بين الكاف وجامعة الكرة عراك خفي وصراع كسر العظام والذي لن تمحوه لا ديبلوماسية الخشب ولا مهادنة النفاق والتحية الصفراء التي يتبادلها الطرفان حاليا كلما إلتقيا.
إيبولا كانت القشة التي قسمت ظهر البعير وتكورت على إثرها كومة الثلج لتكبر وتصبح مع مرور الوقت بحجم المنطاد، وهو الجليد الذي لم يذبه ما حدث بـ «طاس» السويسرية بل زاده صقيعا وبرودة انعكس على علاقة الجهازين.
لن تنسى الكاف لجامعة الكرة عندنا أنها كسرت عظمها يوم ردت عليها تحية التوقيف والحضر الكروي وقصدت كبار القوم بسويسرا لتتظلم في حضرتهم، وعادت غانمة سالمة بربح الإستئناف الشهير.
ولن تنسى جامعة الكرة للكاف أنها ذات يوم فكرت فقدرت بمالابو قرارها الصادم، بعدما هبطت طائرة هيلوكوبتر على مسافة قريبة جدا من أعناق جمهور «الكان» في مشهد مخزي حملت من خلاله «الكاف» المغرب مسؤولية هرج الدورة وفشلها، فرمته بحظر كروي وغرامة ثقيلة في ميزان الدولار.
الغبي فقط هو من يصدق أن ما جرى بعدها بالقاهرة ولقاء لقجع بحياتو كان كافيا لإطفاء جمرة الخلاف وإشهار «عفا الله عما سلف» لأنه للأحقاد والضغائن مساحات وأركان عششت  في صدر كل طرف وظل يتحين الفرصة كلما أتيحت له لغمز الطرف الثاني و«التقلاز» له من تحت الجلباب.
إنتظر حياتو لغاية تحقيق شقيقه الأكبر بلاتر نصره الخبيث في انتخابات الفيفا والتي أتاحت للطرفين معا أن يمدا كراعيهما ورجليهما أقصى ما يمكنا، ليضرب ضربته ويعلن في اليوم التالي عن رسم خارطة جهازه الكافاوي بلجانه ورجاله.
وجه حياتو صفعة ناعمة للقجع وعلماء جامعته الذين اعتقدوا إما عن جهل أو قصور علمي ومعرفي وكلا الأمران مدعاة للسخرية والخزي، أن تسمية أعضاء لجان حياتو يمر من هنا ويتم عبر تيلكوموند حي الرياض.
حياتو رفض 3 من 5 الذين اقترحهم لقجع واحتفظ بعضوية رئيس الجامعة ونائبه الأول محمد بودريقة ورمى بالبقية لحيث أراد وتعامل معهم بمنطق الإقصاء الذي تتيحه وتسمح به سلطته التقديرية وحتى التقريرية.
رئيس الكاف لا ينسى رجاله الأوفياء وحتى أصحاب الكفاءة والقدرة والمخلصين لبلدانهم وحتى الجهاز، ومن أظهروا حسا احترافيا كبيرا في مناقشة ملفات وتسييج أسرار بالغة الأهمية بسياج صاعق لا يقرب منه إلا فضولي هالك.
ما قررته الكاف هو حق من حقوقها المشروعة التي يتيحها لها كونها سلطة تشريعية تنفيذية في الوقت نفسه، هي من تشرع وهي من تنفذ ولا تقبل إملاءات الإتحادات والجامعات، بل تعمل بمقترحات وتضع الكل في غربال ومن يصمد فوق أسلاك هذا الغربال هم من يواصل معها.
لذلك سقط وتسلل من غربال الكاف 3 أسماء إندلقوا كما يندلق الماء وبقي لقجع احتكاما لأعراف تتيح عضوية أوتوماتكية لرجال الجامعات المنتخبين كرؤساء، فعوض الفهري في منصبه الشاغر ولو أن ما تسرب من أخبار عن إلحاق لقجع بلجنة تنظيم «الشان» ومنح شرف التواجد بلجنة تنظيم «الكاف» لبلخياط فيه كثير من فصل المقال.
وبقي بودريقة لأنه كانت له يد بيضاء في تفاوض سري بخصوص ملف إيبولا، وأعمل ما يكفي ويستطيع بحسن نية لرأب صدع وهوة وسعها الوزير المخلوع، وظل على اتصال بالعمراني وعضو من مغاربة الكاف لبلوغ حل وسط فكان من غير المغضوب عليهم، وهو ما ترجمه حتى الحكم الرحيم الذي صدر في حقه بعد أحداث مدينة العلمة بالجزائر.
واندلق بوشحاتي لأن حياتو ما كان ليقبل بتواجد من أهان فتى الجهاز المدلل، وكان مستحيلا قبول عضوية ابن الحسيمة في جهاز يتواجد فيه كاتب عام تحمل صفات الخيانة والعمالة وباقي مصائب الإتهامات الأخرى.
وظل بلخياط وعالم حاضرين لأنهما باختصار من غير المحببين للجامعة ومن غير المرحب بهما داخل جهازها وهي رسالة بالواضح وليست مشفرة على أن الكاف تتلذذ وبمنتهى المكر في معاقبة الجامعة باختيار من صنفتهم الأخيرة أعداء مفترضين لها.
وحده زميلنا مصطفى بدري هو التقنوقراطي الوحيد والذي ليس له لا في العير ولا في النفير، وما يربطه بالجامعة هو رابط الإنتماء للوطن والعلم والهوية، وغير هذا هو عضو كافاوي باستحقاق السنوات التي عركته خدوما لوطنه ولإعلاميي بلده بشهادة كل من عبر ذات اليوم الحدود لتغطية حدث قاري ووجد بدري عند الشدة قبل الرخاء.
إستمرار زميلنا مصطفى بدري داخل لجنة الكاف لما يربو عن عقدين، هو انتصار للمهنية وللإحترافية وهو رد على كل من استلوا سيوفهم من أغمادها وتحينوا الفرصة للإنقضاض عليه، معتقدين بل واهمين أن حضوره داخل هذا الجهاز المسيج بترسانة قانونية خرسانية يصعب اختراقها و فرض «الديكطي» عليها هو حضور صوري وشكلي ومثل واو عمر «و» الزائدة..
ينغمس كثير من قادة الصحف والجرائد خاصة الرياضية عندنا في جمعيات ومندوبيات وطنية كانت أم جهوية، وحده زميلنا بدري من استطاع التغريد خارج سرب هذه الكائنان وظل مؤثرا تمثيل إفريقي ومفضلا الحياد اللازم الذي يبعده عن هذه المأدبات والولائم، فحاز تقدير واحترام السواد الأعظم من عشيرة ناذرا ما يوحدها انتماء ويجمعها رابط.
لذلك كافأت الكاف زميلنا مصطفى بدري الخدوم ومنحته شرف المواصلة حتى حين، أو على الأقل حتى تجد قامة وهامة بنفس المقاس تحل مكانه.
صفعة الكاف والتي سمعت على قفا الجامعة هكذا «قرقلاف وقرقلوف»، ومعها إنصاف بدري الأكثر من مستحق جعلني أخلص لتلك الحقيقة التي طالما استعرتها كما خلدها الشاعر «لا حياة لنبي داخل وطنه».