يبدو أن المقيم العام بيم فيربيك نسي نفسه أو أنه فعلا مصر على ركوب الموج العالي بعدما وجدها سائبة مفتوحة على الغربي، حيث العرصة بلا حارس، فتحول لعراب ومفتي الديار يشير على المسؤولين تارة باختيار بنعبيشة مدربا لمنتخب الأولمبي ومنح الإدريسي مفاتيح الذين لم يبلغوا الحلم وسن الرشد وختمها بتصفية تركة البطاش بإعطاء لخويل زمام قيادة الفتيان.

من حق بنعبيشة أن يطوف ويجول بفتوى السي فيربيك والشهادة التي قدمها في حقه، بأن يكون هو قائد جوقة الأولمبيين القادم ليكتشف لنا أصباحي ونفاثي وسعيدي ومفضل جدد، لكن ما ليس من حق فيربيك الذي يعيش آخر «بونيص» له بالكرة المغربية أن يقرر في مصيرها المستقبلي ويوزع المهام على هواه.

على فيربيك أن يقدم لنا كشف حساب بما قدمه وأنجزه ولن تنطلي علي شخصيا ترهات أنه كان سببا في جلب لاعبين من أوروبا للمنتخبات الوطنية، لأننا كمغاربة تربينا على أن أبناء المهجر لا يحتاجون لمن يوردهم أو يقودهم لعزف نشيد الوطن.

السير فيربيك عليه أن يفسر لنا كيف تحول عدد من  اللاعبين المغاربة من أصحاب الموهبة الفذة والحقيقية لمنتخب طواحين بلده الهولندي كحالة آدم ماهر مثلا، وما جرى مؤخرا مع بنو مرزوق والحدادي و الساخي وأشهبار الذين استبدلوا في تزامن ومصادفة لا أعتقدها بريئة ألوان منتخبات غير المنتخب الوطني باقتراب خروج فيربيك من الباب الخلفي بانتخاب جامعة جديدة.

ما عجز عنه غلام نجح في بلوغه فيربيك بلا حسيب ولا رقيب، غلام الذي لا يقدر على العطس أمام باب المنتخب المغربي وجعل من اختيار مدربي باقي الفئات من المحرمات والمنهيات عنها، في وقت نطالع هذه الأيام قصاصات عن خرجات فيربيك وتسويق كومندو باقي المنتخبات واستعداده لركوب موج المنتخب الوطني الأول.

دافعت في الكثير من المرات عن فيربيك في الحدود المتاحة للترافع عنه حين لمست أن هناك من تطاول على بعض اختصاصاته الفنية داخل المنتخب الأولمبي سيما من أعضاء جامعيين لم ترقهم يومها سطوة مدرب يشتغل أجيرا عند الجامعة.

لكني اليوم وهذا موقف شخصي بنيته عن قناعات وعن تراكمات وجود أغلى مدرب عاطل في تاريخ الكرة العالمية طوال السنوات التي قضاها محظوظا بالمغرب، أنه لا يصلح لا في الشكل ولا في المضمون لقيادة المنتخب الأول وإن عاملته الجامعة القادمة بالحسنى والكرم فإن أقصى ما قد يناله هو أن يواصل اشتغاله على حضانة الناشئين وممارسة هوايته المفضلة في التجوال بأوروبا وتحويل فاتوراته المنفوخة للجامعة.

غلام الحساسبي إعترف مؤخرا بوجود أسطول منقبين أشباح طالبوا بتعويضات من الجامعة ومعترفا بأن جانبا كبيرا من هؤلاء المنقبين جلبهم فيربيك، وحبذا لو تتحلى الجامعة الحالية وهي تشارف على خطبة وداعها في الجمع العام القادم لتقدم للرأي العام مشكورة كم كلفها فيربيك طوال الفترة التي قضاها بالمغرب لتتم مقارنة ما ناله وحوله بالعملة الصعبة لحسابه مع ما أعطاه للكرة المغربية من إنجازات.

قلت سابقا أننا تأهلنا للأولمبياد في مناسبات سابقة، تأهلنا لسيدني مع الخيدر وأثينا مع مديح وكلاهما كان يتقاضى راتبا في حدود سميك الكرامة، لذلك لا أقتنع بأن تأهلنا للندن مع فيربيك كان إنجازا.

على من يتواصلون مع فيربيك أن يحرروا له بلاغا مترجما هو أنه يعيش الوقت الضائع الذي لا يتيح أمامه ممارسة وصاياه التي يمارسها مع بنعبيشة ولخويل والإدريسي على الرأي العام، فيتحول لرئيس الجامعة ويمارس اختصاصات رئيسها وأن يلبس على قده.