في الوقت الذي كان رئيس الجامعة يرتشف قهوته الظبيانية هناك بالإمارات بعد إنجازه الهلامي والخرافي بتوقيع بروتوكول اتفاق «سوبر»، كان هناك من يتصل به ليعكر عليه صفو الفتح العظيم ويخبره أن واحدا من أتباعه وحوارييه «طبز» لها العين مرة أخرى هنا بالمغرب.
سيتكومات أعضاء الجامعة تنتهي كي تبدأ من جديد، وما إن يرتد للرئيس طرفه بسبب خرجة مثيرة لواحد من عشرة العشيرة الجامعية، حتى ينسل الثاني ليكشف عن قناع من الأقنعة الساخرة العاكسة بما لا يترك مجالات كثيرة للإرتياب والشك بخصوص بروفايلات من اختارهم لجر قاطرة كرة هذا البلد السعيد.
باض البيضي بيضة ديك في نهاية الموسم، وقصف  الكرة المغربية من هوارة وليس برشيد حتى تكون للرواية مصداقيتها، ولو فعلها ببرشيد لقالوا أن الرجل جن وبه مس.
ما قاله البيضي هو الأصل، وموقف البيضي هو القاعدة وسط استثناء معدوم لحكمة مكتب جامعي يفتقد لرباطة جأش ووحدة صف وكياسة مواقف وحكمة آراء.
لا يلام البيضي الذي رشح بما يفيض به كأس هذه الجامعة المبدعة، حيث يلعب رئيسها نفس الدور الذي كان يلعبه مارادونا وسط منتخب أرجنتين المكسيك 86، دور النجم المطلق ودور الأسد وسط قطيع العول، حيث يجد متعة كبيرة ويتلذذ بالتميز الذي يجعل منه النجم و«سوبر سطار».
لماذا يلام البيضي وقد سبقه للشطحات والهرولات بالإتجاه المعاكس رفاق اللائحة التي صممت للإطاحة بأكرم؟
ولماذا يلام البيضي إن اختار رقصة نهاية الموسم على إيقاعات هوارية طالما أن ضريب الدف مباح حتى ولو كان ضاربه قائد الجوقة؟
وأخيرا لماذا يلام البيضي طالما أن رئيس الجامعة نفى لجنة الوردي لأرخبيل معزول وجعل منها مجرد ماكيط ضرب من خلاله مواكبي فتوحات البداية على «الشعا» وجعل الكلام مباحا ولسان أعضائه بالفضائح صداحا؟
في نافذة سابقة أثرت النحس الغريب الذي علق بأركان فرق المسؤولين الجامعيين وكيف أنه لا أحد منهم سيخرج بلقب هذا الموسم، لا بركان طفراتو وهي المهددة بالهبوط والحسيمة تقترب من المصير الملعون، والرجاء تلاحقها أسوأ تابعة في تاريخها، وتطوان فرطت في لقبها والخميسات شيعت لمصيرها المحتوم بالمظاليم ، والدشيرة أفلتت بأعجوبة من مخالب الهواة وحده البيضي من كان يحلم بإنجاز الصعود ليتميز عن القبيلة المكلومة والمنحوسة، قبل أن يضيع الحلم بهوارة ويضع بعدها بيضة من بيضات الصيف بصحن لقجع.
ليس الحال  السيء لفرق مسؤولي الجامعي وحده قاسمهم المشترك، فما فعله البيضي سبقه له من يقتسمون معه الإنتماء للمكتب الجامعي وجميعهم أطلق العنان للوثة اللسان وخرج منها كما تخرج الشعرة من العجين.
إستغاثة البيضي وقولة «اللهم إن هذا لمنكر» سبقه لها عبد المالك أبرون وبنفس الحدة وما حدث بعدها أن الجامعة لم تعاقبه ولا هي دعته للمثول أمام لجنة تأديب تجتمع فقط بالمأدبات التي تقتضي أظافر المغلوب على أمرهم كما هو حال السكتيوي، بل ابتلع بعدها الحكام صافرتهم  وتجنبوا غضب أبرون، واستقام بعدها قطار الحمامة على سكته الصحيحة وواصل عبد المالك تسييره هنيئا مريئا داخل الفريق ولا أحد تجرأ حتى على جر أذنيه ولا قال له لله ذرك ياحاج..
ما قاله البيضي قاله حسن الفيلالي رئيس اتحاد الخميسات وهو عضو جامعي وقالها الزيتوني رئيس الدشيرة وهو عضو جامعي وقاله بودريقة وهو عضو جامعي وقاله البوشحاتي وهو عضو جامعي أيضا، فأي عيب في أن يحذو البيضي حذو الرفاق ويعزف على نفس الموال ويغرد مع نفس السرب.
البيضي لم يكتف ببيضة النزاهة وحدها، البيضي تحدى المثول أمام لجنة الأخلاقيات وعدد أسماء المطلوبين للعدالة الجامعية ولم يحضروا أو حتى تم استدعاؤهم للمثول أمامها، وقال بالحرف «سأستقيل إذا تمت دعوتي للحضور فأنا مسؤول إقليمي والمتربصون من داخل برشيد بهذه الخطوة كثيرون ولن أسمح بها، بل لن أحضر حتى يحضر مدانون كثر قبلي»، وهو في ذلك لم يأت بجديد ونطق بكبد الحقيقة.
الكرة المغربية لا تحتاج لاستئجار طائرات خليجية كي تقلع، فالرجاء إنتظر على عهد الصويري طائرة لم تصل بعد، فقد مر غلام وعبر حنات وجاء بودريقة والطائرة الموعودة في الإتفاقية الشهيرة لم تأت، بل طار الفيل ولم تطر طائرة الرجاء.
الكرة المغربية ممكن أن تكون «سوبر» من دون بروباغندا دعائية ومن دون تسويق مجاني، ممكن أن تكون «سوبر» حين يرتقي المسؤول الكروي لأعلى ويفي بالوعود ويقلل من الشطحات، وشطحات لقجع وزلاته على امتداد سنة واحدة تصيب فعلا بالذعر والدوار وسيحين موعد حصرها.
كل بدعة ضلالة والبيضي لم يأت ببدعة هذه المرة، والعيب ليس في البيضي وإنما في جعل يوم التنصيب مرادفا للرقم 13.