في مثل هذه الفترة من السنة المنصرمة تفجرت فضيحة فاتورة الشوكولاطة، ووضعت الوزير الكروج أمام فوهة مدفع كاد يطيح به لولا الألطاف التي جرت بها المقادير، وهذه السنة تفجرت فضيحة أشد خزيا بعنوان «الكراطة» ومارست بحق الوزير أوزين حظر التجوال في ملعب مراكش.
لا اختلاف إذن بين الكراطة والشوكولاطة إلا بنوع التفاعل مع الفضيحة وعدد زوار «غوغل» الذين عليهم أن يؤدوا لوزيرين معا مكافأة نظير استعمال المحرك لاسميهما معا بشكل مثير.
منذ اللحظة التي قرر فيها جوزيف بلاتير عرض مونديال الأندية هذا في سوق الدلالة دون أن يجد من يساومه، واللعنة تطارده ورؤوس كثيرة تقطف وأخرى تينع في انتظار الدور.
رحل منصف بلخياط ليرتشف قهوته الظبيانية بالإمارات العربية المتحدة، فعاد ليبشر المغاربة بكونهم أخيرا سيحتضنون المونديال، ولا فرق بين الأندية والمنتخبات إلا بالتقوى.
بلخياط الذي جلب مونديال الأندية هذا، ركب على «العود» وامتطى صهوة بساط الريح متجليا ومختلا بما حققه كإنجاز، ليصول ويجول ويتحول الفهري بجانبه لواو عمر وائدة، إكتفى من خلالها رئيس الجامعة السابق بتردد الحوقلة والتأمين على سفريات وزير الحمامة لسويسرا.
رحل بلخياط دون أن يمني النفس بالتقاط الصور مع بلاتير بأكادير، وسلم المشعل لأوزين الذي ركب على الحدث فمارس ما تبقى من تعذيب نفسي في حق الفهري، الذي ظل ملازما للفندق بأكادير ومراكش وممنوعا من التجوال في مقصورات ملعبي المدينتين، بعد أن بلغه قرار البقاء بالبيت إلى أن يظهر الخيط الأبيض من الأسود لقرار الفيفا.
وحين كان محمد فاخر يحسم لائحة اللاعبين الذين سيخوضون المسابقة، وجمع حقيبته للسفر لأكادير لدخول خانة العالمية صدر في حقه وهو بالجديدة قرار منع الحضور، وعلل القرار بالخوف من الفتنة التي هي أشد من القتل.
إكتفى محمد فاخر بترديد «خيرها فغيرها» دون أن يستوعب كيف أنه شيد صرح العالمية وهيأ الطبخة ووضع التوابل الكافية كي تستوي ليأتي مدرب تونسي طواه النسيان بالمنستير ويأكلها باردة.
فصول لعنة مونديال الأندية لم تقف عند هذا الحد، فقد تأهل المغرب التطواني بخدمة رفيق المسفيوي لهذا المعرض الكبير، وما إن كان العامري ينام على وسادته الناعمة ويحلم بلقاء أنشيلوتي، حتى كان مسؤولو الفريق يفاوضون من وراء ظهره مدربين آخرين منهم البنزرتي تحديدا لأكل الغلة.
بأعجوبة أفلت العامري من مصير فاخر، وتأخر جزاء سنمار الذي كان بانتظاره لما بعد مباراة أوكلاند، ليخرج على الصحفيين ويقول لهم «الحمد لله على الخسارة، هادي راها غير المغرب التطواني».
أبرون الذي لا يجفف فمه ولا يضع فيه ماء قبل الكلام، إعترف بندمه الشديد على بقاء العامري لغاية المونديال، وأقر أنه كان بوده أن يحيله على أول مسلك يقوده خارج تطوان ليلحق بسيدي قاسم لولا ضغط المقربين وبعض المستفيدين.
ليس البشر وحدهم من طاردتهم لعنة هذا المعرض الذي ابتلع من المغرب 100 مليار في سنة واحدة، بين كلفتي تنظيم ومصاريف تجهيز الصالات لاستقبال بلاتير والحاشية، ملعب الأمير مولاي عبد الله الذي أهداه الصينيون للمغرب عاش دهرا على إيقاعات الأمجاد والإنجازات، وانتظر لغاية الموعد الكبير ليصبح مرادفا في شبكات الأنترنيت للفضيحة والعار بفعل أكثر من فاعل.
نحس الدورة ضرب البشر والشجر إذن، وحتى جمهور العاصمة ممن ظلوا يتوهمون ويحلمون على امتداد سنة بلقاء لاعبي الريال، حرمتهم عجرفة رونالدو وإسفنجة مدير الملعب وكراطته من هذا الوصال.
في نهاية المطاف معادلة نحس هذه المسابقة لا يوجد تفسر لها، وتشبه العلاقة السببية التي يمنطقها الفلاسفة بإرجاع الأسباب لمسبابتها.
غرس بلخياط، فحصد أوزين غلته بعدما دهس رئيس الجامعة السابق الفهري، ليعود لقجع ويدهس أوزين ويثأر لسلفه بخدمة أمطار الخير وأكبر كراطة في العالم.
رونالدو بدوره لم يطلب التسليم وهو يحط نعليه بسبعة رجال، فطاردته لعنة لم يجربها قط هذا الموسم، بعدما ظل طريق الشباك في مباراتين على التوالي، ولسان حال الشامتين في الدورة يقول «نية العمى فعكازو».