جنى الجيش الملكي على نفسه وهو يتعادل بهدفين لمثلهما بمركب الأمير مولاي عبد الله قبل الرحيل لباماكو لمواجهة الريال ليس الملكي ولكنه الفريق الذي ذبح العساكر وأبعدهم من منافسة عصبة الأبطال الإفريقية في دورها التمهيدي، بعدما تعادل معهم مجددا بهدف لمثله.

أليس عيبا أن يغادر الجيش من محطة أصبح يرضى لنفسه التواجد بها، في الوقت الذي  يتم فيه إعفاء كبار القارة السمراء منها؟

أليس تعادل الجيش بمالي مجددا بهدف لمثله والإقصاء غبنا جديدا لجماهير الجيش في مختلف مدن المملكة؟ألم يحن ربط المسؤولية بالمحاسبة داخل فريق الجيش الملكي والوقوف عند أسباب تراجع نتائج الفريق سواء في البطولة أو المنافسة القارية التي  ودعها؟

أسئلة كثيرة ومتعددة تحير بل تؤرق جمهور الجيش الملكي الذي سئم الإنكسارات والإخفاقات، وفي كل مرة يغمض عيناه على واقع أصبح مريرا ويتطلب أكثر من وقفة وعملية تشريح دقيق لمعرفة الداء لإيجاد الدواء لمرض يبدو أنه أصبح وباءا فتاكا يعاني منه لاعبو الجيش الذين أصبحنا نسمع عن شجارات في أوساطهم خلال التداريب وكذا غيابات متكررة عن التداريب.

السؤال المحير أنه عند بداية أي موسم رياضي نجد الجيش الملكي يدخل سوق الإنتقالات وينافس لضم أجود لاعبي البطولة، لكن ما إن تعطى ضربة البداية حتى يتوارى الفريق العسكري لمراتب يستحيي محبوه من كثرة الحديث عليها، لأن واقع الجيش أصبح مؤلما ولايطمئن ولايبعث أبدا على التفاؤل.

تخيلوا أن الجيش يضم بين صفوفه أسماء كبيات، الوردي، بنجلون، أنور، حجي، الزنيتي، بورحيم، عقال والشاكير واللائحة طويلة ولا يقوى على فرض سيطرته في البطولة، بل الأكثر من ذلك يغادر المنافسة القارية التي ينتظرها مشجعوه كثيرا من أجل بسط النفود مجددا على إفريقيا كما كان عليه الحال قبل 29 سنة مع الرجال البررة للجيش الملكي، لكن تمشي دائما الرياح بما لا يشتهيه ربان طائرة العساكر الذي يتحمل بدوره جزءا كبيرا مما ما آلت إليه الأوضاع في صفوف ممثل العاصمة الأول.

يحز في النفس أن يسافر جمهور الجيش برا من المغرب إلى موريطانيا ثم  السينغال فمالي من أجل مساندة اللاعبين للعودة ببطاقة التأهل من قلب باماكو، ويعود الفريق بخفي حنين في إنتظار ما ستؤول إليه نتائجه محليا وهو المقبل على الإستقبال في فاس لتزداد محنة جماهير العاصمة مع فريقها الذي فقد هيبته وأصبح رقما يسهل فك شفرته ضمن معادلة الأندية المغربية في صراعها على المستوى القاري.

الألم عصف بقلوب جمهور الجيش،والأمل غائب في أفق سوداوي رفقة إدارة تمنح للاعبين كافة الإمكانيات المادية دون أن يقوموا بالواجب وتبليل قميص العساكر الذي تفانى في خدمته الرجال على مر الأجيال.