مثل وحيد القرن الهائج والهائم في البراري ليضرب كل من يقف بوجهه ويتصدى لعنطزته، ومثل المأخوذ بجنون العظمة والذي يجعل الطوفان من بعده، يواصل الفقيه حياتو هذه الأيام إصدار فرمناته الغريبة وفتاويه المستوحاة من قانون سكه وسنه على مقاس «كافه» التي ورثها وحفظها بملكيته أو هكذا يخيل له، معتقدا وواهما أنه وهو ينام في حضرة المباريات أصبح مالكا للكرة الإفريقية بكل هوائها الفاسد.
اليوم والسيد حياتو يصر على أن يقتل فينا كمغاربة أحلاما جميلة ووردية بأن نغادر أنفاقنا المظلمة كرويا، وبترصده مع سبق إصرار على أن ينتقم من المغرب الذي أواه مرارا من خوف وأطعمه من جوع، بكل جرعات الحقد التي يحملها في جوفه كلما تعلق الأمر بنازلة يحضر المغرب طرفا فيها، ما عاد هناك من مجال للمهادنة ولا مواصلة العزف على وتر الطيبوبة والسلم الذي دارت علينا دوائره مرارا.
شخصيا لم يساورني شك واحد على امتداد تعقب آثار فصول حربنا  الباردة مع الكاف، في توقع الأسوأ، وأشرت سابقا وانطلاقا من إفادات موثوق منها إلى أن الكاف عاقبنا فعلا بالإيقاف لـ 4 سنوات ودورتين لأمم إفريقيا في أقل تقديرات البلاء ووقوعه.
وحدست ما لحياتو وزبانيته المعادية للمغرب بلدا قبل كل شيء من كراهية وحقد وعدوانية لا يخفيها نفاقهم الديبلوماسي كلما حلوا بين ظهرانينا أهلا ونزلوا سهلا.
«زعرة» حياتو الذي انتابته في أرذل عمره وخريفه لا تجد مبررا لها غير أن هناك عنصرية مقيتة تغلف فكر عراب الكاف ومن يدور في فلكه، وهي ذاتها العنصرية التي جعلته يشعر بكل مركبات النقص إزاء المغرب وهو يرفض دعوة كريمة لحضور مونديال الأندية ولعن شيطانه، وأصر على التجرد من تمثيله المؤسساتي لجهاز قاري وتحلى بروح العداء التي جعلته يرفض القدوم ويلعب على وتر التضامن مع حلفائه بالجنوب والكوسافيين المعادين للمغرب.
حياتو الذي قال عنه هشام الخلصي التونسي أنه أخطر من إيبولا واتهمه الشوالي والتوانسة بالفساد وهم الذين عاشروه لأكثر من 40 يوما في مطابخ الكاف السرية بكل الطبخات النتنة التي فاحت رائحتها في نهايات وتظاهرات وستفوح أكثر في القادم منها، عاقب مصر بغرامة ثقيلة وتظاهر بعقاب الجزائر بغرامة وتوقيف عن الشان، وعاقب مؤخرا تونس وهدد بهد البيت على جامعة وليد الجريئ الذي تجرأ عليه ورفض الإعتذار لمعاليه، وختم فرمان عقوباته ضد المغرب وبشكل غير مسبوق إقترب فيه من تحميله مسؤولية قتل كينيدي؟
عين الإبرة التي يصر التونسيون إخراج حياتو منها، وإعلانهم حربا بلا هوادة عليه وعلى من يواليه بالورق الأخضر في الكواليس القذرة التي كانت شاهدة على معاقبة المغرب وبهذه الطريقة الفضة، ضاربا عرض الحائط تاريخ المغرب الذي هو أكبر منه ومن جهازه والممتد لـ 15 قرنا بتمامه وكماله، وواهما أنه بصدد مواجهة أرخبيل معزول لا يعلم العالم من يكون..لهذا يجب أن تحشد تعبئة غير مسبوقة اليوم كي يعلم حياتو أنه أخطأ الحسابات وتقدرها حين أدار ظهره لكل الرسائل التي توصل بها من رؤساء اتحادات قارية ومن رجال أكبر منهم تدعوه للتحلي بالموضوعية ووضع «الملحة فالطعام» وهو يفتح كتاب المغرب.
هي قضية دولة لأن حياتو يعتقد وهو أغبى مما يتوهمه هو ومحيطه الذين يشعرون بميز عنصري من اختلاق ووحي خيالهم المريض، عاقب المغرب في الجزائر بنادي الصنوبر حين كان في ضيافة راوراوة هو وعصبته لحضور نهائي عصبة الأبطال.
يومها تلقى حياتو قرار المغرب السيادي النهائي وقرر أن يتعامل معه مثل أي معلم غبي مع تلميذ قاصر، حين أمهل أوزين 5 أيام لإحضار ولي أمره.
بنادي الصنوبر دون حياتو القرار الذي تظاهر إبن جلدته جونيور بينيامين أنه دونه هنا بفندق «هيلطون» بنقل الكان لدولة أخرى وحرمان المغرب من المشاركة، وبعدها بـ 24 ساعة وبعد أن خضع لـ «الدياليز» بالعاصمة طار لفرنسا وأخبر قنواتها بكون المغرب سيعاقب بحرمانه من دورتي 2017 و2019، وتحفظ عن إخراج القرار في حلته الرسمية بعد استشارة مع مقربين منه لغاية الكان، حيث سيتم نفخ الفاتورة على النفس الأمارة بالسوء.
المقاربة التي يعتمدها هذا الرجل ضد المغرب والتي تتحدى رغباته السيادية، طالما أنه لم يصدر تعقيب من أجهزة عليا على كلمة «قرار سيادي» التي نطق بها 3 وزراء وهم أوزين والحداد والخلفي وبعدهم حصاد، يجب أن يوضع لها حد من طرف المغاربة بدخول ساحة الوغى واستباحة السلاح المشروع لردع السي الفقيه.
شخصيا وبمنتهى التجرد وتحمل كامل لغطاء المسؤولية أجد في قرار حياتو غلظة ما بعدها غلظة، ووئدا لأحلامي وأحلام جيل كامل من رفاق القبيلة والدرب وتعطيل للآمال وتجميد للدم بالعروق وتوقيف كامل لعقارب الزمن لفترة.
لذلك لا أجد غير سلاح واحد للرد على حياتو وبيادقه، سلاح التصعيد و«كبرها تصغار»، ولتكن «زعرتنا» هذه المرة «زعرة» جريح مطعون في الكرامة والكبرياء، وليست كزعرته المريضة، أليس آخر علاج الكي؟
وليعذرني شاعر المعلقات الكبير عمرو بن كلثوم لاستعارة بعض من معلقته الخامسة الرائعة وتحويرها من «ابا هند» ملك الحيرة لـ «ابا عيسى» ملك الكاف، ونهمس في أذن الكامروني بالقول:
أَبَا عيسى فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا === وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً === وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
لغاية..
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا === فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا