كما كان الشأن في انتخابات الجامعة وتقليص الكوطة الذي فرضته الفيفا بعد أن أطاحت برؤوس من لائحة لقجع الأولى، بقرار لجنة طوارئ بلاتير والتي لم تترك الرئيس المتوج يفرح بنصره لأكثر من 24 ساعة لتخبره في اليوم المالي وهو الذي استغرق التطاحن مع أكرم حتى مطلع الفجر أن ما حدث كان مجرد كاميرا خفية.
ما حدث تكرر مع جمع العصبة ولو بصيغة أكثر تنقيحا وتهذيبا هذه المرة، فلا الرئيس الحالي هو من كان مقترحا ولا مرافقيه كانوا مرغوبا فيهم، وما طبخ في الكواليس والتعليمات التي صدرت في فترة من الفترات بأن لا تكون العصبة مجرد مصلحة وملحقة أو مقاطعة تابعة للجامعة هو من غير التضاريس والملامح.
لا الناصيري كان مقترحا ولا مفضلا للقجع، ولولا فرار غلام بجلده خوفا من غضب الجيش الأحمر الودادي لعرفت الخاتمة مسارا مختلفا.
ولا سيدينو كان في اللائحة الأولى ولا حتى السكادي أو الورزازي، كلهم إستفادوا مما تعاظم وتراكم في الأجواء ليمنوا لهم تمثيلية في نهاية المطاف.
وحده الرائع ماندوزا من حافظ على دور المنشار الذي لا يخسر في طلوعه وهبوطه، هو من كان مرشحا في لائحة غلام وعاد ليجد له مكانا تحت الظل في أول عصبة احترافية بالمغرب ولو أنه دخل هذه المرة ممثلا للراسينغ وليس الودادية.
ما حدث الأربعاء المنصرم هو حالنا وهو انعكاس صريح وتجلي واضح للتسيير الأحادي، ولرعونة النقاش الذي يتولد كلما يعنينا لفرض مكون من المكونات أو جهاز من الأجهزة.
الإنتخابات قدمت لنا بعض النماذج صورة مصغرة لواقع حال التسيير داخل صفوة الأندية المغربية، ولو راجع أشرف سليل أسرة أبرون موقفه لوقف على فداحة الخطأ الذي إرتكبه وهم به وهو يلقي مداخلته في حضرة الكبار.
شباطية أشرف والتي يحاول تقمصها بدخوله حزب الميزان واستلهامه «اللوك» و«الستيل» الذي يميز وكيله شباط لا يليق بالكرة وقبيلة الكرة.
أشرف عقب على تدخل كاتب الكاك ووصف دعوة الأخير للجوء للصندوق والإنتخابات هدرا للوقت ومضيعة له، وهو بذلك يتعارض حتى مع قيم الأحزاب وخطابات الأحزاب بأن تدافع عن التصويت وتجعل منه أساسا ديموقراطيا لا محيد عنه.
موقف أشرف الصغير الذي أنصتت له القاعة بإمعان وباركه والده بالتصفيق من على المنصة، حمل بيعة للناصيري وحاول من خلاله تسفيه رأي البقية.
شهدت ردهات ودهاليز والممرات المؤدية لقاعة التصويت حركية كبيرة، إذ نشط أوعبا رئيس خنيفرة وعرض كلما إلتقى طرفا له رابط أو صلة بالكرة والجلد المدور مقاربة التظلم الذي يحس به ويرى أن فريقه كان ضحية له.
أوعبا لم يدخل اللائحة ويجهل الجهة التي صوت لها، غير أنه استغل اللحظة لقضاء الكثير من المآرب الموازية.
ضمن هيأة المكتب المديري للعصبة بتواجد عادل التويجر الذي انتهى به أخيرا المطاف ليجد كرسيا ينعم به وهو الذي يرأس الفريق السلاوي بالتفويض، والتويجر هذا كان ضمن لائحة المكتب الجامعي الأولى قبل «تصرفيقة» الفيفا وخرج بالكوطة المقصية بعد أن لعب الدور المطلوب منه على مستوى انتخابات العصبة.
إلتحاق التويجر الذي لا يتعدى عمره على مستوى التسيير رئيسا 3 سنوات وأفول نجم مسيرين صناديد ممن عمروا طويلا لخص واقع «الكوبطاج» الذي يمارسه الرئيس ويتحكم في رقاب الأجهزة بعيدا عن  معيار الكفاءة والإقتدار.
داخل مكتب العصبة تم إلحاق بودال رئيس رجاء بني ملال ليس لحاجة الجامعة لرجل قانون أو مجال يترافع عنها بالمجان، وإنما لاحتواء صاحب كل لسان طويل ولجبر ضرر فريق طويت صفحة اعتراضه على الكاك بعد الهبوط الشهير كطي السجل للكتاب.
من قاد العصبة كان هو أحمد غايبي مهندس الجموع العامة والخاصة، ولو أنه لا أحد فتح النقاش بخصوص أهليته للسهر على اللجنة الإنتخابية لانعدام صفة الحياد المنصوص عليها ضمن بند من بنود القانون المنظم للعبة باعتلائه صهوة مكتب مديري لفريق من فرق الصفوة.
يوم العصبة لا أحد ناقش الناصيري في البرنامج والمشروع، ولا أحد ذكر الرئيس لقجع وهو يلقي خطبته العصماء بأقوال ووعود راحت أدراج الرياح في سابق الخرجات في تناقض صريح مع ما قاله يومها وما عاد ليقوله يوم التنصيب.
وأخيرا خرجت العصبة كما توقعت مخدومة بإسم توافق كان للإستهلاك فقط، لأن ما خفي كان أعظم..