لكن مقابلها أغرقوا الفريق ببضاعة محسوبة على وكيل أعمال واحد، بضاعة كاسدة ومفلسة وبأرقام مثيرة فتغير شكل الفريق ولم يعد بنفس وهج و هيبة الماضي.
كان على مسؤولي الجيش وهم يدركون صعوبة منافسة فرق تتحرك بأضعاف مضاعفة للميزانية التي يتم من خلالها تسيير الفريق، أن يغيروا من السياسة وأن يجنوا ثمار العمل القاعدي والتكوين وأن يفرخوا عناصر تحمل طابع الفريق.
للأسف لا الجيش ساير السرعة التي تتحرك بها بقية الفرق ولا هو أعاد الإعتبار لمنتوج المركز الذي تنعق الغربان في أركانه ويعشش اللقلاق في أشجاره ولا أثر لموهبة أو لاعب بمقدرة وموهبة كبيرة تخرج منه.
لذلك لا يجب على جمهور الجيش أن يحلم اليوم بثورة مع فاخر، لأن الورم السرطاني الخبيث توغل في جلد الفريق ويحتاج لأشعة وجلسات إستشفاء طويلة كي يتعافى الفريق منه.
الأقصاءأمام الخميسات وإن حمل من المرارة الكثير إلا أنه هو الواقع الذي كان يجب إنتظاره إن لم يكن اليوم فغذا لأن الفريق نخره السوس ووهنت جذوره .
انتظر الجمهور العسكري 60 عاما لينفتح الفريق على الأجانب وليته ما فعل، لأنه حين يوقع الفريق لـ 7 لاعبين خلال موسم واحد من جنوب الصحراء ويضم أسماء من قبيل طونغارا وكوليبالي ودياوارا وغيرهم، فهنا سيتحسر أنصار الزعيم ويستحضرون بمرارة زمن لغريسي وواديش وباموس وأنفلوس وهيدامو ولمساوري وغيرهم من القناصة الذين مجرد ذكر إسمهم يرعد الفرائص.