سمعنا عن حميدوش ولم نشاهده، إحترام أبناء هذا الجيل لهذه القامة الكروية الكبيرة كان مرده الروايات المتواترة التي كانت تصلنا تارة بشهادات ممن جايله، وأحيانا أخرى برواية كان الرجل يحكيها بنفسه.
منا من وضع حميدوش على ضوء نفس الروايات في نفس خانة فان باسطن الهولندي أو روبيش الألماني، ومنا من صنفه ضمن نفس الخانة التي ضمت الظاهرة البرازيلي رونالدو.
للأسف هذا الإنطباع الرائع عن حميدوش لاعبا ومهاجما فذا، وحتى مدربا للمنتخب المغربي في فترة من الفترات التي مهدت لانبعاث وميلاد جيله الذهبي بداية الثمانينيات، وهو يمسك بالشاهد لتعويض كليزو بعد نكسة خماسية الجزائر، لم يعد نفسه والصورة الجميلة الإفتراضية والإنطباعية عن هذا الرجل تم خدشها، بسبب ما أقدم عليه ويقدم عليه حمادي في خريف العمر بعرض خبرته وشواهده للإيجار.
ناقش أعضاء جامعيون من فريق لقجع في اجتماعهم الأخير وضعية مدرب فريق الجيش الملكي خليل بودراع، واحدا من أقدم الأطر الحاصلة على شهادة التدريب باء (منذ 2010)، ورفض الفيلالي وبودريقة الترخيص له بمواصلة رحلته بالبطولة، على الرغم من الفتوى التي صدرت ثم ألغيت بعد ذلك.
جميل جدا أن لا تكيل الجامعة بأكثر من مكيال وأن يتم التعامل مع كل الفرق بمساواة، وهو ما ثمنه حسني بنسليمان بأخلاق الفرسان وهو يتصل برئيس الجامعة شخصيا ليؤكد له أن الجيش الملكي يقبل بالقرار وهو أول من سيحترم قرارات الجهاز الوصي.
لكن ما ليس مقبولا ولا ينطبق مع شعارات المرحلة والإحتراف المهلل له، هو أن تمر على الجامعة مقالب ومقاربات رديئة من نوع إيجار الرخص وعرضها في المزاد، وجعلها غطاء للتحايل.
قد يدافع حميدوش عن نفسه وعن قناعاته ويخرج ليقول ما شاء، لكن ما هو مؤكد هو كون بودراع إشترط على مسؤولي الفريق انتداب مدرب على المقاس، مدرب لا يهش ولا ينش ويكتفي برفع الأصبع حين يحصي حسينة الحضور صباح كل يوم بالمركز الرياضي العسكري، ويقول آمين حين يستعرض بودراع الخطة والتشكيلة وحتى نوع «الموني» المعروض قبل وبعد كل مباراة.
لن يقنعنا حميدوش بأنه سيكون الآمر الناهي داخل الفريق، وعلى أنه لن يكون الرقم 2 بعد بودراع ولربما الرقم 3 خلف لغريسي، ولن يقنعنا أنه سيتقاضى مقابل التوقيع مقابلا ماليا يحفظ الكرامة، طالما أن راتب بودراع نفسه لا يلبي هذا الغرض وهو الأقل قيمة بالبطولة على الإطلاق ويتجاوز(3 مليون سنتيم) بقليل.
بهذا المنطق فإن «الكريمة» التي أجرها حميدوش لا تتعدى قيمتها 2 مليون سنتيم ، وقبلها أجرها بمقابل أكبر بالحسيمة مرافقا لهشام الإدريسي، حيث سيصبح إسم حمادي مقترنا «بالتبني» و«التحليل» و«الإيجار» حتى لا نقول عنه أنه سيصبح أشهر دوبلير في تاريخ البطولة الحديث والذي يتقمص دور «الكومبارس» الذي ينوب عن البطل في بنك الإحتياط وورقة الحكام.
لا أعرف حقيقة كيف ينظر السي ماندوزا للأمر وهو المدافع عن ميثاق شرف المهنة في خرجاته وحتى ضمن مشروعه الذي لم يكتب له أن يظهر بعد، ولا أعرف أيضا موقف رفاق المهنة وهم يتابعون مشهد إيجار الرخص ألف بأقل الأسعار، ولا حتى ردة فعل مورلان ولارغيت وحرمة الله وباقي كومندو التكوين والدبلومات.
بإسبانيا قامت الدنيا ولم تقعد بسبب عدم توفر زيدان على رخصة تدريب، لم يلجأ ريال مدريد لغطاء ولا محلل، دافعوا عن تاريخ زيدان وأحقيته تدريب فريقهم الثاني، ليس لأنهم لا يتوفرون على حميدوشات كان بإمكانهم لعب دور الكومبارس المرافق لزيدان، بل لأن إسبانيا كرويا منعت اقتصاد الريع منذ زمن بعيد وتعاقب عليه بقوة.