في سنة تلونت باللون الرمادي حتى لا نصدر خطاب اليأس الذي لا يقبل به الورديون المتفائلون بالخير، ونقول أنها كانت سوداء الملمح والشكل والغلة، أطل مهدي الكرة المغربية المنتظر وقيصر الأسود أميرا من إحدى إمارات دبي، ليتشح بوشاح الكبرياء ووشاح التقدير الذي ذكر البعض بأن كرة القدم المغربية ما تزال قادرة على العطاء وأنها ضرعها لم يجف بعد.
ظفر المهدي بنعطية بجائزة «كلوب سوكر» التي لها مصداقية عالمية جد محترمة، في ظل انتشار الجوائز الفردية مثل الفطر وتهافت الرعاة على جعلها واجهة للإستهلاك والإشهار والدعاية.
أفضل لاعب عربي، وصف لا يمكنه ونحن ننهي سنتنا الكروية والرياضية على نغمات الخيبة والفضائح، إلا أن يشعرنا بكثير من الفخر وعلى أن الهامة المغربية ما تزال منتصبة وعالية وبمخطئ من راهن على تشييعها.
أنصفت الجائزة هذا القيصر الذي انبعث مثل شقائق النعمان وسط الظلمة الدهماء المسيطرة على عرين المنتخب المغربي، أنصفت عصاميته وهو المنطلق لسماء النجومية بعد صرار مرير مع الفقر والحاجة وحتى «الحكرة» بعدما رفضته فرق فرنسية في مقدمتها مارسيليا بوصاية مديريها الرياضي جوزي أنيغو والذي آن له أن يفعل ما يفعله الفرسان عادة بالإعتذار لبنعطية الذي شكك ذات يوم في إمكانية نجاحه مدافعا كبيرا ولاعبا محترفا.
وهي نفسها «الحكرة» التي قوبل بها المهدي وهو يقصد لندن في محاولة يائسة منه بأن يجد له قبس ضوء وسط ضبابها عله يحظى بمكان وسط كوكبة نجوم البلوز ونادي «تشيلسي».
حفر بنعطية على الصخر ونحت اسمه بقوة، ليقصد بطولة وزراء الدفاع على مستوى العالم، حيث الكالشيو الذي لا يضمن بصفوفه مكانا لغير الجبابرة القادرون على الصمود بوجه طاحونة خطط تتطلب من البأس والقوة الشيء الكثير..
لم يعمر بنعطية داخل أودينيزي كثيرا، وتحول للفريق العاصمي روما إمبراطورا لدفاعها، وليوقع بأحرف بارزة على موسم هلامي توجه المدافع الأفضل على الإطلاق بالكالشيو، متخطيا نجوم منتخب الأزوري وفي مقدمتهم العملاق كيليني، حيث استلم مؤخرا الجائزة بالنيابة عنه زميله السابق داخل روما بيروطا.
السنة المميزة لبنعطية والحضور الخرافي والذي كان واحدا من عوامل نجاح ذئاب روما الذين صاقروا سيدة عجوزا استعادت بريقه وحطمت كل الأرقام الممكنة والمستحيلة بالكالشيو، جعل من اللاعب المغربي الرقم الأبرز على الإطلاق بسوق ميركاطو الصيف وهو ما حوله للمدافع المطلوب لكبريات الفرق، بعدما تردد اسمه داخل عمالقة الكرة بالقارة العجوز من ريال مدريد لبرشلونة ومن مانشستر يونايتد لأرسنال ثم السيتي  لينتهي به المطاف جلاد وقيصرا جديدا بدفاع العملاق البافاري باييرن ميونيخ حيث عبر ذات يوم أساطير كبار يتقدمهم المبدع بكنباور.
«كلوب سوبر» هي أكبر رد على تفاهات الكاف التي استثنت بنعطية من سباقها النهائي وأبقت على لاعبين أقل منه بكثير، حيث يتفوق بنعطية في الشكل والمضمون على الغابوني أوباميانغ والنيجيري أحمد موسى.
مثل هذه الجوائز التي هي اليوم مثار جدل كبير، يجب أن تكافئ اللاعب على إبداعاته الفردية لا أن تخندقه في قالب الجماعة، فيؤدي مظلوما فاتورة تواضع  المجموعة.
ولو نحن سلمنا بمعايير الكاف الغريبة، لخلصنا لجملة تناقضات تفقد جوائزها من كل محتوى، بعد أن استثنت بجانب بنعطية الجزائري الإبراهيمي  ثم عادت لتنصفه بجائزة غير ذات قيمة كلاعب واعد وكأنه يلعب بصفوف الاولمبي.
معيار الجودة الفردية، وما وقع عليه بنعطية داخل روما التي لها تقاليدها وبالكالشيو الذي يعتبر واحدا من الدوريات الشاقة والصعبة جدا، وانتقاله لفريق يصنف حاليا رفقة ريال ريال مدريد على أنه الأقوى على الإطلاق أوروبيا..
لهذه المعايير اختير بنعطية بجائزة أفضل لاعب عربي، مؤكدا لـ (الكاف) أن القياصرة ولدوا مغاربة..
وسنتكم سعيدة..