يقولون عادة أن علامة الدار تكون على باب الدار، والجواب يظهر في الغالب من عنوانه لذلك لا يوجد ما يستغرب له المواكبون لحصيلة وميزان أداء المكتب الجامعي الحالي على امتداد سنة ظل السيد الرئيس يغني فيها على ليلاه وحيدا، ويعزف منفردا دون أن يردد معه التسعة الملحقون بمكتبه نفس «الكورال».
ضبطت حالة فريدة من نوعها ومثيرة أيضا تعكس حالة عسر الهضم والفشل الذريع للفرق التي يرأسها الأعضاء المشكلون للمكتب الجامعي الحالي، فيما يعكس حقيقة أن فاقد الشيء لا يعطيه ومن هو عاجز تماما على جر عربة فريقه، لا يمكن أن تنتظر منه جر قاطرة الكرة المغربية بحمولتها الثقيلة.
تعالوا نلقي نظرة على حال الفرق التي انبثق من رحمها المسيرون الذين أوكلت لهم أمانة تدبير حال الكرة المغربية، لنصل للحقيقة المؤلمة والتي تترجم سوء أحوال هذه الفرق جميعها وكأن لعنة القبعة المزدوجة أصابتها في مقتل وجرت عليها الوبال والشؤم.
ببركان وحتى وإن لم تتضح الصورة إن كان السي لقجع رئيسا شرفيا أو فعليا هذا الفريق، فإن حاله لا يسر ووضعه لا يليق بمسؤول أول عن تدبير الشأن الكروي، ونكاد نقترب من نهاية الموسم والمذاق البرتقالي مر في حلق النهضة وجماهير النهضة وخطر الهبوط يهددها ويراودها أكثر من أي وقت مضى.
فريق رئيس الجامعة تعادل في نصف مباريات البطولة والنصف الثاني قضاه بمبدأ المناصفة تارة فائز وأحيانا أخرى منهزم، ولم يتحقق للبركانيين بعد ما تحقق للفتح الرباطي بعد أن نقل علي الفاسي الفهري عصارة فكره لفريقه ليكون مرجعا صغيرا ومميزا قبل أن ينقله للجامعة التي يعتلي كرسي رئاستها.
نصل لنواب الرئيس، فلم يمر موسم بالسوء والسواد الذي يعيشه الرجاء البيضاوي  حاليا، وبعد أن ظل بودريقة على امتداد السنوات الأربع الماضية نموذجا ومرجعا للمسؤول والمسير الناجح، إنتظر لغاية توليه قبعة تتلون كل يوم داخل الجامعة بلون لتنهال عليه اللعنات من كل حدب وصوب، فلا هو فاز بالبطولة ولا حتى اقترب من صدارتها ولا هو ظفر بالكأس ولا وضع فريقه بالرواق المريح بالعصبة.
وليكون مصير بودريقة هو نفس مصير الثور الأبيض بالحكاية الشهيرة التي يعرفها الجميع، لذلك فطن ذات لحظة أن الخلاص من النحس يمكن في استقالة علقها من المكتب الجامعي لذلك فاز بجنوب إفريقيا، و بعد ان تراجع عنها عادت اللعنة لتلاحق رجاءه أمام وفاق سطيف.
ولا يختلف حال البوشحاتي داخل الحسيمة عن حال بودريقة داخل الرجاء، إذ يقترب الفريق الريفي كثيرا من خطر العودة للقسم الثاني ويحتاج لمعجزة للخلاص من المصير المشروم هذا والذي لم يجد له حلا حتى بانتداب العطار العامري لإصلاح ما أفسده الدهر.
وكان المغرب التطواني يعيش هنيئا مريئا يضرب ضربته بعيدا بهدوء، لغاية إلتحاق عبد المالك أبرون بسرب المكتب الجامعي، لتبتعد حمامته عن اللقب الذي حملت درعه مرتين خلال آخر 3 مواسم، ولو أدار الحظ ظهره للفريق بالقاهرة وغادر العصبة سيكون حال أبرون من حال البقية والخروج من المولد بلا حمص هو الآخر.
فصول معاناة رجال الجامعة داخل فرقهم، يلخصها حال حسن الفيلالي مع الخميسات باقتراب الفريق الزموري من ركوب نفس المصعد الذي جاء به للصفوة و ليكون على شفا حفرة الهبوط بعد مقام لم يطل أكثر من سنة.
الفيلالي الذي جاء به لقجع لتعزيز تركيبته ممثلا لفرق القسم الثاني سيحتفظ بمنصبه ولن يطاله تعديل لأنه عائد لا محالة للقسم الثاني ما لم تحدث معجزة، ليظل ممثلا للرؤساء المظاليم داخل الجهاز الكروي المشرف على اللعبة.
ويصارع البيضي رفقة برشيد الطواحين ليكون الإستثناء ويضمن لأولاد حريز صعودا تاريخيا للبطولة الإحترافية، وليرد على من شكك في قيمته المضافة حين حل باللائحة بديلا لرئيس أيت ملول.
ويعاني الدشيرة التي يرأسها الزيتوني في صمت هو الآخر ويكاد يقترب من خطر الهبوط للهواة وليعجز رئيس اللجنة الطبية داخل الجميع عن إيجاد وصفة العلاج الصحيحة واللائقة لإسعاف فريقه من الأعطاب التي لحقت به.
ولا نكاد نسمع شيئا عن مولود أجاف الحامل للواء فريق بالعيون، ولا حتى طبيعة اللجنة التي يحملها شأنه شأن الفتى المدلل للرئيس وممثل عصبة مكناس تافيلالت، حيث ينزف الكوديم دما وألما على ما حل به وبتاريخه الحافل بعد أن أصبح يصارع للبقاء بالقسم الثاني كي لا يهوى للهواة.
هذا هو حال إذن الفرق التي يشرف عليها كوادر التسيير بالمكتب الجامعي وواحد «ينسيك فالثاني»، حيث يصارعون الأمواج وعاجزون عن الإتيان بإضافة وجديد، لذلك من ينتظر منهم إبداعا وخلقا كمن ينتظر من الأخرس أن ينطق..