أقدر ما كان عليه رئيس شباب خنيفرة إبراهيم أعبا من وجع وهو يشهد حلم البقاء لأكثر من موسم بالبطولة الإحترافية يتكسر بالطريقة الدرامية التي كان عليها، ففارس زيان كان في عداد الناجين من الهبوط إلى القسم الثاني خمس دقائق قبل إسدال الستار على البطولة الإحترافية عندما كان متقدما بهدف السحمودي في مرمي الرجاء، قبل أن ترمي به الثواني الـمجنونة إلى غياهب القسم الثاني والسطيري يوقع لشباب الحسيمة هدف الفوز والخلاص أمام الدفاع الحسني الجديدي.
أتفهم أن يكون الجرح غائرا والصبر على نائبة السقوط قليلا، إلا أنني تفاجأت كما تفاجأ غيري لما صدر عن إبراهيم أعبا رئيس شباب خنيفرة من تصريحات ساخنة وهو يستضاف مساء الإثنين الأخير من الزميل نوفل لعواملة في برنامجه المباشر «بطولتنا» على شاشة ميدي 1 تي في، فقد كال الرجل التهم للرجاء ولمهمدينا حارس مرمى الدفاع الجديدي وللجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، واعتبر أن كل هؤلاء إنخرطوا في مؤامرة التضحية بشباب خنيفرة وربما عن سبق عمد وترصد.
يرى أعبا أن الرجاء كال بمكيالين، سافر بفريقه الإحتياطي إلى الحسيمة لملاقاة شباب الريف الذي خسر أمامه بهدفين لهدف، وتحول إلى خنيفرة لمنازلة فارس زيان بالفرق الأول، برغم أن نسور الرجاء سقطوا بخنيفرة كما سقطوا قبل ذلك بالحسيمة وبالتالي لم ينالو من أي فريق ولا نقطة، واتهم أعبا حارس الدفاع الجديدي مهمدينا بالتهاون عطفا على الهدف الذي وقعه في مرماه السطيري لاعب شباب الحسيمة وكان عنوانا للفوز والبقاء برغم أن حارس الرجاء إرتكب خطأ قد يكون أفظع عند خروجه الخاطئ الذي كلف الرجاء إستقبال هدف من رأسية السحمودي، وانتهى إلى أن تقاعس الجامعة في تعديل قانون المسابقات جعل فريقه يذهب ضحية الإعتماد على النسبة الخاصة التي تتعلق بنتيجتي الذهاب والإياب للفريقين المتساويين في النقط وليس على النسبة العامة والتي تفصل فيها الأهداف المسجلة والأهداف المقبولة، برغم أن بطولات كثيرة وبينها الليغا الإسبانية التي ليست بعيدة عنا وتتمتعت بمرجعية وبنسبة مشاهدة عالية وبنمط إحترافي جد متقدم تعتمد في الفصل بين فريقين متساويين في النقط على نتائج المواجهات المباشرة.
طبعا في سياق الرمي جزافا بالتهم، تكون هناك تلميحات محمولة على التصريح بأن البطولة الوطنية مفتقدة للنزاهة وللمصداقية، وهذا كله لا يمكن التعامل معه بحكمة كم من حاجة قضيناها بتركها، فما قاله أعبا والذي يحمل اليوم حارس الدفاع الجديدي على متابعته قضائيا ويدفع أطراف أخرى لإبراز الشكوى أمام الجامعة، يفرض أن تتحرك لجنة القيم للتحقيق في كل الذي قاله أعبا وتحمل فيه كامل مسؤوليته، فإما أن تكون هناك إثباتات وتذهب لجنة القيم إلى الكشف عن الضالعين في الـمؤامرة وفي تعطيل النزاهة وضرب المصداقية، وإما أن يواجه أعبا في حال لم تكن هناك دلائل عينية تبرر كل هذه التهم، العقوبة التي تستوجبها الفتنة والرجة التي أحدثتها هذه التصريحات، مع التأكيد على تعاطفنا الكبير مع نادي شباب خنيفرة الذي قاتل بشرف من أجل أن يضمن إقامة أطول بين أندية البطولة الإحترافية، وبلغ مستوى تنقيطيا شاءت المنافسة الضارية على البقاء أن يكون مؤديا للنزول في وقت كان يضمن لصاحبه البقاء في مواسم سالفة.