يحق لنا فعلا أن نتبادل التهاني وأن نهلل طربا ونخرج للشارع للإحتفال بالحدث الكبير، حدث إفراج الحكومة على النظام الأساسي لجامعة «بت نبت»، والذي سيتيح أمامنا أخيرا إمكانية عقد الجامعة لجمعها العام وتطلق سراح السي علي المسكين والذي عاش طوال الشهور المنصرمة وضعية المعلقة «لا هي مزوجة ولا هي مطلقة».

مصدر الفرحة والتهاني يحضر أيضا لأنه سيجنبنا مستقبلا مواجهة منتخبات جامعتها مؤقتة ومدربها مؤقت مثل الغابون، وسيسمح لنا بأن نبارز قامات كروية أكبر وبرأس مرفوعة دون أن نخشى سبة أو تهكم أحد.

تبادل رفاق لقجع التهاني ليلة الإثنين بعد أن بلغهم خبر مصادقة الأمانة العامة للحكومة على القانون الأساسي، ولست أدري لماذا تبادلوا كلمة «مبروك» فيما بينهم في مشهد يصبح الذي يسبق فرحة العيد بليلة ومن حق فريق لقجع أن يفرح لأنه ظل متجانسا بعد زلزال وصفعة نونبر المنصرم، ولم يترك بودريقة والبوشحاتي وأبرون وحتى الورزازي الرئيس البرتقالي وحيدا كما ترك مسكوت وبناني والسبتي وأكرم.

وبالعودة لأكرم فقد ظهر وكأن لعنة لاحقت هذا الفريق منذ ما حدث ليلة 11 نونبر، فمسكوت خرج من الجديدة ولم يعد  ويعيش حالة الغضبان داخل الفريق، في وقت جمد فيه السبتي نشاطه ويجهل وضع بناني إن كان رئيسا للماص أو رئيسا بالتبني ينفذ القرارات القادمة من البورصة.

حسم الجمع العام هذه المرة قد يكون الحدث الذي سينسي بعض الناقمين سوءات جامعة تتحرك باستعجال متى تريد وتدخل الغار وتقفل خلفها باب المغارة حين تشاء ذلك.

فقد شاء أصحاب الحل والعقد داخل جامعة غلام أن ينام الخلاطي لاعب المغرب التطواني مطروجا ويستيقظ في اليوم التالي محررا ويخوض بعدها بيوم مباراة سلا، بعد أن اتضح للجميع أن الجامعة تتخذ بعض قراراته بالفيديو دون أن تصدر هذه الفتوى ويعلمها الجميع لا من البكاوي ولا من غلام نفسه.

لست أدري لماذا يهاجمون المغرب التطواني على خلفية الترخيص للخلاطي باللعب، طالما أن المغرب التطواني عرض ذات يوم 14 لاعبا من لاعبين أضربوا مطالبين بحق مادي مشروع، في المزاد وتخلص منهم واحدا واحدا وبدل أن ينالوا تعويضات طالبوا بها سرحهم الفريق واستخلص فاتورة البيع مضاعفة..

الفريق الذي يضرب بداخله 14 لاعبا وتتدخل جمعيات اللاعبين المحترفين وأصحاب النوايا السيئة والحسنة لرفع تظلمهم للفيفا وحتى المنظمات الإنسانية، ولا يلوون على يديهم شيئا ويخرج إداريوه من القضية كما تخرج الشعرة من العجين، هو فعلا فريق قادر على أن يعرض بالفيديو والبلازما وباقي المنتخبات الأخرى حالة الخلاطي ليثبت براءته من دم لاعبي الوداد الفاسي ولا يوجد ما يثير إشكالا هنا.

الجامعة التي علق على بابها غلام يافطة عريضة كتب عليه «دكان مغلق للإصلاح» وقال أنه جاء لتسيير بعض الملفات الصغيرة، ولا تجتمع لجانها إلا إذا كان هناك هول أو مصيبة، تجتمع هذه المرة وبعد اجتماعها تقرر ويصدر الحكم بعد خلطة سرية تتيح أمام الخلاطي الحضور أمام سلا المسكينة.

لأول مرة يكتشف المدرب مديح بعد 27 سنة من التدريب كما قال أن هناك تقنية بالبطولة إسمها الفيديو تحرم الحلال وتحلل الحرام، ولم يخبرنا عضو أو بلاغ أو حتى خبر صادر عن هذه الجامعة متى تم اللجوء للفيديو كتقنية ولا حتى معايير العمل به ومن هم القضاة والفقهاء الذين يحكمون بالفيديو داخل هذه الجامعة الموقرة.

للأسف الخلاطي ليس لا رنالدو ولا ميسي وسواء لعب أمام سلا أو لم يلعب كانت الحمامة ستفوز بالمباراة في نهاية المطاف، لكن جوهر الخلاف والإختلاف ليس في إسم الخلاطي والطرف المستفيد المغرب التطواني.

الإختلاف هو في طريقة التمييز كما حدث ذات يوم مع الترخيص لأربعة لاعبين أجانب باللعب، وفي إثارة ضجة حول فريق يسير بجهد العرق وبهدوء وفي هذا الظرف بالذات.

لو صدقت الروايات التي تتحدث عن تدخل بالتيليكوموند من جهات لتغيير بعض القرارات لصالح هذا الطرف على حساب الثاني قبل أن يصلون لكرسي القرار، فإنه بكل تأكيد حين يمسك هؤلاء الحاملين للريموت كونترول بأيديهم بزمام القيادة سيخلطون واقع الكرة الوطنية وسيقلبون سافلها على عاليها وبعدها سنبحث عن الفهري وصقوره فلا نجد لهم أثرا ولا سبيلا.