ماذا فعل صديقنا الشيخ لتقوم كل هذه القيامة من حوله، ويركب الوصوليون سفينة الوطنية ليتغنوا بروح الإنتماء فشنوا على أل الشيخ هذه الغارة الشرسة؟
المسؤول السعودي يؤمن بالعرض والطلب، قدم عرضه بتغريدة قصد بها وطنا برمته وحق الرد المكفول يلزم لقجع بالرد عليه.
المؤسف في الأمر وإن كان الإجماع حاضرا كون هذا المسؤول تعمد الإضرار في ورش أكبر بكثير من الكان، كنا نحتاج فيه صمته وحياده أكثر من دعمه، أن الرد عليه لا يأتي من مسؤولين أمثاله في نفس الموقع و في نفس أجهزة القرار، إذ يتم تسخير عموم الجمهور والإعلام ليتبنى طرح الترافع  بينما هم يتخندقون بمنتهى السلبية والجبن متوارين في جحورهم .
لماذا الغضب من الشيخ؟ أو ليس هو «مول البالون» العربي الذي قبل الوداد والرجاء المشاركة في معرضه في وقت كان يمارس فيه غطرسة قل نظيرها ويتباهى بمحاربة الملف المغربي، مختالا بدعم أمريكا وحشد أصوات العرب وآسيا لمصلحتها؟
ألا يحق للشيخ بعد أن ضم لأمريكا بحسب تصريحاته أكثر من 50 صوتا، أن يمعن في ساديته ويمارس إستعراضه من خلال خرجته الأخيرة ليعرض خدمة لا يحتاجها المغرب منه ولا هو قصد عرين الأسد حيث يحتمي طلبا للمدد والدعم؟
ألا يحق للشيخ الذي وصف المغرب مؤخرا بالجنة، وقبلها أساء له في بلاطو تلفزيوني أمام كل العالم  وهو يتوعد لاعبا سعوديا سافر لمراكش لقضاء إجازته وقال بمنتهى الصلافة» أنا اعرف والكل يعرف لماذا زرت مراكش وماذا يوجد في مراكش»، أن يتفنن في إستبلاده  لأصحاب الذاكرة المثقوبة؟
صديقنا آل تركي ليس غبيا  لأنه موقن أن المغرب إن قرر تنظيم الكان فسينظمه بصيغة المفرد ولا يحتاج فيه لأحد، لكنه لعب بالتغريدة الأخيرة على وتر الإستفزاز والأنا الأعلى، لأنه تمادى مرارا في إهاناته ولم يتلق من نظير له في نفس كرسي المسؤولية ردا يكبح جماح غطرسته ويلجمه كي لا يكرر أفعاله.
خلال مباراة القادسية الكويتي والزمالك المصري في البطولة العربية التي يرعاها، حرك تركي آل الشيخ هاتفه عن بعد، فأوقف الحكم المواجهة لعشر دقائق كاملة لغاية السماح لوفد الزمالك بدخول المقصورة الشرفية، وتوعد القادسية بأغلظ العقاب وهو ما تم فعلا.
وحين يستشعر مسؤول قدرته على فعل كل هذا، ويتوهم أنه قادر على توقيف مجرى النهر أو تغييره، فإنه يخال نفسه قادرا على ما هو أكبر فلا يضيره أن يغازل المغرب في استفزاز مطلق له بعد أن حاربه بوجه مكشوف أمام العالم.
آل الشيخ قال للمسؤولين عن الملف المغربي أنه كان يتوجب عليهم أن يقصدوا عرين الأسد وليس الدويلة إن هم أرادوا تنظيم المونديال، وتوعد بمحاربتهم وهو ما تم فعلا.
للأسف أطبق المسؤولون عندنا على أنفسهم بصمت غريب ولم يردوا عليه، وتبنى الأمر عموم الجمهور المأخوذ بغيرة الإنتماء وبعض من الإعلام الذي لا يخشى في الله لومة شيخ، وهو ما حرض تركي على أن يطلع اليوم بهذا الموال الذي أحدث سعارا في مواقع التواصل الإجتماعي ومرة أخرى يؤثر المسؤولون حكاية الصمت المريب والذي ليس من ذهب بطبيعة الحال.
لو أظهر من يلبسون نفس عباءة الشيخ عندنا العين الحمراء لهذا المسؤول في الوقت والمكان المحددين، ما كان ليجرؤ اليوم فيستنسخ إستبلاده السابق ويستفز مشاعر المغاربة بعرض دعمه غير المرغوب فيه.
نقول للشيخ ّأن كأس البلور تكسرت في روسيا وعلى أن الوطن ليس سلعة رخيصة تباع في الدكاكين، المغرب هو روح ومهجة تسكن العين.