في زمن الإحتراف وبعدما بشرنا السلف وبعدهم الخلف الصالح بجامعات الكرة المتعاقبة على شؤون جلدنا المدور المنفوخ بالريح المسموم، بتحويل الفرق لمقاولات والأندية لشركات، خلصنا للحقيقة المرة، وهي تحول هذه الفرق لدكاكين معلق على بابها يافطات عريضة مكتوب عليها تلك العبارة الشهيرة التي كان أصحاب الدكاكين يكتبونها على الورق المقوى لـ «الفرماج» بمحلاتهم «ممنوع الطلق والرزق على الله».
لا فرق في زمن الإحتراف بين الأندية والدكاكين، بعدما رفض رؤساؤها المتعقبون ترك كرسي الرئاسة قبل نيل أجر «الكونطوار» زائد رأس المال.
مشهد الأندية صورة كربونية وكل رئيس يستنسخ تجربة زميل له، حل أهلا ورفض أن يرحل سهلا، ويصر على استعادة ما دفع بالدوبل.
رؤساء الأندية حضروا داخل الفرق نكرات وتحولوا وهم على كرسي الرئاسة لأشهر من نار على علم، ومنهم من دبر مصالحه مع مجالس محلية وقضى مآربه الأخرى الكثيرة وربح الكثير على مستوى شركاته الخاصة.. كلهم شبوا على مبدإ واحد وكلهم رضعوا من نفس الثدي.
أبو خديجة الذي ما إن انتهى من مهامه وعلى عهده تحول الكوديم العزيز من النادي المكناسي للنادي «المكوانسي» حتى صار وسيطا بشهادة مرتضى منصور الزمالك في صفقات بيع لاعبي البطولة.
أبو خديجة أقسم بأغلظ الإيمان في رمضان ألا يعود لرئاسة الكوديم حتى ولو قدموا له مهرا قوامه مليار سنتيم، قبل التوصل بمؤخر الصداق القديم والذي حدده في 400 مليون فقط لا غير ولا أحد يعرف كيف تم صرف هذا المبلغ لفريق تحول على عهد أبو خديجة لمدمن لـ «الصينية».
أبو خديجة لم يأت ببدعة من تلقاء النفس، فهو قبل حلوله بالكوديم تابع كيف انسحب دومو وفي جيبه شيك بـ 270 مليون سنتيم وضعه بالجامعة وما حاول لقجع ضخ مبلغ النقل التلفزيوني في حساب الكاك، حتى كان دومو يسبق رئيس النادي القنيطري الحلوي ويتركه من دون حلوى الجامعة.
وبعد دومو رفض بناني الرحيل قبل عرض الماص وديون الماص في المواد ففاوض رشيد الحادني على نصف مليار سنتيم قبل أن يقدم وصل الإيداع التجاري للدكان الماصاوي لرشيد آخر هو ولي العلمي بأقل من هذا المبلغ ومعه بوسة.
السبتي ما يزال اليوم يطرق دكان الجامعي بعد أن جمعه شباط بنص وسحب من تحته الحصيرة ليضعها تحت ظهر الرئيس الجديد للواف.
السبتي كلما هم بطرق دكان الواف لاسترداد ما دفع، يجد في انتظاره من يخبره بالعبارة الشهيرة «نأسف لا يوجد مشترك بهذا الرقم».. فيعود أدراجه خائبا.
وثق عبد الإله أكرم دينا غليظا وقدم الوداد فوق طبق ليس من ذهب للناصيري، وفي جيبه وصل موقع من منخطرين يقر بدين لصاحب «البارادايز» لا يقل عن مليار سنتيم، لذاك يصر أكرم على تتبع فصول صفقات الوداد ليقبض ولو ثلث من دين قديم بذمة الحمراء.
بودريقة بدوره بجيبه دين موثق بذمة الرجاء لا يقل عن مليار سنتيم، وهو ما أعجز الحكماء والذين خمنوا أن استقالة بودريقة مرادفة لفتح لخلافته.
فلا غلام المسكين ولا حنات المتقشف ولا حتى عمور وأوزال لهم طاقة للوفاء بديون صاحب الكتاب الأخضر الثقيلة، لذلك رفضوا مناقشته على استلام مفاتيح هذا الدكان وأعلنوا مبكرا انسحابهم من السباق وزهدهم من قيادته.
قريبا سنكتشف في واحدة من علامات الساعة توثيق ديون بذمة فرق آسفي وخريبكة والمسيرة وباقي الفرق المحصنة بمحتضنين عموميين.
لذلك لن نتفاجأ إذا ما طلع غدا رئيس واحد من هذه الفرق ليطالب من يليه بأداء الدين القديم ويقسم بأغلظ الإيمان أنه كان يتقاسم التموين مع المكتب الشريف للفوسفاط.
مشهد استقالات الرؤساء المسلوقة وعودتهم بالنافخ وجيلالة أو بـ «العمارية» الشهيرة بات ممسوخا وحالة شاذة يجب أن تنتهي بنهاية سطوة المعضلة المسمى «المنخرط».
فلا سلا سيتغير حالها ولا الرجاء والوداد ولا الكوكب والماص، وباقي الفرق ستجد طريقها للإحتراف ما حضر المدعو السيد «المنخرط» في منظومتها وجموعها العامة والسامة.
كي تنتهي العمارية وينتهي أثرها، الجامعة عليها حل من اثنين، إما تغيير هذا القانون أو وضع «كراسي تيفال» داخل هذه الفرق فلا يلتصق بها السيد الرئيس أبد الدهر؟