ليست دعوة لمقاطعة منتجات مملكة الكاف، بل المقصود كيف استطاع رجل القطن الكامروني تحويل جهاز كروي قائم الذات لمقاطعة تابعة له، وجعلها تحت قبضته إلى أن يقضي الله الأمر المفعول، وكأنه لا يوجد في هذه القارة بشمالها ولا جنوبها من هو قادر على جر عربة وفهم أمورها غيره.
صحيح أنه في فترة حياتو ربحت القارة 3 مقاعد إضافية في المونديال، لكنه في عهده وفي خاتمة لا تبدو مسكا في مسار تدبيره لمقاليد الجهاز، ستصبح المنتخبات الإفريقية غريبة بأوطانها، وسيصبح المواطن العادي بالمدشر والقرية والبادية عاجزا عن متابعة النشيد الوطني يعزف في مستهل مباريات الأسود، لأن السيد حياتو نفى هذه المباريات لأرخبيل التشفير وبمبلغ خرافي «ألف مليار سنتيم» من فضلكم، أي نعم ألف مليار (مليار دولار) لشريكته  المدللة «سبورت فايف» والتي يرتبط بها بعلاقات مكولسة وسرية فيها ما فيها من المصالح والإتاوات لـ 12 سنة قادمة.
خلالها سيكون السيد حياتو أطال الله في عمره قد بلغ التسعين من عمره، وأدام الله عليه رداء العافية والبقاء السرمدي  على كرسيه، وسيسن قانونا خلافيا رابيا جديدا يمدد خلافة وولاية الرئيس، وسيدعو مقربيه للمصادقة عليه وسيواصل التشفير إلى أن يبعث الله من يخلص الكرة من قبضة إبن دوالا.
في غمرة فضائح الفيفا ورؤساء الإتحادات، ظل حياتو يبتهل الدعاء أن يمتع الله بلاطر بالمنجيات من المهالك، لأنه مدرك أن بقاء بلاطر فيه حماية لكثير من مصالحه وسند لظهره، كيف لا وهو يتقاضى من نومه في تنفيذيات الفيفا سنويا ما يفوق 200 مليون سنتيم.
كل رؤساء الجامعات والإتحادات نطقوا جهرا وعبروا عن مواقفهم من الفساد المستشري داخل الفيفا إلا حياتو عاش عقدة لسان، وما إن انفكت بعدما سربت صحيفة إنجليزية وثيقة «ويكيليكسية» عن حصوله على مليار و800 مليون سنتيم من قطر، حتى خرج ليبرر الصدقة الجارية من الدوحة ويقر أنها تخص دعاية لملف التنظيم خلال اجتماع لتنفيذية الكاف، وخلالها أخبر حياتو حوارييه الذين لا يشقون له عصا الطاعة بالهدية وعاد ليواصل أراجيفه التي لا يصدقها إلا من يدورون في فلكه «هذه المكرمة القطرية لا تعني شيئا وكل واحد حر في صوته»؟ قمة السخافة ومنتهى الإبتذال؟
ما تم تسريبه عن امتلاك حياتو لـ 22 رصيدا ببنوك بلدان مختلفة والثروة التي راكمها الرجل من وراء قيادته للكاف، والتعويضات اليومية التي يتلقاها أثناء حضوره بتنفيذية الفيفا وعديد الأدوار التي يتقلدها (مسؤول عن لجنة الإنقاذ وعضو لجنة طوارئ وفاعل في الكرة النسوية) وغيرها من التمثيليات التي تزيد الشحمة فظهر المعلوف، مسألة مثيرة وتعكس ما يغنمه كبير قوم الكرة بالقارة من وراء التشفير وباقي مشتقات تهريب مباريات المنتخبات الوطنية، طالما أن تعويضاته من رئاسة الكاف عادية جدا ولا تضمن له فتح كل هذه الأرصدة.
قبل مونديال البرازيل الأخير قامت الدنيا بألمانيا، وببرلماني بلجيكا وإنجلترا وربح مواطنون عاديون دعوى ضد بلاطير وتشفيره الممنهج للمونديال، وصدروا للعالم مباريات الدورة بالمجان، لتغزو «البارابولات» والصحون المقعرة أسطح العمارات والبيوت وتحويل جهاز الساتل صوب «أسطرا» بعد أن عجز «النايل سات» عن الإستجابة لصوت الجمهور، فتلقت « بي إن سبورت» ضربة موجعة أجبرتها على فتح مباريات الجزائر وبعض مباريات المونديال بوجه «شعبولا» بالمجان ليقينها أنها خسرت رهان التشفير بعد أن باعها بلاطير الوهم باحتكار الدورة.
مر المونديال بالواضح المفضح، وتعلم أغلبنا الألمانية وتفاعلنا مع المعلق الألماني وهو يهلل لانتصار المانشافت على البرازيل بسباعية وتعاطفنا مع الماكينات وخصها كثيرون بالدعاء في رمضان، ولربما فازت بمونديال البرازيل بفضل دعوات فئة محدودة الدخل حاول بلاطر وأمثاله حرمانها من هوس وشغف الكرة.
اليوم السيد حياتو باع وخلافا للقانون الفرنسي الذي يمنع احتكار حقوق بطولة لأكثر من 3 سنوات، وحقوق الكرة الإفريقية من ألفها ليائها، لمنتخباتها الأولى والأولمبية والشبان والعصبة والكاف والمحليين لسبورت فايف التي تتنفس الورق الأخضر من قلب باريس تحديدا، في تجاوز صريح للقانون وخرق سافر للمواثيق الأولمبية التي جعلت الكرة رياضة الشعب ومن الشعب.
ما قام به حياتو لم تصادق عليه جامعة الكرة خلال اجتماع الكاف الأخير، وللمرة الأولى يتوحد المغرب وجنوب إفريقيا على قرار واحد ورفضا التوقيع على التشفير وبيع الدورات ومباريات المنتخب الوطني بـ «الصولد» و«الجملة».
ما صدر عن حياتو يعني أن المواطن العادي لن يشاهد أشبال الزاكي و فاخر لا داخل المغرب ولا خارجه فقط في البث الأرضي «وتي إن تي»، ما يعني أن مباريات المنتخبات خارج المغرب ستصح مجرد حكاية تروى بالتواتر وسيكثر أكثر من شاهد ما شاف والو..
حسن فعلت الجامعة بعكسها نبض الشعب المغربي الرافض لجشع حياتو، وإن كانت الكاف تقدم للمنتخبات تعويضات فلتحتفظ بتعويضاتها في حسابات حياتو أل 22، ولتترك مباريات المنتخبات المغربية للشعب ومنه وإليه.
مصر والجزائر تحدت حياتو فيما سبق وبثت مباريات منتخباتها وتعرضت لغرامات مليونية من رئيس الكاف، والكرة العالمية الحديثة تتحدث عن ملايير تسوق بها مباريات المنتخبات خاصة في تصفيات الكان والمونديال، والجامعة حسبتها جيدا فغرامة حياتو المتوقعة لن ترتقي لما سيغنمه المغرب إن هو سوق مباريات أسوده بطريقته الخاصة.
على لقجع الذي تحرك بقوة مؤخرا بعقد توأمات وشراكات مع اتحادات إفريقية أن يواصل تحركاته في السياق الصحيح، عله ينجح في المنظور القريب في تقوية اللوبيينغ الكفيل بإنهاء سلطان تشفير وغطرسة حياتو التي فاقت كل الحدود.
الجامعة أرسلت برفض التوقيع لحياتو رسالة من تحت الماء بعنوان «إن كنت ناسي أفكرك» وما الطاس ببعيدة.