منذ اليوم الذي قرر فيه أحد العباقرة وضع النجمة الخماسية بالبوابة رقم 13 للملعب، لتجلس عليه مؤخرات الإلترات وتداس بالنعال، بدل أن تكون خفاقة في العالي كما علمونا بالتمهيدي و بـ «المسيد»، أيقنت أن لعنة ما ستحل على هذا المركب وعلى من تعلم الحسانة فيه بـ 22 مليار فقط لا غير، وهي أغلى حسانة على مستوى العالم.
أوهمونا ببيرنابيو، وصدقنا حكاياتهم وتصديرهم لـ «السلوكيات» وقلنا جميعا عند الفورة  يبان الحساب، في حين ردد آخرون «يا ظالم لك يوم».
من الزمردة للأيقونة ومن التحفة للمعلمة، إكتشفنا لاحقا أنه لا ملعب ولا هم يكذبون، وما شاهدناه في مباراة سينقلها الفريق المكسيكي كروز لمسلسل من مسلسلاتهم المملة، كان عبارة عن ضاية «عوا»، وهو وصف أرحم وألطف مما نبست به شفاه المحلل المصري حمادة حين سماه بالمستنقع، ولا نجد للأسف ما نرد به لننصر ملعبنا ووزيرنا ظالما أو مظلوما غير الحوقلة واللطيف؟
ظل الوزير أوزين يؤكد لنا وبالحرف أنه طوال زياراته لورش الملعب على امتداد 9 أشهر،  وكان من الممكن أن نشيد من خلالها ملعبا جديدا لا أن نعيد صيانته، ظل يقول للعاملين «هذا هو وجه المغرب أمام العالم، فحمروا لينا الوجه».
للأسف وبدل أن يكون هذا الوجه مشرقا، وأن يخرج مضيئا منيرا، شاهد العالم الوجه البئيس والقبيح للبلد، وهو لا يعكس بشكل أو بآخر نظارة وجه ما فتئ ملكه يبذل الغالي والنفيس ليجعله يرتقي ويتموقع بالموقع الصحيح.
ندوب كثيرة و«تشرميل» أكثر أطل على وجنتي هذا الوجه أمام أكثر من 151 بلدا عاينوا الملعب الغارق وبالمباشر، بل أن مواقع التواصل الإجتماعي الأسترالية والنيوزلندية التي تابعت المباراة في ساعة مبكرة جدا من صباح يوم المباراة الفضيحة، سخرت من البلد ونصحت لاعبيها بارتداء مستلزمات «الواتر بولو» والكرة المائية كي يواصلوا مباريات الموندياليتو، ومنهم من ذهب لمطالبة المدربين بتمرين لاعبيهم على التزحلق على الجليد تحسبا للقادم الأسوأ.
في نهاية المطاف صدرت وزارة الشباب والرياضة للعالم الوجه القبيح، وما تابعه العالم عن هذا الوجه الذي دفعنا لأجل تصديره 100 مليار سنتيم  بالتمام والكمال يا ناس من أموال الشعب ودافعي الضرائب، 80 مليار كلفة نسختي كأس العالم للأندية و20 مليار كلفة إصلاح الملعب.
ولا يوجد عاقل في هذا الكون يقبل بهذا المنطق المقلوب، أي أن تنفق 100 مليار لنصدر للعالم الشوهة، تارة بالعيطة والشيخات وفي مناسبة ثانية بملعب غارق من دون حفاظات وبحاجة لـ «ليكوش دلع» وليس «لاكوش درينانت» كما يفتي ويتفلسف علينا بعض الفقهاء والفهايمية اليوم.
أسفي كبير عليك يا وطني المسكين لكل هذا الذي يفعله العابثون، ولكل هذا المسخ الذي يعزف على وتره من وضعت بأيديهم أمانة تنميتك، ولم يستوعبوا للأسف مضامين «إلا من رحم ربي» التي جاءت بها رسالة ملك خاطبهم بالتي هي أحسن ولم يفهموا بالغمزة، ولربما سيكون لـ «الدبزة» هذه المرة دورها الحاسم لتمييز ما ينفع الناس عن الغثاء والزبد.
