المصريون ناموا دهرا على وقع الويكلو والمشاكل والإلترا واستيقظوا على عشق واحد، الزمالك تريد أوساغونا قبل أن تغير بوصلة العشق صوب إيفونا، والأهلي يريد الإثنان معا ويناشد بودريقة بيع النيجيري ليغنم من وراء الصفقة ما يخفف عنه بعضا مما صرفه وأقر به منخرطوه في ميزان الدين.
الرؤساء عندنا يحلون بالفرق باسم المشاريع والأوراش، ويرحلون بشيك سمين موثق عند «النوطير».. حل أكرم وبناني والسبتي وبودريقة ودومو وغيرهم، وحين يرحلون يوثقون ديونا ثقيلة بذمة الفرق، يصادق عليها المنخرط والذي ليس في نهاية المطاف سوى تابع وعبد مأمور وشاوش عند الرئيس يحمله معه يوم الجمع العام لمهمتين، الأولى للتصفيق عندما يلقي كلمته وخطابه، والثانية رفع يده للمصادقة وليس المصادرة على كلام الرئيس.
في حكاية بيع إيفونا خفي أعظم وأسرار وسمسرة ستكون مادة دسمة للصيف وسيتكوم رمضاني مسلي، لغاية إنجلاء الحقيقة واتضاح النوايا.
منصور الزمالك الرئيس الذي لا يدير لسانه في فمه قبل الكلام غير المباح، ويعقلها دون توكل كلما هم بالنطق تحدث في «دريم» وفي «الحياة» وفي كل منابر الكنانة المرئي منها والمكتوب، فشكر للوداد كرمه ولرئيسه الناصيري حسن المعاملة وقدم من هاتفه الخلوي نسخة لعقد موقع يؤكد فيه ومن خلاله أن اللاعب إيفونا زملكاوي.
مرتضى منصور شكر الرئيس أبو خديجة التي ترك النادي المكناسي «مكوانسي» وتحول لوسيط يذلل الصفقات، ولئن اشتكى بودريقة من وساطة رئيس صديق لصالح رئيس غريم فلأنه كان أول من دشن العرف حين تحول لصلة ربط بين بناني ولقجع وأهدى رئيس الجامعة حلحول بـ 30 مليون لا غير.
إيفونا خرج لينكر ويصر على أنه ودادي حتى إشعار آخر، وعلى أن من تحدث عن كونه زملكاوي فإنه يمثل نفسه، بل أن إيفونا أقسم ألا يغير الأحمر بغير الأحمر، أي لو فكر وقدر  وغير الوداد فالوجهة ستكون هي الأهلي وليس الأبيض الزملكاوي.
صفقة إيفونا تشبه حكاية أونداما وطريقة احترافه المريبة باتحاد جدة السعودي والتي رافقتها تفاصيل وعمولات من تحت الطاولة، وحين حل الناصيري بإدارة الوداد أرعبه ما رأى ووعد ببتر اليد التي تطاولت وحرفت الصفقة عن سياقها الشفاف والنزيه وعاد بعدها ليبتلع لسانه ويقضي الحاجة بتركها.
رائحة ما تفوح من طنجرة الوداد في هذه الصفقة، فقد باع الجميع إيفونا للجميع، باعوه للظفرة بـ 3 مليار ولفريق بولوني بمليارين ولفريق فرنسي بـ 4 ولفريق برتغالي، ومر إيفونا من كل فرق الخليج، وفي نهاية المطاف طلع كبيرا الكرة المصرية ليشغلا جمهور الوداد بفصول مسلسل مثير الحبكة ونهايته في حكم المجهول.
علمت وأنا أتابع تفاصيل هذه الحكاية أن صفقة إيفونا تحركها خيوط تصفية حسابات بين الشناقة وبين الرؤساء، فاللاعب قدم للوداد على عهد أكرم، ونجل أكرم حفيظ وضع مصير اللاعب الغابوني بيد شركة تنتظر بيع فهد الغابون لتستولي على 40 بالمائة من كعكة الإنتقال و20 بالمائة المتبقية تذهب لفريقه، فلا يبقى للوداد التي كبرت اللاعب سوى 40 بالمائة وهو ما أغضب الناصيري فقرر بيع اللاعب لغير الأهلي.
هي صفقة مريبة، وكلما داهم الناصيري الضغط خرج ليمسح كل شيء في تلابيب توشاك ويصر على أنه لا يبيع ولا يشتري إلا بإذن الويلزي، في حين تشهد فتوحات الميركاتو السابق والحالي على أن الناصيري اشترى دزينة لاعبين عاطلين دون علم توشاك.
قضية إيفونا فيها إن، فيها كسر عظام وفيه شناقة يتربصون بالغنيمة وفيها خاصة «لاكوميسيون» من تحت الطاولة لمن يدفع ويقبل بالعملية ويسترها.