من حق رئيس الجامعة أن يأخذ عطلته وأن يمشي في الأسواق ويكلم الناس لأنه في نهاية المطاف بشر، وعلى الذين عابوا عليه غيابه مؤخرا عن دورة «ليناف» أن يتقدموا له بالإعتذار، خاصة بعدما كشف الناطق الرسمي للجامعة عن حق الرئيس في الإستمتاع بخلوته  بطريقته الخاصة، حتى ولو قادته خلوته هاته ليظل لصيقا بالكرة والمباريات الودية بمسقط رأسه بركان للإستماع بمباراة أمام شريك النهضة الجديد الوداد.
نهضة بركان والوداد هما شريكان من دون بروتوكول شراكة، وحكاية الشراكة لاحت بوادرها نهاية الموسم المنصرم وبالضبط يوم حل السيد لقجع لتسليم درع البطولة للبطل بالدار البيضاء..
صحيح يومها توج الوداد باللقب، لكن من حمل الدرع كان هو محمد برابح ودادي اللون وبركاني النشأة، وبعدها التحق برابح بالنهضة، ومن قاد المباراة كان حكما  بركانيا ومن توج بلقب أفضل لاعب كان البزغودي الخريبكي لكنه بدوره بركاني الأصل، وإن لم تخن الذاكرة حتى مندوب المباراة كان برتقالي الهوى، وبطبيعة الحال ترأس النهائي لقجع بجذوره البركانية الأصيلة.
على أصحاب النوايا السيئة الإعتذار بعد أن فتشوا في تفاصيل الود الكبير القائم حاليا بين الناصيري ولقجع، لأن هناك من يؤكد بالحجة والدليل أن لقجع لم يكن من مناصري رئاسة الناصيري للعصبة وكان يفضل الحكيم غلام.
وعليهم أن يعتذروا أيضا حتى ولو كان نهضة بركان قد تعاقد مع حارس الكوكب المحمدي في مركب الوداد، وسهر على الصفقة الناصيري شخصيا..
سافر الوداد ونهضة بركان لنفس المنتجع وقبلها لعبا مباراة ودية فازت فيها النهضة بثلاثية، وحين عادوا لعبوا مباراة أخرى بدوري النتيفي حتى وإن شارك الفريقان برديفهما دونما تقدير لاسم ورمزية النتيفي الذي سبق مسيري هذا الزمان للتسيير بشكيمة قوية وكاريزما آفلة هذه الأيام، قبل أن يستقل الوداد طائرته باتجاه بركان ليلعب مباراة ودية خسرها مجددا أمام النهضة، في أول أيام عطلة السيد لقجع والتي إختارها بمسقط رأسه..
وحده توشاك من لقن الـمسيرين درسا في الإحترافية برفضه المطلق التواجد في بنك احتياط فريقه، لأنه توجس من مواجهة نفس المنافس والخصم  لـ 3 مباريات في ظرف 15 يوما، والمباراة لم تكن مدرجة ضمن برنامجه فاعتذر وفي اعتذاره رسالة لمن يهمهم أمر الهواية والإحترافية والشعرة الموجودة بينهما..
من حق رئيس الجامعة أن يختار بداية كل موسم حليف أو رفيق، لذلك لا يوجد مبرر لغضب بودريقة طالما أنه رافق لقجع في حله وترحاله وتابع معه مباريات البارصا في نفس الفترة من السنة المنصرمة، فلا يوجد ما يثير أو يقلق إن كان لقجع اليوم متحمسا لرفقة الناصيري.
ما يحدث اليوم داخل مطبخ الجامعة يكشف أن كثرة التوابل الموجودة به، تثير بالفعل القرحة وتتسبب في عسر هضم كبير للسيد الرئيس، لذلك عليه مراجعة الوصفة من جديد بالتخلص من بعضها أو وضع بعضها في الخلاط لعصرها وطحنها والتخلص من عوالقها الحارة التي لا يستسيغ مذاقها.
لن يقنعني أحد أن فرن الجامعة لا يحترق وأن رائحة «الشياط» طلقات هذه الأيام وبشكل كبير، كما لن يقنعني أحد أن العطلة هي من غيب لقجع عن الإستجابة لــ «الإيتيكيت» ولو بالتضحية بيوم واحد من عطلته القصيرة ليحضر رفقة الأشقاء من تونس وليبيا ومصر «التورنوا» الأولى من نوعها للأندية في عهد جامعته.
تذكرت والسيد لقجع يبرر غيابه عن دورة شمال إفريقيا بعطلته، طيب الذكر السي علي الفهري حين تغيب عن مسابقة مونديال الأندية الأولى، وظل يتابع عبر بلازمات الفندق القريب من ملعب أكادير مباريات الباييرن ولا يقوى على اللحاق بالمنصة التي كان قد حفظها أوزين باسمه.
يومها خرج أيضا ناطق الجامعة الرسمي وعالم أسرارها كريم عالم ليخبرنا أن علي في عطلة، دون أن يقتنع أحد بهذا الطرح بعدما اقتنع الضالعون فيما خفي أعظم أن غضبة كبيرة هي من أبعدت الفهري عن «إكسبو» ومعرضه الكروي الذي باعنا إياه بأغلى الأسعار ورحل ملعونا..
اليوم أيضا غاب لقجع عن دورة «ليناف» بسبب غضبة، لكنها غضبة صادرة منه وليس ضده، غضبة على مقربين منه يعتقد السيد الرئيس بل هو موقن أنهما خذلاه خذلانا مبينا، ويصران هما على عكس هذا، بل موقنان أنهما ضحية وشوشة وهمز ولمز مسموم في أذن السي لقجع..
هذه الأيام لا يردد لقجع مواويل السيدة أم كلثوم ويستمع داخل سيارته للأغاني الصيفية الخفيفة، بل يتفاعل بشكل كبير مع شخابيط نانسي عجرم ويردد معها أغنية «أخاصمك آه.. أسيبك لأ».. لأنه لا يقوى على فصال وخصام مع واحد ممن ضحوا لقدومه لكرسي الجامعة ، فإن طاوعه قلبه على التنكر لبودريقة فأكيد أنه يحن هذه الأيام وبشكل كبير لجلسات وقرب ومودة مع «بوش» الجامعة أقصد بوشحاتي..