الخطاب وفعل الأمر موجه لفوزي بنعلال وليس لفوزي لقجع، حتى لا يصدر الأخير بحقنا حكما من الأحكام الزجرية، خاصة وأن رحى أحكام لجانه هذه الأيام تضرب بقوة وعبد الهادي السكتيوي آخر من اكتوى بنارها بتوقيف سليط لسنة، وهو حكم لا يطال إلا من اقترف جرما أو فعلا غليظا ولا نظن أن عبد الهادي بما عهدناه فيه من كياسة وحلم  ينتمي لهذه الفئة.
فوزي بنعلال الرئيس التماري السابق، صمت دهرا وغاب لفترة وحين اختار مغادرة جحره لم يجد غير فريق الجيش الملكي ليسدد باتجاهه قنابله العنقودية، وليقدم واحدة من فتاوي هذا الزمان الغريب الذي كثر  فيه فقهاء الكرة بمسح الفريق العسكري من الخارطة الكروية أو تدبر حاله ووضعه وبأي طريقة كانت.
قبل فترة ليست بالطويلة حذرنا من خطورة الخلط بين الرياضة والسياسة، وطرقنا أجراس الإنذار بهذا الخصوص وضرورة أن يكف الساسة آذاهم وشعبويتهم عن مجال الرياضة ويحتفظوا بها بدكاكينهم لغاية اقتراب موسم الصولد الإنتخابي.
قبل شهرين من الآن طلع على قوم الكرة فوزي الرئيس هذه المرة يرغد ويزبد ويحذر معشر الكوايرية من إمكانية «فش البالون» ورفع ستارة الممارسة، ووضع حد لمشوار البطولة قبل أن يلعن الرجل الشيطان ويغلب الحكمة بكل ما ترتب عن هذه الخرجة المجانية من ردود فعل ومن نقاش فتح جبهة مشاكل بوجه لقجع، مشاكل واتهامات كان في غنى كبير عنها.
وقبل لقجع وبنعلال وضع عبد الإله بنكيران يده في صحن الرياضة وحشر نفسه داخل عش الدبابير، فتاه الرجل المعروف بالبيان والتبيين، فترة عاد ليدافع عن نفسه حين هاجم مسؤولي الوداد واتهمهم بموالاة البلطجة، وتارة أخرى قال أنه لا يعرف الوداد ولا الكرة وقال بصريح العبارة «آش بيني وبين الكرة كاع».
هذه المرة المسؤول الإستقلالي البارز فوزي بن علال قصف فريق الجيش الملكي من داخل قبة نفس البرلمان الذي وصله بفضل أصوات مشجعي فريق الجيش الملكي واكتسح صناديق الإقتراع بفضل أصوات نفس الجماهير التي عرى شغبها تحت القبة.
خرجة بن علال جاءت بالتايمنيغ الصعب والحساس، حيث يستشعر محبو الفريق العسكري أنه تمت شيئا ما ليس على ما يرام، وأن هناك طبخة تطبخ ضد فريقهم وتعيد للواجهة حكاية نفي الفريق صوب العيون وهي حكاية تتجدد وتتكرر كلما داهم الفريق العسكري عسر النتائج واستعصاء الإنجازات.
ولأن فريق الجيش الملكي يمر اليوم بواحدة من أحلك فتراته التي تجعله غير بعيد عن مصير الهبوط للقسم الموالي، فإن مناصريه أحسوا بقوة القصف البنعلالي ولم يكن الضحية سوى حزب الإستقلال حين رد أنصار الجيش بالديربي وطالبوا بمسح هذا الحزب من الخارطة السياسية.
حكيم حزب الميزان وعرابه الحالي حميد شباط والذي يعلم الجميع أن فمه ليس به ماء ويطلق رشاشاته ذات اليمين وذات الشمال بلا بوصلة ومن دون مكابح، خالف العادة هذه المرة ولم يتأخر لتدارك زلة أو زلقة لسان بنعلال فقدم إعتذاره لكافة محبي الفريق العسكري والمتعاطفين معه وفسر ما حاول فوزي بن علال قوله، وكل هذا ليس حبا في الفريق العسكري ولا لسواد عيون محبيه وإنما لكون شباط يعلم كما يعلم باقي الساسة أن أنصار فرق مثل الجيش الملكي تمثل صيدا ثمينا وكنزا يقود للمجد والثروة وهلم شرا.
قبل أسبوعين إنتهت بالقنيطرة مناظرة وطنية عددت شغب الملاعب وأضراره، وقدم المؤتمرون والمتداخلون وصفات علاجية لآفة نخرت جسد الكرة المغربية وضربتها في مقتل خلال آخر موسمين.
هاجم المتدخلون الإلتراس والجماهير وخاصة القاصرين منهم، وحملوهم مسؤولية الخراب الذي جعل الغربان تنعق بمدرجات الملاعب المغربية.
شخص المؤتمرون كل شيء وتحدثوا في كل شيء، وهاجموا البالغين والقاصرين إلا فئة القاصرين الجديدة التي يمثلها بعض من أشباه بنعلال الذين يصبون بخرجاتهم النار فوق الزيت ويصنعون «شو» الإثارة بمواقفهم الخرقاء وشعبويتهم التي تكفي لهد البيت على الجميع، دون أن يدركوا أن اللسان حصان في كثير من الفترات - إن صنته صانك -؟