تستفزني لدرجة لا أقدر معها على مقاومة التأفف الذي أشعر به وأنا أتابع من يركب على الأحداث بعد أن تضع الحروب أوزارها، فيتقمص دور «دون كيشوط» في محاربة طواحين الهواء ويوهم الخلق أنه الفارس المغوار الذي لا يشق له غبار..
اليوم وبعد أن مرت سنة بتمامها وكمالها وبحلوها ومرها، على تنصيب جامعة التسعة وعاشرهم لقجع، في شهر إرتبط ارتباطا وثيقا بالسمكة الشهيرة والترويج للكذب المباح..
سنقول للقجع وجامعته التي صنفتها وما زلت عند رأيي وبقناعة مطلقة ويقين راسخ على أنها الأضعف عبر التاريخ، باستحضار الكاريزما والبروفايل والمرجعية وعديد الأمور الأخرى الغائبة في رجال لائحته الشهيرة، وسنقول له اللازمة الشهيرة التي لا تفسد لود الواقع الذي لا يتجمل قضية «سنة سعيدة يا جميل»..
لحسن حظ لقجع وجامعته أن «الطاس» السويسرية ونتيجة للمقاربة العليا وليس التشاركية كما تبناها وروج لها بعد النصر الكبير، وهو المدرك هو كما يدرك الضالعون بين ثنايا الأمور أنه تحقق بطريقة لا يمكن إنكارها وفوق تأثيره، فأنقذت رأسه من القطاف وجنبت حوارييه شر المساءلة.
صحيح أن الجامعة الحالية وعلى امتداد سنة أبلت البلاء الحسن على أكثر من جبهة، كان أكثر جلاء رفع الفاقة والفقر عن الفرق بمضاعفة نصيبها السنوي من حق ترويج الصورة، لكن لنفس الجامعة ولرئيسها أخطاء وزلات يصعب حصرها في هذه الزاوية وسيحين موعد عرضها ووضعها تحت المجهر بالتحليل والتشريح في مواكبة لاحقة لميزان أداء هذا الجهاز وبالكرونولوجيا المفصلة للوعود المنكوثة.
توقع الكثيرون أي شيء وكل شيء، إلا أن يتحول الجهاز الجامعي ورئيسه لمحتضن رسمي لدوريات ودية و «تورنوات 5 نجوم»، وكل ذلك بإسم الديماغوجية والخطاب الذي يركب على الأحداث، بما يتنافي وقيم المساواة وميزان العدل وحتى المنطق، لأن الصحراء صحراؤنا جميعا، ويكفي أن عاهل البلاد خصها بخطاب صريح استحضر من خلاله مرجعيتها المغربية الخالصة، دون أن يكون هذا سببا ليركب على صهوتها البعض لقضاء الكثير من المآرب الخاصة ولغاية في نفس يعقوب.
مدركون أن المسؤول الكروي بالمغرب ما يزال مقتنعا ومؤمنا بالبحث عن الأذرع الواقية وعمن  يتحصن به من عاديات الزمن ورياح الإنتقاد، لذلك يحاول كل مرة ومتى سنحت أمامه الفرصة نهج سياسة «الرش» التي تضمن له من يترافع بإسمه ومن يبارك خطواته ويرفعه لعنان السماء تهليلا لإنجاز لم يكن يملك له صنعا.
لكن أن يكون هذا المسؤول هو من يوجد على رأس الهرم الكروي بالمغرب، فيتورط في المرة الأولى في قضية شيك وصفقة مدفوعة الأجر من نائبه ويخرج منها كما تخرج الشعرة من العجين، ضاربا بعرض الحائط قيم التنافس الشريف واللعب النظيف التي تشدد عليها الفيفا، ويعود في الثانية ليصبح راعيا رسميا وممولا لـ «التورنوات»، ويضع أمام هذه  «التورنوة» نفس الرقم المالي الذي يمنح لبطل المغرب وللحائز على الدرع (300 مليون سنتيم) فهذه هي «إن» وباقي أخواتها ستظهر قريبا لينكشف المستور، ومن المستفيد من هذا الريع الإكرامي وتحت أي طائل ومصلحة.
رئيس الجامعة نكث أكثر من وعد وأدار ظهره لأكثر من موعد، وتلك عادة دأب عليها ولا يجد حرجا في تكرارها كل مرة، إن بوصوله المتأخر عن المواعيد أو بتخلفه المطلق عنها، لذلك لا يجد حرجا ليرد في ندواته الصحفية: «أنا مجرد متطوع ولا يمكنني الرد على أكثر من 100 مكالمة في اليوم الواحد».
رئيس الجامعة يرد فقط ويصبح الراعي الرسمي للأحداث التي تخدم أجندته دون أن يقوى على الرد على اتهام قوي كان قد وجهه له قيادي العدالة والتنمية  أفتاتي، حين طلع على قوم الكرة يبشرهم بكونه كان قريبا من توقيف البطولة و«فش البالون»، ويظهر فقط حين تتحقق الإنتصارات ويجتاز الأعاصير ويعبر المتاريس.
رئيس الجامعة براغماتي على مقاسه وعلى تفصيله الخاص وليست البراغماتية التي دعاه أحد حكماء الإعلام لإعمالها يوم استبق تنصيبه، قبل أن يدعو في خطابه الشهير من يريد الإغتناء السريع أن يلجأ للعقار، ويترك الكرة لأنه جاء ليقطع الصلة مع الريع و«التغماس» فأبى إلا أن يعكس الآية في عيد ميلاده الأول بتقديم الهدايا بدل تلقيها..
سنة إذن على تنصيب لقجع الذي يجيد احتضان الفتوحات والتواري عن الظهور خلال الإنتكاسة ودخول المغارة والإطباق على فوهتها بأكوام الحجارة الغليظة، وهي عادة سيئة  وذميمة يجب أن تزول السيد الرئيس، وتقديم المغالطات بخصوص أحداث وتوضيح الواضحات بشأن أخرى يجب أن يؤسس لانطلاقة جديدة في التواصل، وما حدث بإحدى مطاعم المحمدية ليلة إجهاض مشروع العصبة الإحترافية وارتفاع الصوت والخروج عن النص مع رئيس الوداد الناصيري بتواجد شهود عاينوا الواقعة، غيض من فيض وما خفي كان أعظم..
------------------------------------------------------------
تخلف «خط التماس» عن الظهور واحتجب  لفترة ونال ما يناله المحارب عادة كاستراحة، والشكر موصول لكل من سأل عن «العمود» بالفيسبوك» وعبر «الإيميل» الخاص.. وكانت فرصة ليسأل البعض إن كان تماسا ما قد ضرب صاحب العمود ونافذته، وآخرون ربطوا الأحداث وفصلوها على المقاس ونسجوا بشأنها روايات كثيرة..
كانت أيضا فرصة طيبة لمن اقترح على «خط التماس» الظهور ببوابات إلكترونية وبيوميات باسم «إخترنا لكم» والشكر موصول لكل هؤلاء.
«خط التماس» خلق لينبث بهذه المساحة هنا بحضرة «المنتخب»، وليحفظ باسمها علامة مسجلة..