وأخيرا تحول التطبيع لـ «الطبيع» بعدما فطن بودريقة قليل الخبرة بكونه تجرع مقلب المجرب الناصيري، الذي نومه في عسل الود ليعلن عن قدوم وداده بالجرار القادر على قلب التربة من تحت أقدام الجار الأخضر.
لغة الحب وتبادل الغزل سرعان ما زالت وسببها ديربي ملغوم يرفض فيه الخاسر تهنئة الفائز لكونها تعني الإنهزام على أكثر من جبهة، وليست خسارة محصورة في نتيجة المستطيل الأخضر.
حول الديربي شهر العسل وأيام الباكور السبعة بين بودريقة والناصيري لمجرد ذكرى وبلل كل طرف ميثاق الشرف المعلن ببوابة الموقع الرسمي، وابتلعه على الريق مباشرة بعد المباراة، وأدرك الجميع أن حكاية العناق وتبادل «الكاشكولات» كانت كاميرا خفية و«شو» مارسه الطرفان كل بطريقته في انتظار يوم الحقيقة الذي تعرى بعد طلعة التيفو، وتفجر أكثر بعد الطريقة التي عبر من خلالها رئيس الوداد عن فرحته بهدف الهجهوج «اللي ما منو جوج»، وانسحاب صاحب «الباسطا» من الملعب.
بين وصف بودريقة وتقلازه من تحت «الجلابة» للوداديين ورئيسهم بكونهم أرانب سباق سرعان ما ينسحبون لصالح الأبطال الحقيقيين، وتأكيده أن اللقب سيلبس مرة أخرى الألوان الخضراء، ورد الناصيري على أن تصريح صاحب الكتاب الأخضر يلزمه والتطبيع هو مع مؤسسة النادي وليس مع «العيال» نكون أمام واقعة جديدة في تاريخ الغريمين، وواقعة يتمناها الأنصار وسيكونون أسعد القوم باشتعالها.
فمنذ اللحظة التي قرر من خلالها الرئيس الأحمر الإنقلاب على جاره الأخضر وهو يتلقى إشارات حضوره فدائيي الوينرز بالمباراة الكبيرة، ليلغي اتفاق اقتسام الإيرادات ومدخول الديربي، أدرك الرجاويون أنهم ضحية مقلب وشيطنة كبيرة مورست في حقهم بعد أن احتوتهم وجعلت رئيسهم يرغم على أن يكون أول المبادرين بزيارة مركب بنجلون للتطبيع مع الغريم، وليس العكس بزيارة الناصيري للوازيس، حيث تبادلوا الأسئلة من يكون الغراف ومن يكون الخابية في معادلة التنازل هاته؟
الأنصار يرفضون السلم، والحرب الضروس بين الغريمين هي وقود الديربي وهي التي تغذي الإبداع وتجعل تيفو المباراة يتجاوز أحيانا حدود الخيال ليبلغ مدى اللا معقول.
لهذا بارك التراس الإيغلز معطى الأرانب وهللوا لفتوحات رئيسهم المنطلق من «المكانة» والذي عاد لحضن نفس المكانة في مباراة الكلاسيكو ليمارس شغب الهتاف وشغف المناصرة.
إلتراس الرجاء شرحوا لمن يهمه الأمر معنى كلمة «التسامح» التي كتبوها ببنط أكثر من عريض  بالمكانة يوم الديربي في التيفو الخالد، وأوضحوا أنهم تحت كلمة التسامح وضعوا كفا بالأسود يقول «لا لهذا التسامح» ولا للتطبيع مع العدو، ولا للتطبيع مع الغريم وأنصاره كما يرفضون مبدأ التسامح مع لاعبين يخطئون ويجدون من يدللهم لاحقا.
جماهير الرجاء هي من وجهت رئيسها لإطلاق قنبلة الأرانب، حين دعت الراغبين في التسامح للتوجه لأكادير، حيث يوجد أكبر تجمع ومنتدى للتسامح بعيدا عن فريقهم وعن «مكانتهم» وحتى عن رئيسهم.
حتى وسائل الإعلام وللأمانة وهذه حقيقة لا يقوى الكثيرون على الإعتراف بها يجدون ضالتهم في استمرار التوتر والإحتقان  داخل معترك الغريمين، ولا تخدمهما الأجواء السلمية الباردة ولا يقدم التطبيع الخدمة المطلوبة، لذلك كثيرون من أبناء القبيلة مسرورة بعودة شرارة الحرب لذروتها، ومسرورون أكثر بما سيترتب عن أشعار النقائض التي ينظمها هذه الأيام بودريقة والناصيري وهما يكشفان عن حقيقة القناع بعدما زالت المساحيق الصينية الصنع في حضرة الوزير ورئيس الجامعة، مهندس التطبيع بعد صافرات مباراة قطر الودية.
وحده مجلس إدارة مدينة الدار البيضاء من كان لبيبا بعدما حاول تأديب رئيسين لا يحسنان الوفاء لبنود ميثاق الشرف، لذلك قلص ساجد منحة الدعم لأكثر من النصف لأنه أدرك متأخرا أنه اللي تسحر مع الدراري كيصبح فاطر