أسفي كبير عليك يا وطني أن يكون الوجه الذي بشر الوزير بعرضه في مرآة المعرض المونديالي بكل هذا السوء، وجه يساوي كراطة وجفاف وسطل صباغة، وللتذكير فعلى أصحاب باقي شركات الصباغة المعترف بهم محليا أن يرفعوا دعوى قضائية ضد الوزارة ومدير الملعب، لكونه مرر وصلة مجانية لنوع صباغة إنقرض وشاهدها الملايين بأكثر من 45 بلدا وبالمباشر ولفترة طويلة.
وأسفي كبير عليك يا وطني الذي يلفظ الحكماء تباعا ويتيح للعابثين والمرتزقة والإنتفاعيين والحنايكية وهلم شرا، أكثر من فرصة كي يزيدو الشحمة في ظهرهم بلا حسيب ولا رقيب.
كلما استفحلت فضيحة يطل علينا من يقدم لنا دروسا مجانية وهو يستعرض مصطلحات تقنية وعلمية ومخبرية، لتبرير الزلقة والزلة التي لا يقبل  معها عذر، لذلك نسمع اليوم من يمسح فضيحة الملعب في مدير وكاتب عام ومسؤول عن الملعب، ويستحضروا مبررات لا يقبل بها المواطن، من قبيل ضعف التجفيف وغياب السوشوار والشوفاج والدريناج..
الملعب التحفة الذي ارتبط بنتائج كبيرة لفرق ومنتخبات وطنية هو اليوم مع أول نقرة لـ «غوغل» مرادف بالفرنسية  لـ «ستاد غيت» أي الملعب الفضيحة، بعد أن «جغطوا» من ورائه حفنة دراهم وتركوا وجهنا يتعرى أمام العالم.
لقد رشوا عشبه بالرملة المملحة لأن هناك شيطان أفتى لهم بأن الرملة المملحة تمنع اقتلاع «البلاكيط» وسوف لن تسمح لرونالدو بأن يقتلع أجزاءه مهما كانت قوة تسديداته، لينقلب السحر على الساحر وينعم الله على العاصمة وهذا البلد بالمطر، والمطر مرادف دائما للخير لذلك «فرشهم» المطر بعد أن أغلقت الرملة الشعب والمسالك التي تصرف الماء للخارج، فلم تقتلع «البلاكيطات» وإنما إقتلعوا قلوبنا من جوفها بفعل المظهر المخزي الذي حوله للأسف لمستنقع.
كثرة الهم ما يضحك ومن البلية ما يصدم، وصدمة كل المغاربة لن يمسحها نجاح مراكش في سل الشعرة من العجن، ولن نقبل هذه المرة بأن يمر الطرح بسلام وتنسينا الأيام فضيحة «الكازون» التي تتيح اليوم أمام عيسى حياتو فرصة من ذهب لينزل علينا بمطرقته على الرأس، ولو عاقبنا بقسوة وخرج على العالم ليقول لهم أن الوزير لم يكن يتخوف من إيبولا، وإنما المغرب لم يكن مستعدا لحدث كروي من هذا الحجم والملعب لم يكن مؤهلا للكان فالجميع سيصدقه.
وجه المغرب يا من سولت لكم أنفسكم العبث والتلاعب بمشاعر مواطنه الكادح والبسيط والمغلوب على أمره، هو وجه مشرق وبهي، وليس كراطة وجفاف وسطل كما صدرتموه بملايير  من صندوق المقاصة.
وجه المغرب لم يصدره للعالم هذه المرة الطابور الخامس ولا الموضوعون ضمن قائمة الخونة، فالخونة الحقيقيون هم من تحملوا مسؤولية تجميل وجهه وأصروا على تشويهه وعليهم تقديم فاتورة الحساب..
للأسف كان خوفنا كبيرا وشديدا من إيبولا القادمة من خارج الحدود، في حين أن أكبر «إيبولا» هي بيننا وتعشش معنا وهي «إيبولا الفساد».