لست أدري ما الذي يجبر السي لقجع على ابتلاع لسانه وتحمل كل سياط النقد التي تجلد ظهره، لا لشيء سوى لأنه لا يريد أن يكشف عن مصدر المعلومة التي بشرته بأن ينقل للمغاربة ما يطمئنهم عن مستقبل منتخبهم الأول، بأن قال لهم أنه لن يعاقب ولن يحظر نشاطه كرويا وستكتفي الكاف بتغريمه ماليا؟
لست أدري حقا لماذا لم يخرج لقجع عينيه ويصرح بما يهدم الشك باليقين، ويقول للمغاربة أنه تجرع مقلب رئيس كاف كاذب، وأن من نومه في العسل فوق وسادة القطن الذي يجيد حياتو غزله ببلاده بمدينة غاروا، هو السيد عيسى بياوندي وبعدها بالقاهرة حين قال له ولمرافقيه بالحرف «إسحبوا طلبكم بالتنظيم واطمئنوا لن يمس المغرب سوء ولن يتم توقيفه»؟
كان لي اتصال مع أكثر من مسؤول حضروا لقاء لقجع وحياتو وأجمعوا كما لا تجتمع أمة على ضلالة على أن رئيس الكاف كاذب، وقال لي بالحرف رجلان داخل الجامعة مقربان من لقجع وحضرا لقاءه بحياتو على أن الأخير هو من أصر على نقل التطمين وهو من باع رئيس الجامعة وهم الوعد الملغي.
لم أصدق في يوم من الأيام أن حياتو يحب المغرب والمغاربة، لأنه للحب دليل وبرهان وعربون، وهذا الرجل لم يقدم لنا في يوم من الأيام عربون وده وعطفه، وكلما ترافع المغرب في قضية كان يقص جناحنا بحكم من أحكام صقوره المتخندقين معه في نفس الجراب وأغلبهم معادون للمغرب وتتملكهم عقد نقص عنصرية تجاهه.
يقع مقر الكاف بدولة من شمال إفريقيا وهي القاهرة، وسكرتير الكاف الحالي ومن سبقه هم من أبناء شمال إفريقيا، وهنا أتساءل بأي وجه وبأي منطق يرد السي هشام العمراني على كل من هاجموا تذييل البلاغ الكافاوي المهين والذي سيسجل التاريخ أنه ضرب الكرة المغربية بتوقيعه.
الذين دافعوا عن العمراني وقالوا أنه مجرد عبد مأمور وموظف بالكاف، حجتهم وتبريرهم مردود عليهم، لأني أقيس تواجد العمراني بالكاف بتواجد موظف مغربي بهيأة الأمم المتحدة، ولا أعتقد أن مغربيا بالمنتظم الأممي كان سيوقع على قرار ضرب المغرب جويا والهجوم عليه عسكريا بمداده وتوقيعه، وسيكتفي بالرد أنه مجرد موظف.
بين واقعة ضرب المغرب كرويا والغارة عليه عسكريا لا اختلاف، كرامة البلد  تمس بالحالتين، ولو تحلى السي العمراني بقيم المواطنة الحقة لكان استقال فور حضوره اجتماع التكالب على المغرب وأعلن أن «تمغرابيت» لا ترتهن بمناصب ولا تقايض ولا تساوم وحينها لرفع على الأكتاف ولنال جزاءه الأوفى.
قلت أن دار القرار الكافاوية ورجالها الأوفياء المدونون لقراراته بشمال إفريقيا، والسيد حياتو المصر  على مغادرة الكاف محمولا على نعش، تعامل مع كل دول الشمال بجزاء سنمار، فعاقب مصر بمليون دولار والجزائر بمليونين وحضر على ليبيا اللعب ويشترط على تونس اعتذارا ومارس في حق كرة المغرب مقص الرقيب.
أخبرني عضو جامعي سابق ممن واكبوا حياتو في كثير من تحركاته سابقا على أنه ظل يتعامل مع المغرب على الدوام بمنطق العصا والجزرة ومنطق «الطماع الذي يغلبه الكذاب».
حياتو إستغل سعي المغرب في كثير من المرات لتنظيم المونديال ومارس في حقه «الشانطاج» الذي جعله يفرض عليه أن يلعب دور الإطفائي و«فكاك الوحايل» كلما داهم الكاف طارئ باعتذار بلد عن تحمل كلفة التنظيم.
حياتو لم يصوت علينا في واحدة من المرات لاحتضان المونديال بعد أن سها ومن سها في الإنتخابات الإقتراع فلا حرج عليه.
«طمع» المغرب كي يكون أول بلد إفريقي يحتضن المونديال قابله «كذب» حياتو بحكاية الحب والمداهنة والنفاق التي سقط عنها القناع مؤخرا.
قد لا يعجب قولي الكثيرين لكنه ألطف من رد رئيس الحكومة الذي استعمل عبارات أكثر قسوة في حق بلاغ الكاف الذي هو بلاغ منسوب لحياتو بوصفه بـ «الظالم والجائر والتعسفي والإنتقامي» وهلم شرا من مصطلحات تعكس كتل الحقد الجاثمة بصدر حياتو ومن والاه.
حياتو إذن هو من كذب على لقجع ليكذب الأخير على المغاربة ولو عن غير قصد وشهود الرواية حاضرون وأحياء ويرزقون.
في ختام رواية الكذب قال لي واحد من صقور القرار الرياضي حاليا بالمغرب أن السي بلخياط الذي ظل يلعب دورا مجهول الهوية والأركان في معادلة صراع الكاف والجامعة وبقية القطاع الحكومي، أفتى بغض الطرف عن وضع بيضة إيبولا فـ «الطاس السويسرية» وأوصى بتقديم إلتماس للجمعية العمومية القادمة.
بلخياط كان واثقا ألف بالمائة في مرة أولى من تأجيل الكان وفي الثانية بعدم ترحيله وفي الثالثة يريد أن يضع رقبة الكرة المغربية تحت مقصلة مصدر ومسوق الكذب في جهازها.
نرجع أحيانا الأسباب لمسبابتها، وحين يظهر السبب يبطل العجب، لأنه من حق حياتو أن يمد رجليه بعيدا طالما أن هناك مسؤولا سابقا بالجامعة لا يجد حرجا في مؤانسته حين يحل بالمغرب لتصفية الدم والكليتين، ويتشرف بأن يحمل له حقيبة الثياب والمايوهات بدورات الكان ويفتح له باب السيارة..
عذرا السي حياتو أبناء عبد الواحد ليسوا بالضرورة واحد وفي القنافذ لا يوجد ما هو أملس.