خسر عبد المالك أبرون منصب نائب رئيس الجامعة لصالح بودريقة والبوشحاتي، ولم ينفعه أنه أكبر العشرة سنا وأكثرهم قدرة على فتح فمه ليكون على يمين لقجع، فأقسم الرجل الذي قاد حملات الرئيس وحشد له أصوات المظلومين والهواة، أن يستعيد بالشمال ما دفعه باليمين ولو بعد حين.
لذلك يظهر أبرون اليوم في صورة المسير المحظوظ بخلافة لقجع للفهري، إذ أن التاريخ سيذكر أنه في الوقت الذي رمت فيه الجامعة بالبوشحاتي لملعب المسيرة شهر ماي المنصرم لمباراة الرجاء وآسفي لحضور مراسيم الدرع الوهمي، كان لقجع ميمون ملعب سانية الرمل وطالع سعد على أبرون وهو يشهد شهادة المحلفين على هزيمة فريقه البركاني التي منحت ورقة العبور الجمركي للحمامة كي تحضر بين كبار القوم بمونديال الأندية.
بين لقجع وأبرون مقامات نصفها ساخر والنصف الآخر يكافئ من خلاله الرئيس أحد ممولي حملة المنصب، وأشد المدافعين عن رجل الزراعة ظالما أم مظلوما.
حضر إذن لقجع لسانية الرمل فتوج المغرب التطواني بالدرع، وكافأ رئيس الجامعة ثالث العشرة المنضوين تحت لواء مكتبه حصب التصنيف الأبجدي، بأن مكنه من حقيبة طالما سعى خلفها وكان من المنظرين لها، لدرجة أنه من سمع أبرون يتحدث عن الكلأ الأخضر والعشب الإصطناعي، يخاله وقد تخرج من نفس معهد الزراعة الذي شهد على دراسة رئيس الجامعة قبل أن يتحول للمالية والحسابات.
تقلد أبرون دور المشرف على البنيات التحتية والفوقية وما بينهما، وتقمص دور المبشر لشريحة عريضة من الفرق التي تنتظر اليوم الذي يحل فيها الملعب الإصطناعي ضيفا مرحبا به فوق أراضيها وهضابها.
لم تكن هذه هي آخر هبات لقجع وتبرعاته على واحد من أوفيائه والمناضلين لمشروعه، إذ أنه وفي سابقة لو طبقت بأثر رجعي، لاتعض اليوم الزموري باخوش عن متابعة الفريق العسكري وجامعة بنسليمان ومطالبته إياهما بملايين معدودة، ولعاد عبد المجيد أولميرس ليطرق باب غرفة النزاعات طلبا لتعويضه عن حشو كاحله بمسامير عوضت الأربطة.
لقجع وسيرا على سنته الحميدة بتخصيص أبرون وفريقه بإكراميات المرحلة، ناب عن الحمامة ليسدد للاعب المهدي النملي 3 مليون درهم فقط، كتعويض عن خطإ دعوة تكفل بها الطوسي وليس خطأ طبيا عطل عودته للركض كباقي اللاعبين.
واليوم تتصدق الجامعة في غرة شهر الزكاة على نادي أبرون بـ 18 ألف تذكرة مونديالية وكل تذكرة تنطح الأخرى، دون أن تكشف لنا السبب الذي يبطل كل هذا العجب من كرم حاتمي فاق كل التوقعات.
فلا مناصري الفريق التطواني إشتكوا ولا هم دعوا لاكتتاب وطلبوا المدد لتمكينهم من كل هذه التذاكر، بل أن إلترا الفريق أظهرت موقفا شهما تجلى في تلقين جامعة لقجع ورئيس الحمامة درسا مجانيا في قيم التضامن والتكافل، وحثهما على تخصيص مقابل هذا الكم الهائل من التذاكر المجانية لمنكوبي الجنوب الذين لا ينظر لهم رئيس فريق الشمال بنظرة التضامن.
«البالوما» دخلت التاريخ من أوسع الأبواب إذن ببلاغها الناري الذي استحضرت فيه  الخفي الأعظم في بدعة التذاكر المهداة، ورفضت استلامها ولا أن تكون شريكا في العملية التي سيذكرها التاريخ بكثير من السخرية.
ذكر هذا الفصيل رئيس المغرب التطواني ومعه رئيس الجامعة، أن زمن الريع قد ولى وأن من يريد العسل عليه أن يتحمل لسعات النحل وبه وجب الإعلام.
لذلك لا يستغرب المراقبون أن يخص لقجع أبرون بمزايا أخرى قريبا من قبيل الإبقاء على برمجة كل مبارياته بتطوان ليلا، سيرا على نهج برمجة مباراة نهضة بركان والحسيمة وكلها أندية لها أمها في دار العرس، والتي استفادت من برمجة جودار الليلية واكتوت باقي الفرق باللعب تحت أشعة شمس عمومية بالظهر.
من الدرع للهبة المقدمة للنملي، مرورا بالإشراف على صفقات الملاعب المطاطية  التي تجهل طريقة إخضاعها لطلبات العروض وانتهاء بحكاية التذاكر المجانية المهداة.. هكذا تتبرع الجامعة على فريق أبرون والبقية تتفرج دون أن تطالب بمعاملة بالمثل أو تقترب من هذا المثل، وحدها «البالوما» تجرأت وانتفضت وأصدرت فتوى عدم جواز هذه الصدقة.