فعلها المعلم شحاتة كما توقعت سابقا، حين قلت أن «أبو كف» قمّر بتوقيعه للفريق الدكالي على نفس الكعكة عفوا «القصعة» التي غمس فيها جنرال الكرة الجزائرية بن شيخة، وهي قصعة كأس العرش التي درت على الثعلب مليون درهم وكانت ستدر على الشيخ شحاتة بأرنب ونصف بلغة المصريين.
غدر المعلم بالجديدة كما غدر بها الأهلي في الوقت القاتل بكأس الكاف، وقدر الدكاليين أنهم يضعون رقبتهم تحت سيف شيوخ العرب الذين يأكلون الغلة ويسبون الملة.
قبل سنة من الآن كان عامل الجديدة يسلم مفتاح المدينة للجزائري بن شيخة، مصدقا الأخير الذي قال بعد إحراز لقب الكأس أنه أصبح دكاليا أكثر من الدكاليين أنفسهم، وما إن ارتد للجامعي العامل طرفه حتى كان بن شيخة يوقع للرجاء ويتنكر للكسكس الدكالي وخضاره السبعة.
واقع الفريق الجديدي وهو يوقع لشحاتة، أقرب للكوميديا السوداء التي تبكي من الضحك وتضحك حتى البكاء أحيانا أخرى.
مسؤولو الفريق الدكالي جنحوا للخطأ منذ اللحظة الأولى التي تلقوا من خلالها صفعة البوصيري وهو يسحب لمعترك الرجاء بن شيخة، فحاولوا إغاضة الجزائري والرجاويين بالتوقيع مع شيخ المدربين المصريين، كما يفعل ذلك الذي يطلق المرأة ويتزوج أخرى غيرها أكثر منها جمالا وإثارة.
رحل لقاهرة المعز فيلق دكالي فاوض في اليوم التالي لطلاق الخلع الذي أقره بن شيخة، ورسموا على المدرب المصري دورا فائق الدقة ليصوروا له الفريق على أنه الجنة المنشودة التي عليه اكتشافها والنادي الذي سيعيده للواجهة ويعيد التعريف به بعدما تنكر له ذوي القربى.
من يقول هذا هو شحاتة وظل يقوله بمنتهى الجرأة في كل خرجاته المحسوبة من هناك من قاهرة بلاده وليس من دكالة والنواحي، حيث قاطع الإعلام المغربي وحين كان يرى مجالا للحديث كان ينيب عنه مساعده طارق وفي أفضل الحالات كان يخرج نجله ياسين ناطقه الرسمي من مصر بفتاوي غريبة.
على امتداد الأشهر الأربعة التي قضاها شحاتة في منتجع أزمور، سافر للقاهرة أربع مرات وكل مرة كان يختلق عذرا أقبح من زلة، مرة للصيام بين الأهل والعشيرة ومرة لعيادة الزوجة المريضة ومرة لإجازة العيد ورابعة خرج فيها ولم يعد بعد أن قرر أن يتحول لمقاول داخل هيأة المقاولين العرب، وقبل هذا كله تأخر في القدوم ليلتقط صورة خالدة بجانب حسناء حفل افتتاح مونديال البرازيل، إذ خلدته الفيفا كواحد من أساطير القارة.
ظل المغاربة يسمعون الكثير عن المعلم وبركات المعلم، وحين حل لم تظهر باكورة «معلمته» وبقي الفريق الدكالي أسيرا لنمط واحد لا يتغير لغاية تلقيه «طريحة» وفلقة شهيرة بتطوان وهو يهوى ويخسر بالخمسة.
قاطع المعلم منتوج الصحافة المغربية ورفض الكلام المباح إلا في مازاغان وليالي أنسها العذبة، رافضا تغيير المكان ومؤثرا «تبدال المنازل ماشي راحة».
الجديدة التي أساءت تدبير عقود لاعبيها قرناص والمنصوري وشاكو وسكوما والبقية التي رحلت كلها بالمجان،لم تصرف منح لاعبيها لــ 13 مباراة ويتدبر لاعبوها معيشهم اليومي ويلجأون للإقتراض لتأمين خبز اليوم كما هو حال كارل ماكس، وكل ذلك ليتباهى مسؤولوها ويغيظون الرجاء بجلب أغلى مدرب عربي في تاريخ البطولة يكلف هو نومه أكثر من 30 مليون سنتيم، كانت كفيلة بجلب جيش من اللاعبين للفريق.
في نهاية المطاف رحل شحاتة بمجرد ضياع الحلم الذي «قمر» عليه وهو «أرنب» كأس العرش أي 100 مليون التي ربحها الركراكي، وهو الذي ورط الفريق بضم لاعب أظلم بالفريق ولم يظهر نوره في الليلة الظلماء كما وعد بذلك فتأكد الدكاليون أن إسم نور السيد ليس على مسمى.
حين يتحكم السياسي في الرياضي، وحين يتداخل الشعبوي مع الكروي، يكون من حق شحاتة أن يمارس «تمعلمياته» على الجديدة وغيرها من الفرق التي تسمح بالحسانة في رأسها، كما فعلها قبله عمرو ساكي «زكي» الذي رحل لألمانيا ولم يعد بعد أن حول بودريقة وبالعملة الصعبة لحسابه أكثر من «أرنب» وبالدولار الأخضر.