كنا نسمعها صغارا من المعلق المصري الشهير لطيف صاحب اللازمة الشهيرة «الكرة أغوال»..وترددت على مسامعنا مرات بعدها في أفلام مصرية شدتنا إليها لسنوات، قبل أن نتعايش معها اليوم واقعا، بعدما إستيقظ أكثر من نسر يوم الخميس المنصرم وهو يردد «يا خبر أبيض».. بتناهى خبر طلاق الرجاء مع المهاجم المصري المشاكس عمرو زكي حتى قبل أن تكتمل الزفة وقبل ليلة الدخلة والزواج الرسمي.

لو نحن أحصينا عدد الكوارث التي حلت ببيت العالمي منذ تتويجه بالوصافة التي غيرت بعضا من خارطته وشكله، لأصبنا حقا بالذهول جراء الكم الكبير من الضربات التي توالت وأكدت بالملموس أن بودريقة ونسوره أحوج ما يكون لـ «بخور» متين يفك نحس وتابعة من بنواصيهم طائر الشؤم.

دخل بصير الثلاجة فصار مجمد الصلاحية بحسب بلاغ الفريق، وصك الإدعاء أو حقيقة التجميد ضاعت بين ريع البقعة وانتحال شخصية، رفض الناطق الرسمي شوقي أن يكون الكومبارس الرسمي فأحال نفسه على «ديفيدي اختياري» بعد أن أيقن أنه أصبح آخر من يعلم بالبلاغات المفروض أن يكون هو من يحررها.

إستقال البرنوصي وتحرك برلمان المنخرطين مطالبا بجلسة أربعاء شفوية، يتقمص فيها بودريقة دور بنكيران ليبرر أسباب تأجيره ملعب الفريق وفي أحيان أخرى لتقديم خارطة طريق للمستقبل.

سكن عفريت هجوم الفريق فضاعت بوصلة التهديف، ليعجز بعد المونديال عن تسجيل أي من الأهداف، فغابت لغة الإنتصارات وتجمد رصيد بطل رهن درعه بين يدي المجهول.

وما إن دبر رئيس العالمي إشكالية إنسحاب الوزاني، حتى داهمه السباعي مطالبا بطلاق خلع يضمن له الزبدة وثمن الزبدة مستندا لقوة عقد يحميه.

وكي ينفض الرجاء عنه غبار الشؤم الذي حمله معه من مراكش بتوقيعه للاعب المصري عمرو زكي الذي راهن على حضوره كي يضمن المزيد من الإشعاع العربي، حتى اتضح للجميع أن عمر هذا  بواو زائدة لا يقدم زكاة الأهداف كما ينبغي.

الخبر الأبيض هو ما أقدم عليه زكي الذي تنقل تارة للقاهرة لإحضار زاد والمتاع وقماشه بعدما تعرض للسرقة، دون أن يخرج رجل رشيد ليؤكد للاعب أنه يوجد بدرب غلف ولقريعة ما لا يوجد بخان الخليل وبين القصرين.

قبل رئيس الرجاء بـ «فشوش» زائد لبلدوزر تعطلت آلات حفره، فقبل سفره لألمانيا «صح» من جبل ليطالعه اللاعب الرئيس كباقي خلق الله على صورة له بالفيسبوك حاملا للجبيرة بعدما خضع لجراحة دون إذن من فريقه دفع له مقدم الصداق كاش وبالعملة الصعبة.

في نفس اليوم الذي كان جمهور الرجاء يروج بينه حكاية «يا خبر أبيض» طلع على الجمهور المغربي ومن فرنسا من يخبرهم أن معاهدة إيكس ليبان التي عارضها إبن الريف ذات يوم عبد الكريم الخطابي، قد أحيتها من جديد صحافة نابوليون في شخص العزيزة «فرانس فوتبول».

في نفس اليوم تحولت فرقعة أطلقها الثعلب الفرنسي هيرفي رونار الذي استشعر قرب نهاية سبع أيام الباكور بالبطولة الفرنسية، بعد أن ساهم في تقريب نادي سوشو من القسم الثاني، ليروج رفقة حوارييه وبعض ممن يلعبون على أوتار رئاسة الجامعة القادمة اقترابه من تدريب المنتخب المغربي.

لم يكن رونار هو المدرب الأول ولن يكون الأخير الذي تزوجه الصحافة الفرنسية كلما استيقظت صباحا ولم تجد مانشيطا مثيرا يضاعف مبيعاتها بالمغرب بالأسود، إذ عقدت قرانه سابقا بريمون دومينيك وآلان بيران وكوربيس وآخر بضاعتها الكاسدة لويس فيرنانديز.

إستيقظت الجماهير العاشقة للمنتخب المغربي على إيقاع «يا خبر أبيض» كما استيقظ في نفس اليوم جمهور الرجاء على كذبة كبيرة إسمها عمرو زكي، في حين أعمل العقلاء حاسة منطقهم ليستحضروا سوابق علمتهم أن «خبر اليوم الذي يكون بفلوس غدا سيكون بزيرو درهم»..