قد لا نختلف كثيرا عن موهبة اللاعب ميسي وكونه ظاهرة فريدة يسعد أبناء هذا الجيل بمعايشتها والوقوف شهودا على روائعها، بل سيحكون لأنجالهم أنهم عاشوا زمن ميسي ورونالدو بكل أفلام الخيال العلمي التي كانا بطلاه بامتياز، وبكل مشاهد الرعب والأكشن وحتى الكوميديا في بعض الحالات كما جسداها على امتداد عقد غير مسبوق من الصراع القوي، في عالم الكرة بين اثنين من أساطير اللعبة ولربما كانا الأفضل عبر التاريخ مع امتياز صريح لرونالدو سآتي لتفصيله في عمود لاحق.
قد لا أختلف بخصوص هذه الموهبة والسليقة المبدعة، لكن أكاد أكون شوفينيا في تشخيص حالة ميسي هاته من جانب كونه يجب أن لا يرقى لمصاف الأساطير واللاعبين العظام،ل ما يجسده اليوم هذا اللاعب من عار داخل برشلونة الفريق الذي يرفع على شعاره وبمدرجات نيو كامب لازمة وشعار «أكثر من مجرد فريق».
ميسي الذي يجعل من ورائه الطوفان هو حاكم إمارة برشلونة، هو الآمر الناهي وهو الفصل وغيره هزل ولا مكان لهم، وهو ما أكده السلطان السويدي ابراهيموفيش في كتابه القيم، وتحدى غوارديولا الرد عليه وتسفيه ما قاله.
إبراهيموفيش قال في كتابه  المثير أن ميسي يفعل ما يحلو له، قال أنه تحدى مرارا غوارديولا وتناول أمامه مشروبات غازية بين شوطي المباريات، ولم يكن يجرؤ على نهره كما كان يفعل مع آخرين، ولا حتى ميسي كان يحترم مدربه وكان يجد متعة في إشهار هذا التحدي الذي يستمده من قيمته داخل الفريق ومن شعوره بالأناة الزائدة وعلى أنه ممنوع لمسه أو الإقتراب منه.
وأضاف إبراهيموفيش على أنه داخل برشلونة كان هناك ميسي و10 لاعبين آخرين، وهو الوضع الذي لم يرقه فقرر التمرد عليه ليكون مصيره الطرد سنة واحدة فقط بعد أن صنعت صفقته الحدث بكونها كانت الأغلى على الإطلاق.
وكي يختم اللاعب السويدي ويكشف خبث ميسي أكثر، فقد أكد أن البرغوث الأرجنتيني لم يتقبل فكرة أن لاعب بهذا السعر وهذه الهالة الإعلامة يتقاسم معه نفس القميص البرشلوني فبذل كل ما يستطيع لمقته وتسويد المحيط البرشلوني والكاطلوني في عينيه حتى رحل.
ما قاله إبراهيموفيش قاله إيطو أيضا وفي برنامج على الهواء مباشرة مع إحدى المحطات التلفزيونية الفرنسية وتحدى اللاعب الكامروني غوارديولا بالإسم للرد عليه.
وهو ما عجز عن قوله ديكو ورونالدينيو وهنري وآخرهم دافييد فيا، وكلهم ساهم ميسي في ترحيلهم تباعا وجعلهم يغادرون لأن هذا البرغوث تتملكه عقد مركبة لا يقبل من خلالها من يتقاسم معه داخل برشلونة النجومية، لذلك حتى غواردويلا رحل كي لا يعيش على هامش هذا المكير وكي لا تضيع كل أسهمه.
راقني كثيرا رد فعل المدرب الألماني يواكيم لوف حين أخبروه أنه مقترح لتدريب برشلونة لخلافة إنريكي فقال «لو كنت صغيرا وشاهدت برشلونة يلعب هذه الكرة لاخترت احتراف التنس، للأسف لا يغريني أسلوبهم ولا أرى مجالا لأن أكون لعبة بيد ميسي».
وغير بعيد عن سياقات كشف حقيقة ميسي ما كتبه المدرب الإسباني خافيير كليمنتي مؤخرا متضامنا مع لويس إنريكي حول شرعية ما يقوم به ميسي لاضطهاد الجميع، بحجة أنه الأفضل وأنه  المحبوب لدى الجمهور والمؤثر على المجموعة والفريق، وهذا ما يلخص في الواقع بالإبتزاز الرخيص.
لو دققنا في سجلات برشلونة رفقة ميسي سنجد أن عددا كبيرا من اللاعبين تم ترحيلهم تباعا لإرضاء غرور ميسي الذي يتحكم في مصير الوافدين والمغادرين، وحتى الرؤساء ويلوي ذراع الجميع ولا ينجح بجانبه لاعب مهاجم يبدأ في تقاسم الغلة معه إلا ويكون هذا بداية لحفر الأخير لقبره بيديه.
وسواء اختلفنا أو اتفقنا عن كون إنريكي ليس هو المدرب المناسب لبرشلونة، إلا أن ما كشفته تقارير «ويكلكس» الصحافة الكاطالونية، كان كافيا ليعري حقيقة ميسي وحقيقة نرجسيته وأنانيته المفرطة والتي تعكس حقيقة شخصية لاعب لا يستحق أن يخلد ضمن خانة الأساطير مهما هوت الأرقام تحت قدميه، لأن السم الكامن في ثنايا هذا البرغوث يفقده صفة الأسطورة، حيث الأساطير تموت عادة ليحيى الآخرون.
<<<
 لو صدق ما تم تسريبه قبل أن يتراجع رئيس الجامعة ويقرر إشهار عبارة النفي، بخصوص إقالة الخبير الدولي في التحكيم يحيى حدقة من مهامه على رأس المديرية، وسحب صلاحيات تعيين الحكام في المرحلة الثانية من البطولة إرضاء لغرور وصيحات نواب الرئيس (بودريقة والفيلالي وأبرون)، فإننا بكل تأكيد سنكون أمام ضرب آخر لقيم الديموقراطية والقانون الذي أسس لاستقلالية الحكام والجهاز، وأن ينهي فترة الحانة التي ظلت الجامعة ترعاه بها في السابق.
صحيح أن مباريات كثيرة شهدت في الذهاب مسخا تحكيميا حتى لا أقول فضائح، لكنها لم تكن بالهالة الكبيرة التي استحقت عرض ملتمس الرقابة هذا لسحب السجاد من تحت حدقة وبهذه الطريقة.
الجامعة في شخص رئيسها اليوم وعلى ضوء ما قرره اجتماع مكتبه يوم أمس، والحمد لله أن الجامعة كانت بحاجة لصيحات كي تفطن إلى أنه يجب أن تجتمع، قلت هي اليوم في ورطة، إما أن يكون الرئيس في منتهى الجرأة والتجرد ليقمع الشيطان الكامن والثائر داخل صدر نوابه ويعيدهم للرشد وجادة المنطق والصواب، أو يواصل ضرب أركان جامعته فينحني أمام إغراء المقربين منه ليقرر إنهاء صلاحية حدقة ويصبح هو القاضي والحكم في مشهد بطولة لم تتلون بعد بلون الإحتراف كما يقول شعارها.